مجزرة حلبا وقائعُ إرهابٍ معلن

ارتكبت عناصر من تيّار المستقبل وبقايا “فتح الاسلام” في 10 أيّار 2008 مجزرةً إرهابيّةً بـحقّ 11 قوميًّا اجتماعيًّا في ساحة منفّذيّة عكّار في حلبا – شمال لبنان.

كان المسلّحون قد حاصروا صباح ذلك اليوم مكتب حلبا وسط دعوات تحريضيّة دينيّة ومذهبيّة في عددٍ من القرى على قتل القوميّين الاجتماعيّين.

اتّخذ رفقاؤنا الأبطال قرار الدفاع عن راية الزّوبعة ومكتب الحزب، فثبتوا بوجه هجمات الأسلحة الرّشاشة والقذائف الصّاروخيّة وصدّوا المحاولات المتكرّرة لاقتحام مكتب المنفّذيّة حتى ساعات بعد الظّهر وسط غيابٍ كامل للأجهزة الأمنيّة.

دخلت فعاليّات دينيّة واجتماعيّة على خطّ الوساطة والتّهدئة، حقناً للدّماء، إلّا أنّها قوبلت بالرّفض من قبل فعاليّات «المستقبل» السّياسيّة آنذاك وسط إصرارٍ على اقتحام مكتب الحزب بالقوّة

استطاع رفقاؤنا الشّهداء الصّمود لأكثر من 10 ساعات رغم جراحهم، قبل أن تنجح إحدى الوساطات بالوصول إلى إدخال الجيش اللّبنانيّ على خطّ الحلّ فدخلت قوّة من الجيش لإبعاد الإرهابيّين عن المكتب

لكنّ الإرهابيّين بقيادة النّائب السّابق خالد الضّاهر غدروا بقوّة الجيش والقوميّين، واقتحموا مكتب المنفّذيّة وقتلوا رفقاءنا رمياً بالرّصاص ثمّ عمدوا إلى التّنكيل بجثثهم وتصوير المجزرة الدمويّة والتّباهي بإجرامهم.

أسعف «الصّليب الأحمر» المتواجد قرب المنفّذيّة عدداً من الجرحى، إلّا أن الإرهابيّين لاحقوهم وقتلوهم داخل المستشفيات بوحشيّة لم يسبق لها مثيل. شكّلت المجزرة امتداداً لارتكابات الإرهابيّين ضد الجيش اللّبنانيّ في نهر البارد ومقدّمة للحرب الإرهابيّة على الشّام لاحقاً.

دافع رفقاؤنا عن الهويّة الوطنيّة ضدّ الإرهاب والإقصاء والطّائفيّة والتّمذهب، وعن قوّة الحزب ووجوده ومعنويّاته حتّى الرّمق الأخير وشكّلوا بذلك نموذجاً للفدائيّين الأبطال فاستحقّوا الخلود.

وثّقت الكاميرات حينها حصار المكتب ولحظات المجزرة بالكامل وظهرت وجوه المنفّذين وهويّاتهم ومن ضمنهم فعاليّات سياسيّة ودينيّة تابعة للـ «مستقبل». إلّا أن القضاء في لبنان اعتمد المماطلة بتأجيل جلسات التّحقيق ومذكرات التّوقيف والمحاكمات، ولا يزال القتلة يجوبون الشّوارع.

يعتبرُ الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ أنّ حساب الدّم في حلبا مفتوحٌ طالما لم تتحرّك الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة حتّى الساعة لاعتقال القتلة الّذين يشكّلون خطراً على الأمن الاجتماعيّ.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى