الحزب يحيي ذكرى الأربعين لأربعةٍ من شهدائه

لمناسبة مرور أربعين يوماً على تشييع الشهداء علي محمد أمين، أحمد محمود درويش، محمد أحمد زنكيح، أحمد قاسم العمار ، أحيا الحزب السوري القومي الإجتماعي هذه المناسبة في مجمّع الإمام الصادق_ الأجنحة الخمسة في الشويفات بحضور رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، ورئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التلّ، عدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى، عوائل الشهداء، عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج حسن حدرج، مسؤول العلاقات الوطنية في لبنان في حركة حماس أيمن شناعة، رئيس التيار العربي شاكر برجاوي، قائد الحرس القومي العربي أسعد حمود، ممثّل رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان، ممثّلين عن حركة امل حزب التوحيد العربي، الحزب الشيوعي اللبناني،المرابطون، التيار الوطني الحر، المؤتمر الشعبي ممثّل عن السيد رفعت عيد ،رئيس بلدية الشويفات، وحشد من الرفقاء والمواطنين.

وقد ألقى رئيس الحزب الأمين ربيع كلمة بنات جاء فيها:
نلتقي اليومَ في أربعينِ الشهداء، هؤلاءِ الذينَ بفضل تضحياتِهِم أثبَتْنا أنَّ هذهِ المقاومةَ لا تُكسرُ، وأنَّ أصحابَ الحقِّ مهما دفعوا من أثمانٍ باهظةٍ، لا بُدَّ لهُم أنْ يدحَروا العُدوانَ ويحرِّروا الأرض..
بفضلِ شهداءِ نسور الزوبعةِ علي أمين وأحمد درويش ومحمد زنكيح وأحمد العمار، وقبلَهُم أنور الحسيّان ووسام سليم وابراهيم الموسوي، ومعهم شهداءُ حزب الله وحركة أمل، لم يسطَعْ نورُ الشرقِ الأوسطِ الجديدِ، بل دُفِنَ على تخومِ شمَع والخيام ودير ميماس وكفرفلا وعيترون والطيبة..
وفي هذه المناسبة، نعلنُ أنَّهُ تمَّ العثورُ على جثامينِ ورفاتِ المقاومينَ ممَّن كانوا مفقوديِ الأثر في قرى الحافَّةِ الأماميَّةِ، وهمِ الشهداءُ الأبطالُ حسن علي ارناؤوط وابراهيم محمد قلمش ومحمد نور عبد القادر شويحني وعلي حيدر زنيط، الذين بدأنا باستكمالِ الإجراءاتِ للإعلانِ عن مواعيدِ تشييعِهم أوائلِ الأسبوعِ المُقبل.

بفضلِ هؤلاءِ هُزِمَ مشروعُ تهجيرِ اللبنانيّينَ، ولمْ يمُرَّ مشروعُ نقلِ لبنان نحوَ دولةٍ تقبلُ التطبيعَ ولو فوْقَ أجسادِهِم، وبفضلِ أهاليهِم اليومَ والأحدَ الماضي، سقطَ مُخَطَّطُ المنطقَةِ العازلةِ في الجنوبِ، مخطّطَ الاحتلالِ للبقاءِ في الأراضي اللبنانيَّةِ بعدما دخلَ الأهالي وأكملوا ما بدَأَتْهُ المقاومةُ مُتكاملينَ معَها، مدعومينَ بالجيشِ اللبناني، مُحرِّرينَ قُراهُم وكاسرينَ التحايُلَ على اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار. فالجنوبُ عادَ والشمالُ لم يعُدْ بعد، فمن هُزِمَ؟

من هُزِمَ ببساطةٍ هو منْ دمَّرَ عشراتِ آلافِ الوحداتِ السكنيَّةِ، وقتلَ آلافَ اللُّبنانيّينَ وبينَهم القادةُ مستغِلًا تفوُّقَهُ التكنولوجيَّ والثغراتِ الموجودةَ، وبعدَ فعلِهِ كلَّ ذلكَ انسحبَ دونَ أن يقضيَ على المقاومَةِ في لبنان..

من هُزِمَ هو من دمّرَ غزّة، وسعى لتشريدِ أهلِها، ولم يستطِعْ تحريرَ أسراهُ سوى كما اشترطَتِ المُقاومةُ صبيحةَ السابعِ مِن تشرين 2023..
من هُزِمَ هوَ العَدوُّ، الذي أتى بدعمِ كلِّ العالَمِ ليُسانِدَهُ في العُدوانِ على غزّة والضفَّة ولبنان، ولم يُحسِنِ القضاءَ على غزّة والضفة ولبنان..

اليوم، يعودُ الحديثُ عن السلاحِ، وهذه النغمةُ التي لطالما سمعناها، ولم تُغيّرْ شيئًا في واقعِ الأمورِ وفي وجودِ المقاومَةِ حيثُ يجِبُ أن تكون، تعودُ اليومَ ولا يزالُ جزءٌ من جنوب لبنان محتلًا، فالاتفاقُ الذي يطالبونَ المقاومةَ بتطبيقِه وطبَّقَتْهُ منْ جانبِها بشكلٍ كاملٍ، لم يطبِّقْهُ العدوّ، بل يُمعنُ في إثباتِ تجاوزِه للقراراتِ الدوليّة.
اليوم، الدولةُ اللبنانيّةُ ومن خلفِها رعاةُ اتفاقِ وقفِ النارِ أمام تحدِّيَيْنِ أساسِيَّيْن:
الأوّلُ إلزامُ العدوِّ على الانسحابِ الكاملِ قبلَ نهايةِ الثامنَ عشرَ من شباط الجاري، لأنّ ما بعدَ هذا التاريخِ ليسَ كما قبلَهُ.. والجميعُ يعلَمُ أنّ المقاومةَ لن تقفَ مُتفرجةً على استباحةِ سيادةِ لبنان..
والأمرُ الثاني هو إعادةُ الإعمارِ التي يربِطُها البعضُ بتطبيقِ تفصيلٍ مِنَ القرارِ 1701 مِنْ هُنا وتفصيلٍ مِنْ هُناك
ما يجبُ أن يعلَمَهُ الجميعُ، في لبنان وخارجَ لبنان، أنَ إعادةَ الإعمارِ توازي أهميةً بالنسبة لنا أهميَّةَ سلاحِنا، وأنَ مِنْ سيُعطّلُ هذا الملفَّ هو كمَنْ يمسُّ بهذا السلاح. “والجواب الكل بيعرفوه”..

