عود على بدء احتجاب «سورية الجديدة» شهراً كاملاً


توقفت هذه الجريدة عن الصدور مدة شهر كامل، وتساءل الناس وقام أعداء النهضة القومية يعكرون الماء ليصطادوا فاختلقوا الأقاويل وروّجوا الإشاعات فقابلنا كل ذلك بهدوء المطمئن الواثق من نفسه المؤمن بالحق الذي يسير على منهاجه. وإذا كان البطء آفة الأعمال فالعجلة كثيراً ما تكون من الشيطان!
والحقيقة التي نتقدم بها إلى القرّاء والمناصرين ونترفع عن التقدم بها أو بغيرها إلى المعطلين والمفسدين هي: أنه لم يكن مقصوداً إيقاف «سورية الجديدة» كل هذه المدة. ولكن بعض الصعوبات التي بدت عند تجديد سجل الجريدة في الدوائر الرسمية جعلت مدة التوقيف تطول أكثر من المقصود.

أما أنّ التوقيف كان لأسباب لا مندوحة عنها فيجب أن يكون مسألة مفروغاً منها. والأسباب الرئيسة التي نطلب من جميع المتفهمين والمناصرين أن يشاركونا في اعتبارها هي: العودة بالجريدة إلى صورتها الأصلية لأنه منذ صدور أول عدد من «سورية الجديدة» حتى آخر السنة الماضية والتأثيرات المتعددة المتعلقة بالأشخاص الذين تعاقبوا على التحرير فيها تتوالى على الجريدة، حتى كادت تفقدها الصفة الأصلية التي صدرت بها في الأعداد الثلاثة الأولى، أي أن تكون فكراً سورية قومياً مستقلاً، الأمر الذي يعود إلى حداثة عهد العاملين بالفكرة القومية الصحيحة وجدّة العمل بطريقة نظامية راقية أكثر مما هو عائد إلى شيء آخر.

كذلك لا ننسى أنه لم تمر بضعة أشهر على نشوء «سورية الجديدة» حتى نشبت الحرب الأوروبية فتوقفت شعبتها في الوطن ولم يعد في الإمكان استقدام محرر لها من الوطن يشرف على أعمالها الإنشائية والتحريرية ويضمن سيرها على خطة النهضة ا لقومية. وبعد صدور العدد الثالث منها تولى تحريرها بصورة مؤقتة كاتب لم يكن قد خبر الفكرة القومية الجديدة ولم يطل العهد حتى قام عليها محرر آخر بصورة مؤقتة. ثم تطوع للعمل فيها أحد المتبرعين بالكتابة وبعض أدباء النهضة وغيرهم فكان من البديهي أن لا ينتظم مساقها.

وإننا نبشر القرّاء والمناصرين أنّ مدة الشهر الماضي لم تذهب سدى. فالسوريون المنعتقون من أدران التفكير الرجعي يعرفون كيف يستخدمون الوقت. وبفضل هذه المدة ونزاهة العاملين فيها ورغبة الجميع في إقرار النظام والعمل بإخلاص لما يثبت أنه المنهاج الأصلي، تعود «سورية الجديدة» إلى الصدور في أوقاتها متابعة أعمالها. وعودتها هذه يجب أن تعدّ عودة على بدئها الذي صدرت عنه.

بناءً على جميع الأسباب المتقدمة في هذه العجالة الإيضاحية ترى «سورية الجديدة» وهي تلج، بواسطة هذا العدد، باب عهد تجدد قومي في حياتها أنه يحقّ لها أن تشكر كل الذين عملوا في سبيلها وناصروها في عهدها الماضي، معنوياً ومادياً، أعمالهم ومناصرتهم وتتوقع أن تستمر هذه المناصرة منهم وفاقاً للمنهاج القومي الذي نؤمن إيماناً كلياً بأنه المنهاج الوحيد لرفع أمتنا إلى المرتبة اللائقة بها ولاسترجاع حقوقها المهضومة.

تعود «سورية الجديدة» بعد هذه الفترة القصيرة فن تنفس الصعداء، إلى حومة الجهاد لتتابع الحرب في سبيل نصرة المناقب السورية القومية الجديدة وإنقاذ الشعب السوري من شعوذة المشعوذين وتدجيل الدجالين.
تعود «سورية الجديدة» وإيمانها بالنصر أشد مما كان، لأنه إيمان مدعوم بالاختبار الذي لا يبقي مجالاً للهوس.
تعود «سورية الجديدة» مهيبة بجميع السوريين في كل مكان يوجدون فيه:
إلى الوحدة القومية، أيها السوريون حاربوا حرب الحق والعدل والنهضة القومية، وحاربوا التفرقة وعمالها.
ولتحيى سورية

سورية الجديدة»، سان باولو،
العدد 99، 28/1941

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى