خطاب الرئيس التركي

جاء عن أنقرة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لمراسل نيويورك تايمز أنّ رئيس الدولة التركية السيد عصمت إينونو ألقى خطاباً قصيراً في هذا التاريخ في مدينة أنطاكيا «من أعمال ولاية هتاي التركية» قال فيه:

«إنّ وجودنا كأمة، ووحدة وطننا ليسا هبات قبلناها من الغير. إنّ ما يخصنا اليوم وما يخصنا غداً هما من إنشاء إرادتنا نحن وإرادتنا من الغير. إنّ ما يخصنا اليوم وما يخصنا غداً هما من إنشاء إرادتا نحن وإرادتنا وحدها».

وبهذه المناسبة لا بدّ لنا من تذكير السوريين بالخيانة الكبرى التي ارتكبتها فرنسة بتسليمها لواء الإسكندرونة، ومن ضمنه أنطاكيا، إلى تركية وحيلولتها دون تسليح القوات السورية القومية التي عرض زعيم السوريين القوميين أن يقدمها للدفاع عن المنطقة السورية المهددة، ووقوف رجال «الكتلة الوطنية» موقف المعارض من قيام السوريين القوميين بأمر الدفاع عن هذه المنطقة الثمينة، وتصريح السيد جميل مردم، وهو رئيس الوزارة الشامية آنئذٍ، للزعيم أنّ سورية لا تخسر شيئاً بفقدها منطقة الإسكندرونة وأنّ الأتراك هم الذين يخسرون بضمهم هذه المنطقة السورية الغنية إلى أملاكهم!

ونذكّر السوريين أيضاً بخيانة فرنسة المزدوجة وكذبها على السوريين إذ أوهمتهم أنّ مدينة أنطاكيا باقية ضمن الحدود السورية بينما هي قد سلّمتها للأتراك. وهذه المدينة هي عزيزة على السوريين وخسارتها تعدّ سارة كبيرة لأنها تمثّل عهداً من عهود السيطرة السورية في التاريخ. فأنطاكيا كانت عاصمة الامبراطورية السورية على عهد البيت السلوقي ومنها سارت الفتوحات السورية شرقاً وغرباً إلى الهند وجميع الأناضول وإلى الشمال.

ونحن نسأل عصمة إينونو: أكان يمكن أن يقف اليوم في هذه المدينة السورية التاريخية ويقول: «نحن هنا بإرادتنا» لولا تواطؤ الدولة المستعمرة التي كانت موجودة في شمال سورية باسم الانتداب، ولولا وقوفها في وجه الإرادة السورية القومية التي شاءت الاحتفاظ بأرض سورية للسوريين؟!.

إنّ مسؤولي فرنسة تجاه سورية في قضية منطقة الإسكندرونة التي يسميها الأتراك اليوم «هتاي» هي من أقبح المسؤوليات التي عرفت في تاريخ دولة متمدنة!

أنطون سعاده
الزوبعة، بيونس آيرس،
العدد 46، 15/1/1942

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى