بيان عمدة الإذاعة في الذكرى 72 لاستشهاد سعاده

أيها السوريون القوميون الاجتماعيون،

في الثامن من تمّوز لا بدّ لنا من إعادة طرح السؤال، سؤالٌ يُلازِمُنا على الدوام يؤرقُ بالَنا ويهزُّ وجدانَنا: مَن هي الجهات التي تعاونت وتآمرت على قتل سعاده؟ كيف تمكّنت من اغتياله جسدياً؟هل صحيحٌ أنّ الدولةَ اللبنانيةَ قد أعدمت أنطون سعاده لأنه فقط أعلن الثورة عليها؟ وهل هذا كل ما في الأمر؟ وهل كان في هذه المحاكمة المَهزَلة أيّة ذَرّة من العدلِ أو العدالة؟ وأينهي الحقيقة؟ بالعودة إلى مذكّرات أولئك المسؤولين الدمى في وطننا السوري، الذين كانوا في تلك الحقبة. نجد أنّ عمالتَهم قد لَمَعَت بوقاحةٍ، وجميعهم كانوا على علاقةٍ مباشرةٍ مع مسؤولي “الوكالة اليهودية”.

*بشارة الخوري التقى مسؤول الدائرة العربية بالوكالة اليهودية إلياهو ساسون في 11 آب 1941. قبّل بعدها يد المستعمر الفرنسي كاترو، والتزم تنفيذ أوامره مقابل:”اجعلوني رئيساً للجمهورية”. *رياض الصلح اجتمع في باريس مع يولندا هامر، المسؤولة في المخابرات اليهودية،وتسلّم منها رسالة من إلياهو ساسون. كان العميلَ السبّاق في علاقاته باليهود، فهو قد بدأها مع حاييم وايزمان في لندن العام 1921، وتابع اتصالاته مع بن غوريون العام 1934 وصولاً إلى العام 1948. *حسني الزعيم التقى موشيه شاريت أحد أبرز مسؤولي الوكالة. وهو سعى للقاء بن غوريون، الذي كان يتمنّع، رغم ضغوط أميركانية وبريطانية عليه، كي يستفيد من هذا اللقاء بالحدّ الأقصى.

وللتذكير، فإنّ حسني الزعيم قد وصل إلى الحكم في الشام بانقلابٍ عسكري يوم 30 آذار 1949، وهو مَن طالب باللقاء مع سعاده. وأنّ رياض الصلح قد اتخذ قراراً في جلسة لمجلس وزراء لبنان يوم 6 حزيران 1949 بـ “ملاحقة الحزب وسعاده”. والعبارة وردت حرفيّاً قبل 3 أيام من حادثة الجميّزة. ثم حصل تأليب أغلب القوى على سعاده، وتآمرعليه بعض مسؤولي الحزب. ما أوصله مدفوعاً من “رفقائه في لبنان” إلى إعلانِ ثورةٍ لم يكن مقتنعاً “ولا بخمسين بالمئة من نجاحها”. وكيف هدّدوا بأنهم سيسيرون بهذه الثورة من دونه إن هو لم يَقُم بها (مذكّرات “الأمينة الأولى”).

هؤلاء جميعهم هم مَن قتلوا سعاده. ليست صدفةً أن تتضافرَ جهودُ كل مخابرات الدول الكبرى مع أعدائنا وعملائهم في الأمّة وفي الحزب، من أجل تصفية سعادة وفكره. لكنهم قد فشلوا بالرغم من هَولِ الجريمة وفَداحةِ الخسارة. حزبُنا باقٍ باقٍ، وسوف ينتصر.

                                                                           لتحيَ سورية وليحيَ سعاده                            

المركز، في 08/ تمّوز/2021. عميد الإذاعة الرفيق تمّوز قنيزح

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى