73 عامًا على اغتصاب فلسطين… نكبةُ اليهود

في 14 أيّار عام 1948 أعلن أصحاب الحركة الصّهيو- نيّة على لسان الرّئيس التّنفيذيّ للمنظّمة الصّهيونيّة العالميّة ومدير الوكالة اليهوديّة ديفيد بن غوريون توقيعهم على وثيقة انتهى بموجبها الانتداب البريطانيّ على فلسطين، وقيام الدّولة اليهوديّة فيها تحت مسمّى “دولة إسرائيل”.

وقد جاء ذلك الإعلان نتاجًا لتخطيط دقيق ومنظّم، مارسه اليهود على كافّة الأصعدة الإنترنسيونانيّة، السّياسيّة، الاقتصاديّة، العسكريّة، الدّعائيّة، الاستيلاء على الأراضي في جنوبنا السّوريّ وتزوير الحقائق التّاريخيّة، لما يزيد عن ثلاثة قرون بالاستناد إلى عوامل عديدة أبرزها العلاقات الّتي نسجها رجال أعمال يهود وقادة رأيّ يهود مع حكّام الدّول الكبرى آنذاك، لا سيّما السّلطنة العثمانيّة، بريطانية وفرنسة، ما مكّنهم من الاستحصال على وعد بلفور من بريطانية بإقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين، لتبدأ الهجرات اليهوديّة إلى جنوبنا السّوريّ منذ مطلع القرن المنصرم، مشكّلة عصابات مسلّحة ومدرّبة استولت على القرى والمدن وهجّرت وقتلت شعبنا في فلسطين، مرتكبة المجازر في دير ياسين وأبو شوشة وبلدة الشّيخ وغيرها…

إنّ النّهج الّذي اتبعه اليهود منذ إعلان قيام دولتهم في فلسطين يعتمد على تثبيت التّفوّق العسكريّ على جيوش الكيانات السّياسيّة في سورية، والحروب التّدميريّة التّوسعيّة الهادفة لاحتلال وضمّ المزيد من الأراضي السّوريّة، والسّيطرة على الموارد الطّبيعيّة ومنابع المياه، ونهب ثروات شعبنا لتكريس التّحكّم الاقتصاديّ. بالإضافة إلى تجيبش النّعرات الطّائفيّة والمذهبيّة فيها، لخلق أنظمة سياسيّة طائفيّة تؤمّن مشروعيّة ليهوديّة دولتهم، كما يهدفون دائمًا إلى تقديم دولتهم على أنّها النّموذج الدّيمقراطيّ الأوحد في المنطقة، مع العلم أنّ ما يسمى ب “إسرائيل” هي الدّولة الوحيدة الّتي لا تخضع لدستور وتشريعات مكتوبة، بل تستند إلى الكتاب الدّينيّ لليهود، وإضافات كبار الحاخامات.

ومع حلول الذّكرى الـ 73 لاغتصاب فلسطين، يخوض شعبنا جولة جديدة من جولات الدّفاع عن وجوده وأرضه، ويكتب فصلًا إضافيًّا من فصول البطولة الّتي مارسها في صراعه مع اليهود، ويؤكّد أنّ الصّراع في فلسطين صراع وجوديّ تمتدّ مفاعيله إلى كلّ بقعة من بلادنا يوجد فيها يهود باعوا الوطن بحفنة من الفضّة، ففعل المقاومة وإرادة الحياة اليوم لدى شعبنا في فلسطين، يؤسّس لمرحلة جديدة من مراحل الصّراع مع العدوّ المحتلّ، مرحلة تسعير الجبهة الدّاخليّة للكيان الغاصب، ودكّ كلّ المدن والمستوطنات بالصّواريخ، وشلّ الدّورة الاقتصاديّة الحياتيّة والملاحة البحريّة والجوّيّة والمواصلات داخل “الدّولة اليهوديّة”.

إنّنا في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، نشدّد على أنّ اتصالنا باليهود، هو اتصال الحديد بالحديد والنّار بالنّار، وأنّ السّلم في بلادنا لن يحلّ إلّا بعد تسليم أعداء بلادنا بحقّها في الحياة وهو ما لا يحصل إلّا بفعل المقا – ومة المسلّحة بالدّرجة الأولى.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى