الحزب يشيّع الشهيد “علي حيدر زنيط” في اللبوة

شيّع الحزب السوري القومي الإجتماعي الشهيد “علي حيدر زنيط” في البقاع الشمالي، بحضور رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التلّ، عدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ايهاب حمادة، عائلة الشهيد، ممثّلي الأحزاب، فعاليّات إجتماعية وتربوية وسياسية، وحشد من القوميين وأهالي بلدة اللبوة.
وألقى رئيس الحزب الأمين ربيع بنات كلمة جاء فيها:
نقفُ اليوم في بقاع العزّ لنكرّم ونشيّع شهيدين من شهداء المواجهات الأمامية الّذين رووا بدمائِهم أرضَ الجنوب على تخوم فلسطين بعدما شيّعنا في الأمس شهيدين في الجنوب.
كان بإمكان الشهيد البطل “علي زنيط” أن يبقى متفرّجًا، أن لا يلبّي نداء الواجب، لكنّه أبى إلا أن يكون واحدًا من أبطال هذه الملحمة، رفض الوقوف خلفَ التاريخ أو على جانبِه، بل حفر إسمَه وإسمَ حزبِه في صفحات العزّ، وفي قلبِ التاريخ…
لأهلِه، لوالدتِه ووالدِه، تحية
ليس لأنَّهم أهل شهيد فقط، بل لأنّهم الشهادة هذه صنعوها طوال سنين عمره، أنشأوه على البطولة والشجاعة حتّى زاد عنهم وعنّا، بأغلى ما يملك، فصار هو اليوم رمزا نعتزُّ به،إن الشهيد علي زنيط وشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي في هذه المعركة إضافة إلى شهداء المقاومة بمختلف فصائلها كانوا عامِلَ القوّة الأهم في منعِ العدو من اجتياح لبنان وعن تدمير المقاومة، ولولاهم لكان مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذي نسمّيه نحن الشرَّ الأوسط الجديد، لكان قد نجح في تطبيق ما يتحدّث عنه قادة الشر اليوم في العالم.
طوال فترة العدوان على غزّة ولبنان كنّا نسمع من ضباط العدو ووزرائه ورئيس حكومته كلامًا عن أهداف الحرب، لم يستطِع هؤلاء تطبيق أي منها، لا من خلال إعادة الأسرى بالقوّة، ولا من خلال تهجير أبناء شعبنا في غزّة ولبنان، ولا من خلال القضاء على المقاومة، ولذلك سألنا ونكرّر السؤال حول هوية المهزوم في هذه الحرب بعدما لم يستطع العدو تطبيق أي مما أراد الوصول إليه، فحتى الساعة، جنوب لبنان عاد وغزّة عادت وشمال فلسطين المستوطن لم يعد بعد.
وهنا يكون المشهد أوضح، من ينتصر فينا هو الإرادة، إرادة الشعب إرادة أبناء الحياة، ومن نشيّعُه اليوم هو رمز وقدوة أبناء الحياة في حفاظِهم على الأرض وفي تشريفِهم للحياة.
ما نستطيع تأكيده في هذا البقاع، أن عودَتَنا إلى ساح الجهاد هي عودة نهائية لا عودة عنها، ونحن مستمرون في مشروع شراكتِنا وتحالفِنا مع حزب الله ومع حركة أمل في عنوان واضح ومفهوم، هو الدفاع عن لبنان والسعي لتحرير كل أراضينا المحتلة.
ولمن يعتقد أن الحرب انتهت، انظروا إلى تصريحات المسؤولين الأميركيين من رئيس الإدارة الأميركية دونالد ترامب إلى نائبة البعوث الأميركي للشرق الأوسط.
ترامب يتحدّث عن تهجير سيفرض على أبناء شعبنا من غزّة إلى مصر والأردن.
وهي آتية إلى لبنان لتطبق أجندة عزل المقاومة من القرار اللبناني وبالتالي تمهيد اتخاذ أي حكومة لبنانية مقبلة قرارات يسعى الأميركي أن تضع الجيش في مواجهة المقاومة. فليسمع الأميركي ومن يحاول تطبيق هذه الأجندة للاستفادة منها وممارسة الكَسْب السياسي تطبيقا لها.
إنّ معادلةَ الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة أثبتَتها دماء اللبنانيين، دماء المقاومين على الجبهات في فترة العدوان، ودماء عناصر وضباط الجيش اللبناني أيضًا في فترة العدوان، وهي أثبتَتها أيضا دماءُ اللبنانيين وأجسادُهُم التي واجهَت الاحتلال بعد مخالفته قرار وقف إطلاق النار وعدم انسحابه من البلدات اللبنانية بعد انتهاء مهلة الستين يوما.
هذه المعادلة التي عُمّدَت بالدم لا يمكن لأحد أن يلغيها وهي معادلة تقوم على اشتراك اللبنانيين الذين يُغذِّونَ المقاومة بأفضل شبابهم، ويرسلون أفضل كفاءاتهم أيضا إلى الجيش اللبناني، وهم لا يمكن فصلهم لا بمقاومتِهم ولا بجيشِهم عن دولتهم التي لا يمكن لأحد أن يحولَّها إلى دولة مطبِّعة مع العدو وسائرة بمشروع الشرق الأوسط الجديد.
نقِفُ اليوم في البقاع لتشيع شهيدًا ارتقى على الحافةِ الأمامية في مواجهة فلسطين، في وقت تدفعُ العائلاتُ والعشائرُ هنا في البقاع الدماء مجددًا دفاعًا عن بلداتها من الاعتداء الإرهابي عليها، وهنا نكرر وندعو الدولة اللبنانية لتحمّل مسؤولياتِها لحمايةِ هذه البلدات والقرى، وعدم التخلي عنها، والعمل بكل السبل لحمايتها وتحصينها، فمن ترك هذه المنطقة إنمائياً وخدماتياً من المعيب عليه اليوم أيضا أن يتركها أمنياً وعسكرياً، ونؤكّد أنّ المقاومة جاهزة لحماية أي شبر من لبنان، أكان في الجنوب أم في البقاع، حماية للسيادة الوطنية ودفاعا عن اللبنانيين.
التحية لأرواح الشهداء والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال، فلولاهم ولولا أهاليهم لما كنا كما نحن اليوم، نجدّد العهد لهم أن نكون على قدر هذه الدماء والتضحيات لحفظ هذه البلاد والدفاع دوما عن الكرامة الوطنية والسيادة اللبنانية.
وكانت كلمة لحزب الله القاها النائب ايهاب حمادة شدّد فيها على بقاء المقاومة وعدم انكسارها، وقد بدأت تتعافى منذ اليوم العاشر من ايام الحرب، معتبراً أنّ وجودَها مازال حاجة ملحّة وضرورة مع بقاء الاحتلال والمشاريع الغربية على لبنان والمنطقة، وإنتقد التدخّل الفاضح وانتهاك السيادة من خلال تدخّل المبعوثة الأميركية ومحاولة إقصاء فريق لبناني واتباع سياسة التشفّي والعزل مؤكّداً على التمسّك بالحق وممارسته.
عريف التّأبين كان مدير دائرة التحرير في عمدة الإعلام الرفيق فيصل المصري.














