الإدارة المركزيّة تزور ضريح الزعيم في ذكرى استشهاده… ومنفذيات بيروت والضاحية الشرقية والمتن الجنوبي والطلبة يشاركون في تأدية التحية
زار وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، ضم نائب رئيس الحزب الأمين ربيع زين الدين، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى ومجلس العُمد، ضريح أنطون سعاده ووضعوا إكليلاً من الورد عليه، كما حضر عدد من المسؤولين الإداريين والأشبال من منفذيات بيروت، المتن الجنوبي والضاحية الشرقية، بالاضافة الى منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت، وعدد من الرفقاء والمواطنين والأصدقاء.
خلال الزيارة، ألقى نائب الرئيس الأمين ربيع زين الدين كلمة المركز، واعتبر فيها أنّ “تموز هو شهر العطاء والخصب، والسنابل الذهبية، وشمس الفداء، وأنّه في تلك الليلة، وفي ذلك الفجر استردت الأمة وديعتها، وأثبت سعاده مجدداً، صلابته وإيمانه بحقيقة المعتقد، بالحقيقة التي تساوي وجودنا، وبحتمية الانتصار، فهو في فجر الثامنِ من تموز، كما قبله، وبالرغم من كل الأخطار والصعوبات، لم يهن، ولم يتزعزع إيمانه لحظة بصحة عقيدته، فقد كان مؤمناً بالانتصار قدراً لا مفر منه، وكان يعلم أنّ التاريخ سيلعن تلك الحفنة من العملاء، وأنّ الفكر والحركة اللذين أسسهما هما السبيل الوحيد لارتقاء أمتنا ووحدتها وسيادتها”.
وأضاف زين الدين أنّ “أنطون سعاده لم يطلب من جلاديه في تلك الليلة، إلّا أن يرى عائلته ليودعها، ويخبرها أن التضحيات في سبيل القضية ستحمِّلُها أعباءَ الحياةِ من دونه، منعه جلادوه من رؤيتها، وكان الاغتيال، لقد ظنّ العملاء أنّهم باغتياله يغتالون القضية، لكنّ الاغتيال هذا، وعلى عكس ما كانوا يتمنون ويتوقعون، جاء اثباتاً جديداً لصحتها سبيلاً للخلاص، فسعاده، ذاك المارد الكبير، المعلم الهادي، الفادي والقدوة، لم يترك مناسبة، وحتى أمام رهبة الموت، إلّا وقدم أنموذجاً صادقاً وصلباً يقتدى به، ومنذ فجر التاريخ، لم يأتِ قائد مثلُه على مستوى الأمة، بل على مستوى العالم، يملك المقدرة الفكرية والمؤسساتية الشاملة الكاملة، التي عالجت المسائل المصيرية على مختلف الشؤون الحياتية العامة، من قيم الخير والحق والجمال، إلى ترقية الحياة وفهم الكون وإبداعِ الفن، والنظرة الفلسفية المدرحية الجديدة، إلى الوجدان القومي الاجتماعي والانسان الجديد “الانسان-المجتمع”، وفهم حقيقة هويتنا، وطرح الحل الامثل للمجتمع الافضل، وفهم معنى الدين بكل تجلياته وفي مختلف رسالاته، وحتمية فصل الدين عن الدولة، وقيام العقلية الأخلاقية الجديدة، ومفهوم الاقتصاد المنتج وصيانته وإنصاف العمل، ومفاهيم النهضة وضرورة بعثها شرطاً لتحقيق المبادئ وبالتالي لتحقيق الغاية الأسمى”.
وأكدّ زين الدين أن “الحزب اليوم، إيماناً بفكر سعاده، يعتمد استراتيجية ملتزمة وواضحة، ويعتمد على خطط عملانية تمتثل للمعايير الصحيحة، كما يعمل على تفعيل عمل المؤسسات، التي اعتبرها سعاده أعظم أعماله بعد وضع العقيدة، وفي ظل هذا الالتزام المؤمن بصحة العقيدة، أصبح الانتظام في مؤسسات الحزب واجباً حتمياً، يستدعي توظيف وتفعيل جميعِ قدراتنا في آليات العمل، ولم يغفل الحزب في خطته الحزبية العامة، شأناً من شؤون العمل النضالي، ففي الوقت الذي انطلقت فيه قيادة الحزب لتتفقد نسورنا الأبطال في مواقعنا في الخطوط الأمامية، كانت عمدة الثقافة تُحْيي حفل توزيعِ جوائز الدورة الثانية من جائزة سعاده الأدبية، فنضالنا مستمر، في الميادين كافة، من ميدان البندقية المؤمنة، إلى ميدان القلم الملتزم، فالسوريون القوميون الاجتماعيون القابضون على الزناد والقلم معاً، يناضلون على كل الجبهات، بدءاً من تخوم فلسطين، إلى الوقوف جانب شعبنا في الزلزال المدمر، والاهتمام الواجب الحثيث بعائلات شهدائنا وجرحانا، إلى العمل الثقافي المميز، والعمل التربوي في إعداد الجيل الجديد، إلى العمل الإذاعي وإعداد المذيعين ونشر عقيدتنا، وتنظيم المالية وتحسين مداخيلها من أجل محاربة الحصار المفروض علينا، إلى التنظيم الإداري وورش عمل تفعيل وإعادةِ هيكلة الإداراتِ الحزبيةِ، وبناء الإمكانات الحزبية من خلال إعداد وتأهيل الكادر القيادي، في كل الميادين، وتابع أنّ ما يحدث في حزبنا اليوم هو العمل الجدي على بعث النهضة، ويبقى أن يواكب السوريون القوميون الاجتماعيون رؤية وعمل مؤسساتهم الدستورية، ويعملوا بجد، بعيداً عن المماحكات التي تُفرض علينا، والتي تستهدف حزبنا وتحاول ثنيه عن دوره القومي الذي لطالما ناديتم به، أما أولئك الذين تلهّوا على جانب الطريق في مصالحهم الشخصية، سقطوا الواحد تلو الآخر، والتاريخ سيُنصِف الذين عملوا بصدق، وناضلوا مؤمنين في الميادين كافة”.
وتابع قائلاً إنه “في شهر الفداء، لا بد لنا أن نُحَيِّيِ المقاومين والشهداء الأبطال في جنين، حيث تحول الانتصار التكتيكي إلى انتصارٍ استراتيجيٍ، يُضافُ إلى الانتصارات الاستراتيجية التي سبقته، من الانتصارِ الاستراتيجي لاستشهادينا وأبطالِنا في العام 1982 و1983، إلى فرضِ قواعدِ اشتباكٍ جديدة في نيسان 1996، تُؤَمّن حياة المدنيين، وتُؤَمّن مسرح عمليات فاعل للمقاومة، ما أسس لانتصارِ العام 2000، من الانتصار في العام 2006، وتثبيت معادلة قوة الردعِ في وجه جيش العدو العاتي، إلى انتصار غزة وكسر القبة الحديدية، وتعزيز قوة الردع، وصولاً إلى معركة “بأس جنين” التي ستشكل أنموذجاً بطولياً وقادراً يُقتدى به في الضفةِ وفي الميادين الاخرى، عليه أصبح العدو اليوم في فك الكماشة التي تقبض عليه من كل اتجاه، تحضيراً للحرب الكبرى التي نستعد لخوضها”.
وختم قائلا: “أيها السوريون القوميون الاجتماعيون، إنّ انتصارنا منوط بإيمانكم وإرادتكم الصلبة، بقدر ما تُعطون نقترب من النصر الأكيد الذي لا مفر منه، “آمنوا واعملوا وجاهدوا يكن النصر لكم”.
وفي غضون ذلك، وقبل الالتحاق بالمنفذيات الأُخرى لتأدية التحية على الضريح، كانت نظارة التربية والشباب في منفذية بيروت قد قامت بنشاط للأشبال للمناسبة، في مكتب المنفذية، تم خلاله شرح معنى الشهادة، وما قدمه الزعيم لنهضة الأمة والحزب، ثم عُرض فيلم عن محاكمة الزعيم، بعدها توجه الجميع إلى منطقة الرملة البيضاء في بيروت، مكان إغتيال الزعيم، ثم انتقلوا بعدها إلى الضريح.