اليوم، ونحنُ نرثي شهداءَ نسورِ الزوبعةِ، نبارِكُ لغزّةَ انتصارَها، وللبنان قلبَهُ للمُعادَلاتِ، ونأمَلُ أن نباركَ للشامّ بانطلاقِ عمليّاتِ المقاومَةِ في جنوبِها سعيًا لتحريرِ الأرضِ من وجودِ الاحتلالِ بداخِلَها..

في الشام اليومَ مشهدان، مشهدٌ يقولُ أنَّ العدُوَّ يتقدَّمُ حيثُ يريدُ، بلا رادعٍ، وبلا اعتراضٍ رسميٍّ سوريٍّ أو حتّى دَوْلِيٍّ
ومشهدٌ يقولُ، أنَّ نظامًا جديدًا نسفَ كُلَّ أسُسِ الدولةِ، ألغى الجيشَ، ألغى الأحزابَ الوطنِيَّة، ونصّبَ لنفسِهِ رئيسًا بقرارِ قادَةِ فصائلَ نصفِهِم من غيرِ السوريّين..
بالنسبةِ لنا في الحزبِ السوري القومي الاجتماعي، المشهدانِ يتكاملان..
فالمشروعُ الإسرائيليُّ لا ينجَحُ بوجودِ جيْشٍ سورِيٍّ وطَنِيٍّ يملكُ عقيدةً قتاليّةً واضحةً، ودولةٍ مدنِيَّةٍ مُتماسِكَةٍ ترعى حقوقَ السوريينَ ولا تتماهى مع مشاريعِ التقسيم..
ومن هنا، نحذّرُ نحنُ في الحزب السوري القومي الاجتماعي من مخاطِرَ ما يحصلُ في الشام، داعينَ جامعةِ الدولِ العربيّةِ للانعقادِ حمايةً لما يسمّونَهُ الأمنَ القومِيَّ العربِيَّ، الذي نعلمُ أنّهُ لا يستقرُ مِنْ دونِ سورية…

أمّا في لبنان، فنشهدُ محاولاتٍ متعثّرةً لتشكيلِ أولى حكوماتِ عهدِ رئيسِ الجمهوريَّةِ العماد جوزيف عون، الذي لا نتمنى لهُ سوى النجاحِ ونقلِ لبنان نحو مشروعِ بناءِ الدولةِ القويةِ الحقيقية.. دولةِ الجيشِ والشعبِ والمقاومةِ بكلِّ ما تحملُ هذه المعادلةُ من واقعيةٍ ثبّتَها اللبنانيّونَ في جنوب البلاد..
وفي الوقت عينِه، نحذّرُ، من أنّ ما يحصُلُ اليومَ، من محاولاتٍ لاستكمالِ الانقلابِ على الاتفاقاتِ السياسيةِ ليس إلّا مخططًا واضحًا لضربِ مشهدِ الوحدةِ الوطنيةِ الحقيقي الذي تجسّدَ في العدوانِ في كُلِّ مدينةٍ وبلدَةٍ وبيتٍ لبناني، وتجسّدَ بعْدَ العدوانِ بمشهدِ الالتفافِ الواضِحِ خلفَ تحريرِ الأهالي للأرضِ في الجنوب..
ما نحذّرُ منه هو أن يقومَ البعضُ بخلقِ أزمةٍ سياسيةٍ هدفُها دفعُ مُمثلي المقاومةِ في المجلسِ النيابي إلى خارجِ الحكومةِ، بغيةَ التمهيدِ لأخذِ قراراتٍ تشبهُ المغامراتِ التي ورّطَ بها البعضُ لبنان في السابقِ، فمخطّطُ هؤلاءِ بوضعِ الجيشِ بمواجهةِ المقاومةِ نجزُمُ أنّهُ لن يتحقق.

في الختامِ تحيةً إلى عوائلِ الشهداءِ والجرحى والأسرى، إلى كلِّ أمٍّ وأبٍ وأخٍ وأختٍ.. بفضلِكُم بقيَ لبنان.. بقيَت فلسطين.. وسنبقى..
كلمة حزب الله ألقاها الحاج حسن حدرج عضو المجلس السياسي أكّد فيها على جهوزية المقاومة وضرورتها مع استمرار الاحتلال والعدوان المستمر على الوطن، كما أشاد بمشهد عودة الأهالي إلى بلداتهم بعفوية واندفاع نتيجة تجذّرهم بأرضهم وتمسّكهم بحقّهم هذا المشهد الذي يبعث على الفخر والاعتزاز.
كلمة حركة حماس ألقاها مسؤول العلاقات الوطنية في لبنان أيمن شناعة أثنى فيها على دور الحزب السوري القومي الإجتماعي في معركة الإسناد إلى جانب بقية فصائل المقاومة والتي كان لهم الدور والأثر البارزَين في حرب غزّة، وأكّد على الانجاز الذي حقّقته المقاومة في منع العدو من تحقيق اهدافه، وشدّد على استمرار المواجهة والتشبّث بالأرض .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى