رسالة الزعيم إلى القوميين الاجتماعيين بمناسبة انتصار جهاد الحزب القومي الاجتماعي

أيها القوميون الاجتماعيون،

إنّ المعركة التي دارت بين قوانا المنظمة وقوى الرجعة والطائفية والنفعية قد انتهت بانتصار الحزب القومي الاجتماعي واندحار خونة الأمة وارتداد كيد الكائدين في نحورهم.

والفضل في ذلك يعود إلى التعاليم الصحيحة التي تؤمنون بها، والفضائل القومية الاجتماعية التي نشأتم عليها، والمناقب القومية السامية التي جعلتموها منهاج حياتكم، وإلى نظامكم البديع الذي لا مثيل له.

إنّ القوميين الاجتماعيين في جميع الدول السورية قد وقفوا، في المعركة التي انتهت بانتصارنا، موقفاً عظيماً رائعاً فلم تبقَ مديرية واحدة دانية أو قاصية إلا وتحركت وبذلت مجهوداً في العراك. وقد امتازت مديريات بشامون وعين عنوب وسر حمول وبعقلين وجريدتان من جرائد الشوير ومديريات زرعون وبيت مري والخنشارة وبسكنتا وبزبدين والمتين وبكفياوبيصور وعاليه ورأس المتن بالمجهود الذي فرض عليها. وجميع المنفذيات في الجمهورية اللبنانية أظهرت نشاطاً عظيماً وموقفاً صلباً متيناً، وتوافد عليّ عدد كبير من الفدائيين من جميع الجهات، وأظهر عدد كبير من القوميين الاجتماعيين من مختلف الأوساط والأعمال تفانياً جميلاً.

ولا بد من ذكر امتياز فرع الحركة القومية الاجتماعية في فلسطين وفرعها في الشام، بالاشتراك الفعلي والنتائج المحسوسة التي قدّماها.

أيها القوميون الاجتماعيون،

أهنئكم بثباتكم وإيمانكم القومي الاجتماعي الذي لا يتزعزع، إذ أظهر تم أنّ في الدول والمناطق السورية جميعها نهضة قومية اجتماعية واحدة تحترم الكيانات السياسية التي نشأت وأصبحت أمراً واقعاً ولكنها تعمل بروح واحد واتجاه واحد لحصول الحقيقة الواحدة والغاية الواحدة والعزّ الواحد والخير الواحد والمجد الواحد.

أهنئكم لأنكم برهنتم على أنكم حركة عظيمة تترفع عن السياسات الصغيرة الحقيرة وتهتم بالمصير الأخير، الذي هو مصير واحد لجميع هذه الكيانات، فلا يبسط أجنبي نفوذه على لبنان حتى يبسطه على الشام أيضاً والعراق وفلسطين وشرق الأردن. وإذا داهمت حرب لم يكن غنى عن وقوف هذه الكيانات بعضها إلى جانب بعض كأنها البناء الموثق والحصن المركب.

أهنئكم لأنكم تعملون للفكرة الاجتماعية الواحدة التي تُعنى بإنشاء مجتمع صحيح قائم على نظام جديد من العدل الاجتماعي والاقتصادي وإنصاف العمال والفلاحين من الإجحاف اللاحق بهم.

أذكّركم بأن الفضل الأكبر في انتصار قضيتكم يعود إلى هذه الحقيقة الأساسية الكبرى التي أبرزتها لكم في رسالتي الثانية إليكم من الأرجنتين: إيمانكم بي وإيماني بكم.

حافظوا على إيمانكم العظيم وعلى تقاليدكم ونظامكم القومي الاجتماعي وناضلوا فالنصر لحركتكم لأنها حركة الحق!

في 10 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1947

الزعيم

 نشرة عمدة الإذاعة، بيروت،
المجلد 3، 15/10/1947

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى