انطلاق النّدوة الثّقافيّة المركزيّة
انطلقت أعمال النّدوة الثّقافيّة المركزيّة في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ بمحاضرة ألقاها الرّفيق الدّكتور سليم مجاعص تناول فيها موضوع «القوميّة الاجتماعيّة وكيفيّة قراءتها في العام 2022».
تمّ اللّقاء عبر تطبيق «زوم»، بحضور رئيس الحزب وعدد كبير من القوميّين الاجتماعيّين المهتمّين بالشّأن الثّقافي بينهم مسؤولون مركزيّون وأمناء ورفقاء في كيانات الأمّة ومن وحدات عبر الحدود.
افتتحت الاجتماع عميدة الثّقافة والفنون الجميلة الرّفيقة فاتن المرّ بالإشارة إلى أنّ هذا اللّقاء موسوم بعنوانين: الاحتفاء والتّحدّي، وتابعت: «الاحتفاء بعودة النّدوة الثّقافيّة إلى العمل بعد طول انقطاع. وتحدّي الأزمات الكبرى الّتي تعصف بوطننا، منصرفين إلى البناء الفكري في زمن التّداعي، مختارين الارتقاء بالمعرفة في زمن الانهيار، مضيئين عشرات الشّموع في زمن يجتاحه الظّلام».
أكّدت عميدة الثّقافة على أهميّة عمل النّدوة «في توجيه عمل الحزب وتصويبه، وفي خلق مناخ ثقافيّ مؤاتٍ لنهضة فكريّة تتجدّد مع كلّ نتاج ومشاركة».
وتحدّث رئيس النّدوة الأمين الدّكتور إدمون ملحم معبّراً عن شعوره بالفرحِ والاعتزازِ بإعادةِ «إحياءِ وتفعيل النَّدوةِ الثّقافيّةِ الّتي أسَّسها زعيمُنا الخالد، بغايةِ التعمُّقِ في درسِ التعاليمِ القوميّةِ الاجتماعيّةِ والتَّمَكُّنِ منها، وبغايةِ بعثِ التّراثِ السّوريِّ الفكريِّ وإنتاجِ الأبحاثِ الثّقافيّةِ ونَقْل الفكر من السّطحيّات ومسائل الإدراك العاديّ إلى الأساسيّات وقضايا العقل العلميّ والفلسفيّ».
وأضاف رئيس النّدوة قائلاً: «نحنُ حِزبُ ثقافةٍ بالدّرجةِ الأولى، حزبُ الفكرِ والعقيدة. وسعاده لم يتركْ مناسبةً إلّا وشدّدَ فيها على أهميّةِ العقيدةِ وعلى وجوبِ دراستِها وتعليمِها، وترسيخِها في الحزب، وتعميمِها في أوساطِ الشّعب، وغَرْسِها في النّفوسِ لأنّها هي الحقيقةُ الأساسيّةُ الّتي منها ننطلقُ وفي سبيلِها نجاهدُ وبها تَخْلُدُ نفوسُنا، وَهْيَ الأساسُ الّذي نبني عليه كلَّ منشآتِنا والمرجَعُ لكلِّ خُطَطِنا الحزبيّة».
واعتبر الأمين ملحم أنّ «النَّدوةَ الثّقافيّةَ هي المكانُ الصّالحُ لفهمِ أهدافِ الحركةِ والقضايا الّتي تواجِهُها من خلالِ دراساتٍ متنوّعةٍ ومعمّقةٍ، تعتمدُ منهجيّاتِ البحثِ العلميِّ وَطُرُقَ التّفكيرِ الفلسفيِّ والنقديِّ والمنظوميّ الخاضعِ لسُلطانِ العقلِ والمنطق، والرّامي إلى توليدِ معرفةٍ يقينيّةٍ راسخةٍ وغنيّةٍ بمحتواها».
وأشار إلى أنّه «في خُطّتِنا للسّيرِ بالنَّدوةِ الثّقافيّةِ نَسعى لتقديمِ سِلسِلةٍ من المحاضراتِ الّتي تعالجُ مواضيعَ أساسيّةً مُرتبِطةً بخِطابِنا الحزبيِّ بمضمونِهِ وآليّاتِه. وغايتُنا هي ترقيةُ معرفتِنا وإغناءُ عقولِنا وتمكينُنا من أداءِ دورِنا الفاعلِ في المجتمع. ولكي نُحقّقَ النّتائجَ المَرجوَّةَ سنعتمدُ في نَدَواتِنا لُغَةَ النّقدِ والمناقشةِ والحِوارِ والتّفكيرِ الهادئِ المُتَّزِنِ وقواعدِ المنطق، وصولاً إلى معرفةٍ ثابتةٍ تَـــزيدُنا قُوّةً وصلابة”.
وقبل إعطاء الكلام إلى الرّفيق الدّكتور سليم مجاعص، عبّر رئيس الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ الأمين ربيع بنات عن تقديره لخطّة عمدة الثّقافة والنّدوة الثّقافيّة المركزيّة. وقال إنّ هذا الحضور المميّز والبرامج المقرّرة للندوة تُشعره بأنّنا نسير في الاتّجاه الصّحيح على صعيد البناء الثّقافيّ القوميّ الرّاسخ.
تمحورت محاضرة الرّفيق مجاعص على راهنيّة الفكر القوميّ الاجتماعيّ، والتّحديّات المعاصرة، وآليّات الخطاب الموجّه إلى الشّعب، وأهميّة النّظر إلى نتاج سعاده في سياقه التّاريخيّ. وقد أجاب المحاضر على أسئلة من بعض الحضور. ومن المقرّر عقد ندوات أخرى لمتابعة دراسة هذا الموضوع الفكريّ الحيويّ.