أهم حوادث الشهر المنصرم


في الوطن:

إنّ مرض المفوض السامي قد استغرق الشهر من الوجهة العملية والمحتمل أن تؤدي نتائج المرض إلى تأجيل جميع التطورات السياسية المهمة في البلاد المشمولة بالانتداب. والمحتمل أن يسافر المفوض إلى فرنسة، فإذا تم ذلك وكانت صحته لا تزال منحرفة فقد ترى الحكومة الفرنسية أن تريحه من أعباء القضايا السورية.
ومن أغرب تطورات القضايا القومية السورية أنّ فريقاً من المتزعمين في دمشسق قصدوا عمّان، حين قدوم جلالة الملك فيصل إليها، حاملين إليه عرائض تفويضه السعي في أوروبة لحلّ القضية السورية. وهذا العمل من الأعمال النادرة في العالم، إذ يندر أن تفوّض أمّة تقول بالجمهورية إلى ملك دولة أجنبية تولّي أمر البتّ في قضيتها.

لا يزال اليهود يسعون سعياً حثيثاً لتمديد استعمارهم في سورية. وقد سعى أحدهم للوصول إلى تفاهم مع البطريرك الماروني ونجح بالحصول على كتاب منه يعطف به على يهود ألمانية ويبدي استعداداً لمساعدتهم، وهو يعيد بهذه المناسبة ذكر حوادث سنة الستين التي يمقتها المسيحيون أكثر من غيرهم ويريدون حذفها من ذاكرتهم ليتمكنوا من تسوية شؤونهم القومية بطريقة بعيدة عن الاختلافات الدينية.


تحضير العشائر السورية:

مشروع جديد لإصلاح حالتهم:

أعدّت مصلحة العشائر في المفوضية العليا مشروعاً جديداً لإصلاح أحوال العشائر جاء فيه ما يلي:
أولاً: إسكان 1500 عائلة من العشائر السورية في القرى وإقطاعهم الأراضي اللازمة لتدريبهم على الحياة الزراعية.
ثانياً: تعيين بعض الاختصاصين لتعليم العشائر الأصول الزراعية الحديثة وتعويدهم ترك حياة الغزو والانصراف إلى الزراعة وتربية الماشية على الأصول الحديثة.
ثالثاً: توزيع كمية من البذور على المزارعين من العشائر مجاناً.
رابعاً: تعليم أولاد العشائر مبادىء القراءة والكتابة.
خامساً: إنشاء ثلاث مستوصفات ثابتة في مناطق الحدود والصحراء لأجل مداواة وتوزيع الأدوية على أفراد القبائل.


الآبار الأرتوازية:

وجاء في تقرير مصلحة العشائر أنها أنشأت في الصحراء السورية والأماكن البعيدة عن العمران 42 بئراً أرتوازية تُمكِّن هذه العشائر من الماء اللازم لها.

أنطون سعاده
المجلة، بيروت 
المجلد 8، العدد 4، 1/6/1933 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى