بيان عمل الحزب للسيادة القومية واضح كالشمس


يحمل بعض مدّعي السياسة على الحزب السوري القومي، لأنه لا يسير في قافلتهم التي يزعمون أنها قافلة الوحدة العربية. إنهم يدَّعون أنهم يدينون بمبدأ واحد لا مبدأ سواه، هو مبدأ الوحدة العربية، وأنه لا يقف في سبيل تحقيق مبدأهم سوى الحزب السوري القومي. فنحن نقول للشعب أن لا يصدق ما يدَّعيه مروّجو هذا القول السخيف. فقد كان هؤلاء الأدعياء يعملون قبل نشوء الحزب السوري القومي، ولكننا لم نجد أثراً عملياً واحداً لعملهم. ولو أنهم نجحوا في الأقطار العربية، وبلغوا مرامهم فيها، لما وقف في سبيلهم حزب كالحزب السوري القومي يقول إنه يؤيد العمل لحلف عربي، أو جبهة عربية خالية من الإجحاف بالسيادة القومية، وحافظة حقوق الأمم بالتساوي. ولقد اعلنّا مراراً أنّ القومية السورية لا تنافى مطلقاً مع إيجاد جبهة عربية أو حلف عربي. ولكننا تمنعنا ونتمنع من تقرير هذه القضية من عندنا، قبل المفاوضة الرسمية مع رجالات الأقطار العربية الأخرى التي لها شأنها ومصلحة في الأمر. فالحزب السوري القومي لا يمثّل العالم العربي ليبت في قضاياه، بل يمثّل سورية الطبيعية فقط. وهو مستعد عن طريق هذا التمثيل، للدخول في أية مفاوضة رسمية، والاشتراك في أي مؤتمر تدعى إليه الأقطار العربية، لبحث القضايا المشتركة فيما بينها.

وقد أذاع المغرضون الذين يحاربون الحزب خدمة لمصالحهم الخاصة ومصالح مستأجريهم، أنّ الحزب صنيعة دولة أجنبية، واختلقوا أكاذيب كثيرة لإيهام العامة أنّ هذا الادعاء حقيقي. ولكن عمل الحزب للسيادة القومية واضح كالشمس، فلا تثبت الأقوال أمام الأفعال.

لقد أوجدنا اتحاد الأمة، ونمّينا قوتها، وأيقظنا فيها فضائل الاعتماد على النفس والثقة بالنفس وبالنصر، وهذا مقياس صحيح لمعرفة ما هو أجنبي وما هو وطني. ولنا ثقة بأن الشعب السوري الراقي، الذي استيقظ للقومية، وقاده الحزب السوري القومي في النهضة الجديدة، شعب يعرف مصلحته، ويعرف من يخدمون مصلحته، ومن يغررون به من أجل مصالحهم.

في 3 يونيو/ حزيران 1936

أنطون سعاده
الرائد، طرابلس
العدد 94، 18/6/1936

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى