خطاب تشرشل


في الرابع والعشرين من شهر أغسطس/آب الماضي ألقى السيد ونستون تشرشل، رئيس الوزارة البريطانية، خطاباً على الراديو، أذيع بواسطة محطة لندن بالاتصال مع محطات في الأميركتين وفي روسية وأماكن أخرى، أعطى فيه نتيجة مقابلته مع رئيس الولايات المتحدة السيد روزفلت في الأطلسي. وأهم ما جاء في هذا الخطاب ليس سوى تأييد للبنود الثمانية التي أذيع في ختام المقابلة المذكورة أنّ الاتفاق بين السياسيين المشار إليهما قد تمَّ على جعلها غرض الدولتين البريطانية والأميركةنية من الحرب. والنقاط العملية الهامة التي وردت في الخطاب هي:

1 ــــ تجريد «الدول المعتدية» تجريداً تاماً من السلاح، مع احتفاظ الدول المنتصرة التي حاربت «الاعتداء» بالسلاح اللازم لتأمين مركزها.
2 ــــ إعطاء الأمل وتأكيدات بالنصر الأخير لملايين الرجال والنساء، الذين يحاربون لإنقاذ حياتهم وحريتهم، وللذين أصبحوا تحت النير النازي. إذ إنّ رئيس الولايات المتحدة الأميركةنية والممثل البريطاني قد أوصلا بلاديهما بواسطة البنود الثمانية المعلنة إلى الاتفاق على سحق الطغيان النازي.
3 ــــ إنّ المقابلة في عرض الأطلسي انتهت بصلاة حارة اشترك فيها مئات البحارة البريطانيين والأميركةن في قداس أقيم على الدارعة «أمير ويلز» البريطانية.

«الزوبعة» ــــ لم تعيّن المقابلة من هي الدول المعتدية، ومن هي المعتدى عليها. ولكن يظهر من سياق الخطاب ومن «البنود الثمانية» أنّ «المعتدين» هم فقط الألمان والطليان، وأنّ «المعتدى عليهم» هم فقط حلفاء بريطانية وكل بلاد وجد فيها جيش نازي. أما الأقطار التي تحتلها جيوش بريطانية وحلفائها السابقين واللاحقين فهذه لا تحسب معتدى عليها. وهو نقص نكلّف الصحف التي سجلت استقلال سورية بأخذه بعين الاعتبار في مفاوضاتها الإنترناسيونية الهائلة لوضع حد للاعتداء في العالم.

ولم يشرح السيد تشرشل كيف يوفق بين التأكيدات باستقلال سورية والتأكيدات بحفظ حقوق فرنسة «التاريخية» في سورية.
وقد نسي الذين صلّوا في القداس، على ظهر «أمير ويلز»، أن يجعلوا ختام الصلاة «أبانا الذي في السموات» وأن يتجهوا نحو أورشليم.

الزوبعة، بوينس آيرس،
العدد 27، 1/9/1941

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى