بيان مرشحي الحزب القومي في جبل لبنان(1)

هذه أول انتخابات نيابية تجري في عهد الاستقلال، وهي أول معركة انتخابية يتاح للحزب القومي خوضها على الرغم من جميع العراقيل التي أقيمت في سبيله. وهي أول مرة نتقدم فيها، نحن مرشحي الحزب لمحافظة جبل لبنان وموقّعي هذا البيان، إلى الناخبين اللبنانيين بترشيح أنفسنا للتعبير عن حاجة الشعب، في المجلس النيابي، إلى إصلاح حقيقي ينقذ لبنان من الفوضى والخراب.

إنّ الشعب اللبناني يحتاج إلى ممثلين يدركون أسباب العلل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ظهرت بكل خطورتها وخطرها بعد حيازة الاستقلال السياسي وجلاء القوات الأجنبية عن البلاد. ونحن نقول للشعب اللبناني إننا نعرف حاجته وندرك أسباب علله ونعالجها بالجرأة والصراحة اللتين يقتضيهما الموقف، فنحن ما تقدمنا إلى الناخبين بترشيح أنفسنا للنيابة إلا عملاً بقرار الحزب القومي الذي ننتمي إليه، ويقيناً منا أنّ لبنان يحتاج إلى إصلاحنا القومي لتستقيم أموره ويرتقي شعبه.

وأول ما نريد أن نعلنه للشعب اللبناني بكل صراحة وجرأة هو: إن أعظم علة من علله هي علة المجلس النيابي الذي لم يحفظ مصالح الشعب ولم يؤمن طريقه نحو الخير والحياة القومية.

سبب علة المجلس النيابي أنّ التمثيل فيه كان إلى الآن تمثيلاً غير قومي. فقد قام التمثيل النيابي حتى الآن على النفوذ الفردي والمصالح العشائرية، من مذهبية ودموية، وعلى الغايات النفعية والرجعية. فلم يمكن للمجلس النيابي المكوّن من ممثّلين للمصالح اللاقومية المذكورة أن يعالج مصالح الدولة وغاياتها معالجة عامة صحيحة. والعلاج الأول لهذه العلة هو: تغيير حالة المجلس النيابي بإدخال الممثلين القوميين إليه وزيادة عددهم فيه لأن هؤلاء الممثلين لا يمثّلون عائلاتهم ولا منافعهم الخصوصية ولا منافع قراهم، بل يمثّلون الأمة والمصالح القومية ومنافع الشعب اللبناني وخيره.

وثاني ما نريد أن نعلنه للشعب اللبناني بكل صراحة وجرأة هو: إننا سنعمل في المجلس النيابي بكل قوانا لتحقيق المنهاج الإصلاحي العام الذي أذاعه الحزب القومي وهو يشتمل على: 1 – الإصلاح الاجتماعي، 2 – الإصلاح الاقتصادي، 3 – الإصلاح السياسي، 4 – الإصلاح القضائي، 5 – الإصلاح الإداري.

فالزواج والعائلة والصحة والتعليم في حالة سيئة لا تساعد على نهوض الشعب. والاقتصاد القومي معدوم والإنتاج حقير. والسياسة هي سياسة الأشخاص والضيعة. والقضاء كثيراً ما يُسخَّر لغير العام. والإدارة تكاد تكون وقفاً على المحاسيب.

وقد أذاع الحزب القومي منهاجه الإصلاحي الشامل لهذه القضايا في بيانه ومنهاجه النيابي، ونحن نعلن تقيّدنا به كل التقيد، وعملنا النيابي سيكون على أساسه.

فإننا سنحارب الفساد الإداري والرشوة وعدم الكفاءة، وسنرفع مرتبة القضاء، ووظائف الدولة، وسنحارب النفعية والرجعية، وسنوجد مشاريع الإنتاج وأسباب نهضة زارعية صناعية تعيد النشاط والفرح إلى الشعب وتؤمن تقدمه وارتقاءه.

إننا نريد توطيد الاستقلال اللبناني وتعزيز الشعب اللبناني وصيانة حرية اللبنانيين.

نحن لن نكون في المجلس النيابي جنود غايات شخصية ومنافع عائلية ونفوذ شخصي وحزبيات طائفية، بل سنكون جنود النهضة القومية العاملة على تعزيز لبنان وتثبيت استقلاله وتأمين حرية شعبه ورفاهيته.

أيها الناخبون اللبنانيون،

اختاروا لأنفسكم بين الاستمرار في الماضي وعقلية الماضي ونيابات الماضي وخيبة الماضي، والانتقال إلى عهد جديد وعقلية جديدة ونيابات جديدة وفلاح مقبل!

الدكتور محمد أمين تلحوق

أسد الأشقر – حافظ منذر

  • ورد في مقال “قواعد الترشيح للنيابة في الحزب القومي الاجتماعي” – بقلم هاني بعل، والمنشور في مجموعة الأعمال الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، مجموعة يناير/كانون الثاني 1949، ما يلي:

“وتجاه التراخي في الروحي الحزبية والتعليمية وضع الزعيم بنفسه البيان الأول لمرشحي الحزب في محافظة جبل لبنان، فطبع ووزع باسم أولئك المرشحين”.

 أخبار العالم، بيروت،
العدد 14، 23/5/1947

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى