زقورة أور… شرفة آكاد وسومر على العالم

تعني كلمة زقورة، وهي كلمة أكاديّة، المكان المرتفع.

يشكّل هذا البناء جزءًا أساسيًّا من هويّة محافظة ذي قار التّاريخيّة والحضاريّة، حين كانت أور واحدة من أعظم الممالك على وجه الأرض، وأكثرها تنظيمًا لحياة سكان بلاد الرّافدين القدماء.

بحسب مدير متحف النّاصريّة الحضاري، فإنّ الزّقورة هي أقدم فكرة لبناء المصطبة والمدرّج في العالم، حين بناها الملك أور نمو من سلالة أور الثّانية في 2100 قبل الميلاد.

بُني المعبد في العصر البرونزيّ ولكنّه انهار بحلول القرن السّادس قبل الميلاد في العصر البابليّ الحديث، ثمّ رمّمه الملك نبو نيد (زوج نكتوريوس ابنة الملك البابليّ نبوخذ نصّر)، وجعله مؤلّفًا من سبع طبقات بدلًا من ثلاث، لأنّه لم يجد ما يدلّه على الشّكل الأصليّ للمعبد.

تتألّف الزّقورة من ثلاثة سلالم وثلاث طبقات، والرّقم 3 كان من الأرقام المقدّسة في العراق القديم، ما يعطي بُعدًا ميتافيزيقيًّا لهندسة الزّقورة ويشير إلى جانبٍ آخر من طريقة تفكير السّومريّين آنذاك.

بُنيت طبقات زقورة أور من اللّبن، وقد كُسيت من الخارج بطبقة سميكة من الآجر الأحمر المفخور، وبطريقة هندسيّة تُسمى “السّبط”، يميل بسببها البناء إلى الدّاخل كلّما ارتفع إلى الأعلى، ما يخدعُ النّاظر لتبدو الزّقورة بالنّسبة إليه أعلى من ارتفاعها الحقيقيّ.

يبلغُ إرتفاع الزّقورة الحاليّ 16 مترًا ونصف المتر، لكنّ ارتفاعها القديم عند بنائها الأوّل كان 26 مترًا ونصف المتر، ولم يتبقَّ من الزّقورة الآن سوى الطّبقة الأولى، وأجزاء من الثّانية.

يوجد على جدران الزّقورة فتحات تُسمّى “العيون الدّامعة” كانت تُستخدم لتصريف مياه الأمطار الّتي كانت تتسرّب منها كما تخرج الدّموع من العيون.

وكالعديد من آثار بلادنا المهمّة، تعرّضت الزّقورة لاعتداءات الاحتلال الأميركي فتهشّمت واجهتها نتيجة القصف، ولا تزال حتّى اليوم تعاني من محاولات الاستغلال السّياسيّ وتزوير الحقائق التاريخية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى