الحزب القوميّ وموسّسة حياة الحويّك للدراسات الثّقافيّة المتخصّصة يقيمان تأبينًا للدكتورة حياة الحويّك برعاية وزارة الثّقافة اللّبنانيّة

برعاية وزارة الثّقافة اللّبنانيّة، نظّم الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ ومؤسّسة حياة الحويّك للدراسات الثّقافيّة المتخصّصة حفل تأبين للكاتبة والباحثة والمفكّرة الرّفيقة الدّكتورة حياة الحويّك في مسرح المدينة – بيروت بحضور رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التّلّ، عميد الدّاخليّة الأمين إسكندر كبّاس، عميد الدّفاع الأمين زياد معلوف، عميد الإعلام الرّفيق فراس الشّوفي، عائلة الرّاحلة، مدير عامّ وزارة الثّقافة اللّبنانيّة علي الصّمد ممثّلًا بالأستاذ نعيم تلحوق، رئيس الجامعة اللّبنانيّة الأسبق الدّكتور عدنان السّيّد حسين، عضو المجلس الوطنيّ للإعلام الرّفيق حسن حماده، وكيل الأمين العامّ لاتّحاد الإذاعات والتّلفزيونات الإسلاميّة الشّيخ ناصر أخضر، عدد من الإعلاميّين والباحثين وحشد من القوميّين الاجتماعيين.

عطاءات الرّاحلة العلميّة منارة لقادة الرّأيّ والباحثين

وألقى رئيس المجلس الأعلى كلمة أكّد فيها أنّ العظماء لا ينتهون بمأتم، بل أنّ عطاءهم يبقى منارة لقادة الرّأيّ والباحثين وعموم شعبهم، مشيرًا إلى أنّ الرّفيقة حياة الّتي نهلت من معين سعاده، أغنت الإعلام مهنيًّا وأكاديميًّا بتجربة عمليّة وبحثيّة متمايزة.

وشدّد على أنّ القيمة العلميّة الّتي بصمتها الرّاحلة بعملها واجتهادها شكّلت وستشكّل مصدر إلهام لروّاد العلم والإعلاميّين في بلادنا، وقال: “فقد واجهت يا رفيقتي المرض والتّعب بعزيمة المنتصرة دائمًا، تسبرين أغوار المعرفة، تتابعين تحصيل العلم وتضاعفين الإبداع والإنتاج”.

أثبتت الرّاحلة أنّ شعبنا في الأردن في الخندق الوطنيّ

ولفت إلى أنّ الرّفيقة حياة آثرت أن تكرّس غالبيّة حياتها المهنيّة للعمل في الأردن، لتثبت أنّ الأردن العزيز لا يمكن له إلّا أن يكون في الخندق الوطنيِّ، رأس حربة في الذّود عن مسائل الأمّة، وأنّ شعبَنَا في الأردن يحوي الأصالة في جيناته، وقد فَطُر على حبّ فلسطين والشّام ولبنان والعراق، يتّصل بهم اتّصال الوريد بالقلب، يحمل الإرثَ الحضاريّ، الثّقافيّ والاجتماعيّ الواحد الموحَّد مع شعبنا في كلّ سورية، يلتصقُ بفلسطين التصاق الرّأس بالجسد، فلا تكون حياة لواحد دون الأخر، وأنّه يرفض اتفاقيّات التّطبيع مع المحتلّ اليهو-ديّ. 

التّلّ وضع إمكانات الحزب القوميّ إلى جانب مؤسّسة حياة الحويّك للدراسات الثّقافيّة 

وشكر باسم عموم السّوريين القوميّين الاجتماعيّين وزارة الثّقافة في لبنان على رعايتها لهذا التّأبين وكلّ من شارك به، واضعًا إمكانات الحزب إلى جانبِ ومع “مؤسّسة حياة الحويّك للدّراسات الثّقافيّة”، من أجلِ تعميم إنتاجات الكاتبة والباحثة والمفكّرة حياة الحويّك، واستمرار البناء المعرفيّ والبحثيّ انطلاقًا من الدّراسات والأبحاث الّتي خطّتها بنبراس العقل والمعرفة.

حياة الحويّك أشعلت نورها من هدى أنطون سعاده 

بدوره أكّد الرّفيق الدّكتور علي حيدر أنّ الرّاحلة حاكت عمرها صراعًا معمّدًا بالمحبّة يحمل نبض النّهضة ويتوق إلى فلسطين، وهي الثّابتة على عقيدة تساوي وجودها، المقدامة كجنديّ، الجرئية الحرّة الواضحة في مراميها، لا ترضى إلّا حياة الأحرار لأمّتها، متسلّحة بالإيمان والعمل، ملتزمة النّظام، لكن بوعيّ العارف أنّ انتصار النّفوس العظيمة لَشأن أكيد، وقد انتصرت هي في ذاتها وفي وجدان بلادها وعارفيها.

وقال: “تجلّت حياة الحويّك بعلمها وأخلاقها، فبقيت محافظة على درجة الشّرف فلم تنحرف أو تساوم”، وأردف: “كانت مناظراتها لوحات تستوحي قوّتها من قوّة نهضتها، وتشعل نورها من هدي معلّمها سعاده”.

حياة الحويّك حاولت دائمًا تلمّس الاتجاه الّذي تسير فيه قضايانا

وتحدّث عضو المجلس الوطنيّ للإعلام الرّفيق حسن حماده عن الإرث المعرفيّ، الحضاريّ والإعلاميّ الّذي تركته الرّاحلة، والكفيل بإحداث نهضة تنطلق منها رياح التّغيير، إذا أحسنَّا استثماره والبناء عليه في معركة تشريع مسار العقل والانتماء للوطن وتثبيت الهويّة الوطنيّة، وأخذ الموقف الحاسم المنسجم مع المبادئ والقيم، وقال: “كانت حياة الحويّك تحاول أن تتلمّس الاتجاه الّذي تسير فيه قضايانا، وهي على يقين بأنّ لا شيء خارج المكان إلّا الوهم”.

وأكّد حماده أنّ الرّفيقة حياة الّتي ولدت في حلتا – البترون حملت الوحدة في قلبها ووجدانها وعملها، وهي ابنة العائلة المفعمة بعبق الانتماء لوطنها، عاملة بعلمها وخصوبة عقلها لغرس بذور التّجدّد فيه، من بيروت إلى الأردن كرائدة إعلاميّة وأكاديميّة جابت أمصار العالم لتنال دكتوراه دولة في وسائل الاتصال من جامعة السّوربون عام 2008، ولتكون أوّل منظّرة في العالم العربيّ في هذا المجال.

وتابع قائلًا: “عاشت حياة الحويّك أيامها وأغنتها وأغنتنا كما يليق بابنة الحياة، محاربة طوفان التّفاهة وظلّت حتّى الرّمق الأخير تردّد نحن في معركة كبرى ولن ألقي السلاح”، مشيرًا إلى أنّ الرّاحالة لم تنتمِ يومًا إلى الوقت بل إلى الحياة، وإلى ما ينجز من الأيّام في قلب هذا المجتمع ومصيره وسعادته وبؤسه ونهضته، مؤكّدًا أنّها في كلّ ما سعت إليه وعملت لأجله كانت تستلهم دومًا ما قاله باعث النّهضة القوميّة الاجتماعيّة أنطون سعاده: “سعيًا لأجل حياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى”. 

منهج الرّاحلة الأكاديميّ منهج بحثيّ علميّ اجتماعيّ ملتزم

كما تكلّم رئيس الجامعة اللّبنانيّة الأسبق الدّكتور عدنان السيد حسين عن أهمّيّة تكريم العلماء كسمة من سمات الشّعوب الرّاقية، وقال: “ما اللّقاء اليوم حول سيرة الدّكتورة الحويّك سوى معلم من المعالم الحضاريّة للوطن والأمة”، مؤكّدًا أنّ “كثيرين يحملون الشّهادات العليا وقلّة منهم ملتزمة بالفكر العلميّ، المرتبط بخدمة المجتمع”.

وأشار إلى أنّ “منهج الرّاحلة الأكاديميّ منهج بحثيّ علميّ اجتماعيّ ملتزم منذ كتابها في كنف الجامعات الفرنسيّة”، لافتًا إلى أنّ “حياة الحويّك ليست مجرّد كاتبة أو إعلاميّة أو أستاذة أكاديميّة، بقدر ما هي مناضلة متمرّسة في مواجهة الحروب على بلادنا”. 

كرّست حياة الحويّك القيم الأخلاقيّة في حياتها ومسلكها

وشدّد وكيل الأمين العامّ لاتّحاد الإذاعات والتّلفزيونات الإسلاميّة الشّيخ ناصر أخضر على قيمة الأخلاق العلميّة والمسلكيّة الّتي كرّستها الدكتورة حياة الحويّك في حياتها، مؤكّدًا أنّ المقاومة خسرت إعلاميّة حملت مشعل المقاومة في الصّفوف الأماميّة فكرًا وممارسة وموقفًا وتعبيرًا، تدافع عن المسائل الوطنيّة والقوميّة وخصوصًا المتعلّقة بفلسطين. 

إبنة الرّاحلة تطلق مؤسّسة حياة الحويّك للدراسات الثّقافيّة المتخصّصة

وأعلنت المخرجة السّينمائيّة ابنة الرّاحلة الرّفيقة ربى عطية الّتي ألقت كلمة العائلة إطلاق “مؤسّسة حياة الحويّك للدراسات الثّقافيّة المتخصّصة”، لاستكمال العمل الّذي بدأته والدتها، ليس فقط بنشر ما لم يسعفها الوقت لنشره، وإنّما للعمل مع باحثين علميّين مجدّدين، شبابًا واثقين بأنّاهم ونحنهم، وتثبيت ما أسّسته الدّكتورة حياة الحويّك وسعت له من استعادة الفكر وتطوير المنهجيّات العلميّة ضمن استراتيجيّة واضحة الأهداف، وإعادة بناء الفضاء العامّ أو جزء منه خارج أطر الهويّات الفرعيّة الّتي تقمع الخيار الفرديّ الحرّ وتفتّت الهويّة الجمعيّة الجامعة. 

أغنت الرّفيقة الدّكتورة حياة الحويّك المكتبة العلميّة بأبحاث ومؤلّفات ودراسات عديدة 

هذا وعرّف حفل التّأبين الشّاعر سليمان بختي مستعرضًا إسهامات الرّاحلة العلميّة، البحثيّة، الأكاديميّة والإعلاميّة، والّتي تجلّت في كتابها القيّم “الفضائيّات الإخباريّة بين عولمتين”، كما في التّأليف فقدّمت 8 مؤلفات و21 كتاب جماعيّ و58 بحثا محكًما و7 مؤلّفات تحت الطّبع و6 آلاف مقال سياسيّ وثقافيّ شاركته في 177 مؤتمر علميٍّ، ومساهمة في تأسيس القسم الفرنسيّ في التّلفزيون الأردنيّ 1975، وبرامج ثقافيّة أسبوعيّة في فضائيّات عربيّة و23 وثائقيّ تلفزيونيّ في ذاكرة المدن العربيّة ومشاركته في أكثر من 300 برنامج وحوار تلفزيونيّ في الفضائيّات العربيّة والغربيّة، وتدريس جامعيّ في جامعة اليرموك والبتراء وترجمات ل 19 عمل من الفرنسيّة إلى العربيّة وبالعكس في الرّواية والمسرح والسّياسة والشّعر. 

وتخلّل التّأبين عرض مقطعين مصوّرين لإعلاميّين دوليّين، كتّاب، مؤرّخين وعلماء اتّصال، وطلّاب سابقين للدكتورة حياة تحدّثوا عن تأثير الرّاحلة على حياتهم وتاثّرهم بها علميًّا ومناقبيًّا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى