آثارنا وتراثنا: تُربلْ إرث عمرانيّ يحاكي التّجديد في نظرة شعبنا للفنّ والحياة

تحوي بلدة تُرْبل (قضاء زحلة)، القابِعة على علوّ 900 متر في محافظة البقاع، في مدخلها آثارًا جمّة قد تعود إلى حصن رومانيّ، وتلّتان لم يُعمَد إلى التّنقيب عنهما بعد، كما تُعتبر أساسات منازل القرية المؤلّفة من أحجار قديمة وأجران صخريّة وأجزاء خزفيّات شاهدًا على فنّ العمارة لدى صاقِليها.

أمّا البيت ذو اللّيوان المستطيل، فيستقبلك بجبلة لُبَنه المُشيّد منها، حيث التّراب المُجفّف بأشعة الشّمس، المطليّ بالطّين ومن ثمّ الكلس، خير دليل على تفاعل شعبنا مع أرضه، وانصهاره مع عناصرها.
سقفه المتمترس كحارس يحمل صقّالة مغطّاة بالقصب والتّراب المرصوص، ليأتي الحدل فريضة النّظام في الشّتاء، تأمينًا للإحكام في السّدّ.

يُذكر أنّ هذا البيت تملكه عائلة “شعيا”، وقد أضافت عليه غرفًا جديدة، وبنت في حديقته إصطبلات للخيول وتربية الماشية، قبل أن تضعه بتصرّف اللّجنة الوطنيّة للتراث. ومن ناحيته وضع السّيّد نعمة صغبيني المجموعة الكاملة من الأدوات الأتنوغرافيّة، ليُفتَتح هذا المتحف النّموذجيّ/البيئيّ عام 2004.
تطوّع المهندس المعماريّ جان-مارك بوفيل مع عشرة مهندسين وناشطين لإعادة تأهيل وترميم هذا البيت النّموذجيّ بهدف إحيائه، حيث كان شعار المشروع بحسب جان-مارك: “يتعلّق الأمر بإقامة روابط بين ما نحن عليه وما اعتدنا أن نكون عليه، ومن نحن ومن اعتدنا أن نكون”.


تُربلْ: تورو-بيل أو تورا-بيل لفظ سريانيّ مشتقّ من الآراميّة. ويعني “جبل الإله بعل”.

عمدة الثقافة والفنون الجميلة | دائرة الآثار والتّراث

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى