ارادة الخير والصفح تنتصر في البقاع

التزامًا بوحدة الصف الوطني والشعبي في بعلبك والوطن، وصونًا للسلم الأهلي والاجتماعي، وإسقاطًا لمنطق الثأر الهدّام الذي لا يخدم إلا عدوّ أمتنا ومجتمعنا،
استقبل بعد ظهر يوم السبت الواقع فيه 15\11\2025، إمام وأهالي ومخاتير وبلدية بدنايل في حسينيتها، رئيس بلدية ومخاتير بلدة بريتال ووفدًا من عائلاتها، مع وفود من رؤساء بلديات ومخاتير وعشائر قرى بعلبك، حيثُ أَعلن:
” آل الحاج سليمان”
الصفح عند المقدرة
عن الجريمة بحق ابنهم الرفيق:
علي سعدون سليمان
وذلك برعاية وحضور ومشاركة نائب رئيس جهاز أمن الدولة العميد مرشد سليمان، ووفود قيادية وحزبية من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة عميد الدفاع الأمين زياد معلوف، ومن حزب الله برئاسة نائب مسؤول منطقة البقاع السيد فيصل شكر، ومن حركة أمل برئاسة الحاج علي راضي حميه ممثّلًا قيادة البقاع، ورئيس اتحاد بلديات جنوبي بعلبك الحاج زياد طليس، ورئيس بلدية بريتال الحاج عباس زكي إسماعيل، ورئيس بلدية بدنايل الحاج حسين سليمان، والشيخ تميم سليمان، إضافةً إلى رجال الدين والفعاليات الاجتماعية والقانونية.
أكَّد السيد فيصل شكر على أهمية اللقاء، الذي إن دلّ على شيء، فهو يدل بشكل واضح وصريح على القيمة العظيمة والأخلاقية الرسالية في تضييق دوائر الخلافات ومنع انتشارها.
شاكِرًا عائلة سليمان وأسرة المظلوم علي سعدون سليمان وكل من ساهم في اللقاء المبارك في بريتال وبدنايل للحصول على الإسقاط الذي أرضى الأنبياء والأئمة والقادة الذين يهمّهم وحدة الصف والموقف.
وأضاف للعدو نقول: إن كان يظن أنّنا سنتشتّت أو نتفرّق فهو واهم. سنبقى يدًا واحدة بوجه الصهاينة والأميركيين والمتصهينين في الداخل، ولن نتوانى ولو للحظة واحدة عن مواجهتكم، ولنا معكم صولات وجولات.
ألقى كلمة حركة أمل الحاج علي راضي حمية، وأكّد فيها أن اللقاء هو من أجل طيّ صفحة من صفحاتنا المؤمنة، لنحوِّل الموت إلى حياة، والألم إلى أمل. ورأى أن المنطقة تعيش اليوم لحظة مباركة اجتمعت فيها القلوب على التسامح والمودّة بدلًا من الخلاف. وبارك حمية الصفح بين عائلتين كريمتين، ناقلًا تحيّات الرئيس نبيه بري، ومؤكّدًا أن حمل السلاح يجب أن يكون فقط بوجه العدو.
وألقى العميد خليل حيدر كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي معتبرًا أن إرادة الخير والصفح التي نجتمع عليها اليوم ما هي إلا قرار شجاع يقطع طريق الفتنة والشر والتجزئة، لنقف أمامه التزامًا وعهدًا وصونًا للوحدة الوطنية الواجبة لمواجهة أعداء بلادنا وأمتنا. إننا نرى في هذا الموقف نموذجًا من نماذج الانتصار على الكبرياء الجريح، والانتصار على العصبية الهدّامة لصالح قيمة أعلى وأسمى، تكمن في وحدة المجتمع. فلنسقط كل منطق الثأر وكل سفك دماء لا يقدّم قربانًا على أرض الوطن، لأننا نؤمن بما علّمنا إيّاه أنطون سعاده: “بأن الدماء التي تجري في عروقنا، هي عينها ليست ملكًا لنا، بل وديعة الأمة فينا، متى طلبتها وجدتها”.
فسعاده الذي أراد مجتمعًا موحّدًا، إنما دعا إلى أن يكون الحق والقانون هما المرجع والميزان، وأن تحتكم الخلافات إلى المؤسسات، لا إلى السلاح الذي ليس له إلا وجهة واحدة، وهي مقاتلة ودحر عدونا اليهودي الأوحد في أرضنا وحقنا وديننا.
من هذه المدرسة تخرّج الشهيد علي، وعلى هذا المنشأ صُقِل، سلك درب الحياة مؤمنًا بأن الحرية صراع، فكانت شهادته انتصارًا لمبادئه وعنفوانه.
في عاداتنا وتقاليدنا، الكرامة تُحترم بالعفو والصفح، لا بالثأر والانتقام، فالرجولة الحقّة تظهر في التسامح والعفو عند المقدرة. لنكن أوفياء لقيم الشرف والكرامة، ولنرفع رؤوسنا بالعفو والمودّة بيننا.
نحن هنا لا لننسى، بل لنسجّل للعائلتين الشريفتين سليمان وإسماعيل موقفًا في ميزان الكرامة والوحدة والمسؤولية.
إن البلدتين المقاومتين منذ الاحتلال العثماني، بدنايل وبريتال، اللتين قدّمتا أغلى وأثمن التضحيات دفاعًا عن أرضنا وعزّتنا وشعبنا، أثبتتا اليوم أن المقاومة ليست سلاحًا في وجه العدو فحسب، بل هي قدرة على حفظ السلم بين أبناء المجتمع الواحد، وقدرة على كسر دوامة الدم بالوعي والشهامة. فلنحوّل هذا اللقاء إلى عهد يكون فيه القانون هو اللغة الوحيدة في حلّ الخلافات، فنُضحِي جميعًا نموذجًا في الوعي والمسؤولية والوحدة.
ثم تكلّم رئيس بلدية بريتال عباس زكي إسماعيل،
مؤكّدًا التزام عائلة إسماعيل بكل ما تعهّدت به أمام أهلنا في بدنايل، وبكل ما تضعه عائلة سليمان من عهد.
وشدّد على نبذ موروث الثأر، هذا الفعل المقيت الذي علينا الخروج منه، ومن عمليات القتل والقتل المضاد، الذي إن دلّ على شيء فهو يدلّ على التخلّف والسقوط الأخلاقي.
وطالب إسماعيل مؤسسات الدولة بالتصدي لهذا الموروث المقيت بموقف صارم من قضية الثأر، متمنّيًا أن يكون فعل الخير مدرسةً بإيثار الصفح والإسقاط والإصلاح، ولا بدّ من إعلان النيات مع اعتبارنا أن يوم غد هو يومٌ آخر وقد انسلخنا من العقل الذي فيه وحدة تخَلِّ.
أمّا رئيس بلدية بدنايل حسين سليمان فألقى كلمة أهالي بدنايل وعائلة علي سعدون سليمان،
رأى فيها أن العفو هو من شِيَم الكرام، ومن هذه اللحظة نعتبر أننا وأهالي بلدة بريتال أبناءُ عائلة واحدة تجمعنا ثقافة مشتركة بوجه عدوّ واحد مشترك هو العدوّ الإسرائيلي.
ونقدّم هذا الصفح والإسقاط كي تعمّ يد الصفح في منطقتنا، وعلينا أن نعرف كيف وأين نوجّه طلقاتنا وسلاحنا، ومن قتل نفسًا بغير حقّ فكأنما قتل الناس جميعًا، متمنّيًا أن يكون لقاء بدنايل خاتمة أحزاننا جميعًا.


