بيان عُمدة الإذاعة في الثّامن من تمّوز 2022

أيّها السّوريّون القوميّون الاجتماعيّون،
في مثل هذا اليوم من كلّ عام، نَقِفُ لنسترجعَ ونستقرئَ إحدى أنصعِ الصّفحاتِ في تاريخِ الأمّة، وأرقى انتصاراتِها المجيدة. فترتفعُ رؤوسُنا شُموخاً، وتشخصُ أنظارُنا إلى الأعلى، ويصدحُ صوتُ العقلِ فينا، ونُرَتّلُ أناشيدَ النصر. فَيُدرِكُ العالمُ أنّنا في حضرةِ الثّامنِ من تمّوز، في حضرةِ يومِ الفداء، في حضرة استشهاد سعاده.

73 سنة مَرَّت على جريمةِ العصر، وما زالت هذه الملحمةُ الّتي سَطَّرها سعاده في مواجهة الموت، تشكّلُ لنا منارةً تُضيءُ طَريقَنا وتُقَوّي عَزيمتَنا.

لقد كانَ زعيمُنا هو الشّاهدُ والشٌهيدُ في آنٍ. هو شَهِد على آلامِ أمَّتِه، وعلى الويلِ الّذي لَحِقَ بها من كلّ حدبٍ وصوبٍ، وعلى كلّ الأمراضِ الّتي أنهَكَت جَسَدَها ومزّقت وحدتَها. أطلقَ رسالتَه القوميّةَ الاجتماعيّةَ مُعَيّناً هُويّة الأمّة ومُجاهدًا في سبيلِ سِيادتِها وخَلاصِها من المُستعمِرين، عامِلاً على بناءِ الإنسانِ المجتمع، واضعاً مبادئ النّهضة والقِيَم العُليا الّتي تَليقُ بها، خاتماً رسالته بِدَمِه.

أيّها السّوريّون القوميّون الاجتماعيّون،
إنّ شهادةَ زعيمِنا، ودماءَ شهدائنا وجرحانا وتضحياتِ رَعيلِنا الأوّل ومَن سار على دربِهم من الرّفقاء الأبرار، قد أكّدت صدقَ مَفاهيمِنا وصَلابةَ إيمانِنا وثَباتَ نَهجِنا وصَوابيّةَ عَقيدتِنا. وأكّدت أيضاً أنّنا المدرسةُ الّتي تُنيرُ الدّربَ وتَصنعُ التّاريخَ مهما بلغت التّضحياتُ وتعقَّدَت الظُّروف وتعاظَمَت الصُّعوبات.

لن يَخِيبَ ظَنُّ سعاده بنا، رغم كلّ ما نُواجهُ من أخطار. لقد أكَّدَ يومَ واجَهَ الموت: «هذه اللّيلة سيعدمونني، أمّا أبناء عقيدتي فسينتصرون، وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي».

المركز، في 8 تمّوز 2022.
عُمدة الإذاعة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى