تأويل الجاهلين
رأينا في الحلقة السابقة مقدار فساد كلام رشيد الخوري في تأويله الجاهل لكلام المسيح، الحاضّ على ترك الأنانية القاتلة لروح المحبة المانعة التعاون في المجتمع (الصفحة 125 أعلاه). وفي هذه الحلقة سنرى تأويله الجاهل لكلام المسيح في ترك المخاصمة ووجوب التساهل والمغفرة. وهذا التأويل الجاهل هو قوله: «لا بأس في شريعته أن تعيش عبداً رقيقاً مدى الحياة تسام الخسف والهوان والجلد بالسياط ما دمت تعتقد أن بعد الموت حياة ثانية تثاب فيها على خنوعك واستسلامك وصبرك على الظلم».
إذا كان رشيد الخوري قد حاول أن يدعم تأويله السابق في «الدروشة والزهد» بالتعلق بعبارة واحدة من عبارات المسيح فهو لم يجد حاجة لتأييد تأويله هذا الأخير بآية أو بجمل من الإنجيل. ومما لا شك فيه أنه يستخرج هذا التأويل الفاسد من آيات إنجيلية شائعة عند العامة شيوعاً غير مضبوط، هي من موعظة المسيح على جبل الزيتون وهذه هي: «أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فخلِّ له رداءك أيضاً ومن سخّرك ميلاً فامش معه اثنين. ومن سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا تمنعه… أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى من يبغضكم وصلّوا لأجل من يعنتكم ويضطهدكم»1.
رشيد الخوري وأمثاله من قليلي العلم وفقراء الأدب يأخذون هذه الآيات ويؤولونها على قدر عقليتهم، ويقولون إن تأويلهم هذا تعليم المسيح. وتأويلهم هو، كما رأينا من كلام الخوري، أن القصد من هذا التعليم هو جعل الإنسان مستسلماً للخنوع والعبودية والخسف والهوان والجلد بالسياط. فلنرَ هل يصح هذا التأويل؟
قلنا في ما تقدم إن المسيح لم يضع شريعة كما يتوهم رشيد الخوري الذي لا يعرف الفرق بين تعليم العقيدة واشتراع القوانين، ولذلك لا يجوز قط أن تحمل الآيات المذكورة على محمل الحكم القانوني، فهي تعليم فيه تشديد في معالجة حالة اجتماعية ولّدها جمود الشرع ونقص التعاليم المناقبية في الدين. وهذا التعليم لا يقصد قسمة الناس إلى ظالمين ومظلومين كما يتوهم أمثال رشيد الخوري فتكون هنالك جماعة يحق لأفرادها أن يصفعوا كل من ليس بفئتهم على وجهه، وتكون هنالك جماعة يتوجب على أفرادها أن يحولّوا خدودهم الأخرى لضاربيهم، بل هو يقصد نفي الخصومة والضرب والظلم من المجتمع. والآيات المذكورة لا يمكن أخذها وحدها، لأنها لم تُقل في معرض الإطلاق، بل في معرض موضوع متعلقة به ومرتبطة به بآيات أخرى معها في وقت واحد:
بعد أن حثّ المسيح تلاميذه على ابتغاء البر وسلامة القلب مهما تعرضوا للملام والاضطهاد، انتقل إلى تعليم فلسفته الاجتماعية التي لا تقف عند حدود الشرع. فالشرع الجزائي وظيفته سلبية أكثر مما هي إيجابية. فالقانون يعاقب على الجرم ولكنه لا يعيّن الفضائل وهو يضع الحد ولكنه لا يشق طريق الارتقاء. إنه يحفظ نظام المجتمع ولكن ترقية نفسيته تبقى من مهام التعاليم المناقبية والنظرات الفلسفية في قواعد الحياة الاجتماعية ومُثُلها العليا. فهذه التعاليم والنظرات الفلسفية لا تكتفي بحالة الإنصاف الأولى التي أوجدتها الشرائع والقوانين سواء أكان دينية أم مدنية، وهي حالة تأمين حصول الطريقة العملية (Modus Vivebdi) لتسيير شؤون المجتمع وحفظ نظامه. بل ترمي إلى تعديل شؤون المجتمع وتغيير نظامه على ما ينطبق على مثلها العليا وما تراه أفضل لترقية الحياة الإنسانية الاجتماعية. وتظهر الحاجة إلى هذه التعاليم والنظرات الفلسفية في المجتمعات التي اجتازت طور التشريع الابتدائي وحازت الطريق العملية الصالحة لتسيير شؤونها الحيوية. وهذه هي المجتمعات الصالحة لنشوء التعاليم الفلسفية وسورية كانت بلا تمدن باذخ عرفت التشريع المدني ثم جاءها اليهود الذين قالوا بمذهب جديد في الدين هو مذهب الإله الذي يرى ولا يُرى، خالق السموات والأرض وعالم الغيب وجعلوه مصدر الشرع فصار الشرع جامداً غير قابل التغيير، مهما تغيّر الزمان وتقلبت الظروف والأحوال، وصارت النظرة إلى الحياة مؤسسة مناقبياً وفلسفياً، على الشرع. واكتفى الناس، الذين آمنوا بالدين الجديد، بالأساس المناقبي المستمد من الشرع.
بجمود الشرع، عن طريق الدين، جمدت الفلسفة المناقبية أيضاً وبَطُلَ مبدأ الفيلسوف السوري الكبير زينون القائل بأن الفكر أو العقل هو جوهر الحياة الإنسانية. فحدث في المجتمع السوري تصادم عنيف بين النفسية السورية والشرع الموسوي الذي أخذ يقوى على عامل العقل، بسبب قوة فكرة الله التي استند إليها والتي أخذت تتغلب على فكرة آلهة الأساطير القديمة والأصنام. ولم يعد في الإمكان التأثير على المجتمع إلا عن طريق فكرة الله، لأن هذه الفكرة أضعفت منزلة الحكمة البشرية وقوة العقل الإنساني تجاه حكمة الله وتدبيره. وهذا هو السبب في اتخاذ التعاليم المناقبية المسيحية الفكرة الدينية الجديدة أساساً لها. فظهر المسيح بمظهر الموعود به من الله ليكون به الخلاص. وعلى هذا الاعتقاد الديني استند المسيح ليؤدي رسالته المناقبية التي أهم ما فيها، بصرف النظر عن أهمية تعاليمها، أنها أعادت النظرة السورية إلى الحياة القائلة بتسليط العقل على مجرى التاريخ، وأن ميزة الإنسان الأساسية هي الفكر، وأنها كانت انتصار النفسية السورية الفاصل على النفسية اليهودية القائلة بتحديد الحياة الإنسانية وفاقاً للشرع الموسوي.
قلنا إن المسيح بعد أن شدد روحية تلاميذه انتقل إلى تعليم فلسفته المناقبية الاجتماعية. وقد بدأ المسيح تعاليمه بمهاجمة الوقوف عند حدود الشرع والاكتفاء بالفرائض. قال: «قد سمعتم أنه قيل للأولين: لا تقتل فإن من قتل يستوجب الدينونة. أما أنا فأقول لكم إن كل من غضب على أخيه يستوجب الدينونة ومن قال لأخيه رَقا يستوجب حكم المحفل. ومن قال يا أحمق يستوجب نار جهنم»1، فهذا التشديد بوجوب ترك الجمود المحدد بالشرع ليس تشريعاً جديداً ينص على معاقبة الذي يغضب على أخيه، كما نص الشرع الموسوي المأخوذ عن الشرع الكنعاني على معاقبة القاتل بالقتل، بل هو تعليم يقول بالحكم المناقبي المستمد من النظرة الفلسفية الجديدة. ويثبت أنه تعليم ليس فقط في أنه لم يعين العقوبات، بل في الآيات التابعة، وهي: «فإذا قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكّرت أن لأخيك عليك شيئاً فدع قربانك هناك أمام المذبح وامضِ أولاً فصالح أخاك وحينئذٍ ائتِ وقدّم قربانك»2، ثم الآية: «قد سمعتم أنه قيل للأولين لا تزن. أما أنا فأقول لكم إن كل من نظر إلى امرأة لكي يشتهيها فقد زنى با في قلبه»3، ثم الآيات: قَد قيل من طلق امرأته فليدفع إليها كتاب طلاق. أما أنا فأقول لكم من طلق امرأته إلا لعلة زنى فقد جعلها زانية ومن تزوج مطلقة فقد زنى»4. وفي تعليم الآيات الأخيرة قواعد مناقبية للترفع عن الشهوات الحيوانية والاتجاه نحو المثال الأعلى التمدني نحو الحب وتفاهم الحبيبين للاشتراك في حياة نفسية راقية، يكون الحب فيها حافزاً على الأعمال الكبيرة والإنتاج العمراني والثقافي بدلاً من التلاشي في المغامرات الشهوانية. والإسلام الذي نشأ في إقليم حدد الحياة البشرية تحديداً شديداً وأحرجها، حتى أصبحت الشهوات الحادة المنصرف الوحيد لقوى الناس، فضل أن يتزوج الرجل امرأة واحدة في حين أباح تعدد الزوجات نظراً لمقتضيات البيئة، يقول القرآن: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم}5.
وقد تابع المسيح إعطاء القواعد المناقبية فقال: «قد سمعتم أنه قيل للأولين لا تحنث، بل أوفِ للرب بأقسامك. أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء فإنها عرش الله ولا بالأرض فإنها موطىء قدميه. ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة منه بيضاء أو سوداء ولكن ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير»1. وهذا التعليم سامٍ جداً يرفع احترام الناس أنفسهم وأقوالهم حتى يصيروا يعنون ما يقولون دائماً، فيكون كلامهم موثوقاً به من غير حاجة إلى حلف خاص يدل على الشك بصدق رواياتهم وأقوالهم الأخرى. وتابع تعليمه بعدم تجميد الفضائل النفسية بالاكتفاء بحد القانون فقال: «قد سمعتم أنه قيل العين بالعين والسن بالسن. أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فخلِّ له رداءك أيضاً ومن سخّرك ميلاً فامشِ معه اثنين. ومن سألك فأعطه ومن أراد أن يقترض منك فلا تمنعه»2.
هذه القاعدة المناقبية السامية ليس تأويلها الحسن ما أوّله رشيد الخوري من غير استناد إلى كلام المسيح. بل تأويلها الوحيد الصحيح الذي لا يقبل الجدل هو أن المسيح قال بوجوب التساهل في الحقوق الفردية من أجل خير المجتمع. فقوله: «لا تقاوموا الشر» لا يعني عدم مقاومة الذين يفسدون المجتمع، بل يعني عدم الاستسلام لعوامل الفساد التي منها تفضيل حق الفرد وخيره على حق المجتمع وخيره. فالشرير هو الذي يريد أن يقودك إلى الشر بدفعك إلى مقاومته بسلاحه وهو الشر واستعمال هذا السلاح لا يخفف الشر في المجتمع، بل يزيده، لأن الانتقام يكون بحدة وبلا قياس.
فالغبن لا بدواقع وبالغين ازدياد الأحقاد والضغائن والعداوة وتفكك المجتمع وفساده. فمقاومة الشر الحادث بين إنسان وابن مجتمعه تكون، حسب قاعدة المسيح المناقبية، بالتساهل في الحقوق الفردية الذي ينتهي في الأخير إلى نفي الشر، لأنه متى تعلم كل إنسان أن يستاهل من أجل الخير العام لم يعد هناك من يريد الظلم، فينتفي الظلم بالمرة أو يقلّ كثيراً حتى لا يُشعر به، وإذا انتفى الظلم فكيف يكون بانتفائه حصول الخنوع والخسف والهوان؟
إن رشيد الخوري الجاهل تعاليم الدينين المسيحي والإسلامي يظن أن الإسلام يخالف هذا التعليم المسيحي، وبناءً على هذا الظن الآثم أخذ يصرح باختلاف الإسلام والمسيحية في هذا الصدد. ولكن الحقيقة هي أن الإسلام يعلّم هذا التعليم عينه في القرآن والحديث، فانظر ما يقول القرآن: {ولا تستوي الحسنة والسيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك بينه عداوة كأنه ولي حميم}3. {ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة}4. {إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً}5. وأقوى هذه الآيات في هذا الاتجاه هي المذكورة في الأول من سورة السجدة [فُصّلت]. وقد اكتفت الرسالة الإسلامية بهذا المقدار من موافقة التعليم المسيحي مراعاة لحالة البيئة ولذلك كانت هذه الآيات مطلقة من غير تعيين لكيفية التطبيق بالأمثال، كما في الرسالة المسيحية. فالبيئة العربية كانت، كما بيّنا في ما تقدم من حلقات هذا البحث، أشد حاجة إلى وضع حد للفوضى وإقامة حدود الشرع التي تمنع الانتقام الجامح الذي كاد يقع فيه النبي نفسه، منها إلى الحياة الثقافية العليا. فقد روي عن محمد أنه «لما رأى حمزة وقد مُثّل به» قال: «والله لئن أظفرني الله بهم لأمثّلنّ بسبعين مكانك» (ذكره الإمام البيضاوي1 في شرحه سورة النحل). ثم إن النبي كفّر عن يمينه بنزول الآية: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} . ومع أن هذه الآية مشرّبة روحاً مسيحيةً في القسم الأخير منها وهو قوله: {لئن صبرتم لهو خير للصابرين}2 فإن القسم الأول مجانس للشرع الموسوي الذي هو بداءة تنظيم المجتمع. وقد كانت موجبات البيئة لتساهل الرسالة قوية أحياناً خصوصاً بعد الاتجاه نحو جمع كلمة المسلمين على قتال الذين لا يؤمنون إيمانهم ونصرة الدين بالقوة، كالتساهل بتجويز ضرب النساء لحملهن على إطاعة رجالهن. فقد وردت في سورة النساء الآية: {الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم (في زواجهن) فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإذا أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً}3. فلهذه الآية علاقة بحكاية حال وهي أن سعد بن الربيع، أحد نقباء الأنصار، نشزت (عصت) عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير فلطمها. فانطلق بها أبوها إلى النبي فشكا فقال محمد «لتقتص منه». ثم كان أن الآية نزلت فقال النبي: «أردنا أمراً وأراد الله أمراً والذي أراد الله خير». وفي هذا القول تدبير سياسي حكيم لمعالجة حالة معالجة ما كان يجب أن تولد صدعاً في صفوف المسلمين.
مع كل هذا التساهل الشرعي الذي أبدته الرسالة المحمدية تجاه مقتضيات حالة البيئة، فإن النبي كان في بعض كلامه الذي حدّث به حديثاً لا إلزام فيه أعلى مطلباً للناس عامة وأبعد مرمى، مستفيداً من أن كلامه ليس شرعاً حتمياً، بل إرشاد يحثّ المؤمن على التمسك به من غير عنت ولا إكراه. فهو في الحديث الذي يخرج به من خصوصيات البيئة وضروراتها إلى عالم الإنسانية الواسع الذي يتناول بيئات التمدن أيضاً يجاري المسيح في تعاليمه المناقبية مجاراة لا تترك زيادة لمستزيد.
في الحديث الذي يتناول تعاليم عمومية، كما في الآيات التي يلاحظ أن عوامل البيئة قيدتها بعض التقييد، تظهر لطافة نفس النبي العربي السورية الأصل، فإذا جوهرها وجوهر نفس المسيح واحد لأنهما من أرومة واحدة في الأصل، قبل أن صارت القبائل الكنعانية مستعربة وهي القبائل العدنانية الكنعانية الأصل التي منها النبي محمد.
لينظر القارى كيف يتّحد التعليم المحمدي بالتعليم اليسوعي فإذا هما تعليم واحد وليسا تعليمين. وإذا كانت البيئة العربية الصحراوية وأساليب معيشتها قد اقتضت نظراً خاصاً بها فإن المرمى الأخير المناقبي للرسالة الإسلامية لم يقصّر قيد شعرة عن مرمى الرسالة المسيحية. قال محمد في حديث له : «أوصاني ربي بتسع أوصيكم بها: أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية، والعدل في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر. وأن أعفو عمّن ظلمني وأعطي من حرمني وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكراً ونطقي ذكراً ونظري عبراً»، فإن العفو عن الظلم هو موازٍ لتحويل الخد الآخر لمن ضربك، وإعطاء من يحرم ووصل من يقطع موازيان لقول المسيح من سخّرك ميلاً فامشِ معه اثنين ومن طلب مالك فلا تمنعه.
إذن لا خلاف في جوهر الرسالة الإسلامية وجوهر الرسالة المسيحية. ولا مغايرة إلا فيما اقتضاه اختلاف البيئة، لا ما اقتضاه قصد كل من الرسالتين، لأنه لا اختلاف في أن قصدهما واحد.
فإذا كانت تعاليم المسيح تعلّم الخنوع والاستسلام والهوان والصبر على الظلم، فتعاليم محمد وآيات القرآن توافقها على ذلك كل الموافقة. ولا وجه مطلقاً يجيز القول الذي قاله في هذا الصدد رشيد الخوري، في محاولة عقيمة للانتصار لدين ضد دين آخر بتشويه تعاليم الدينين ونسبة أمور إليهما لا مستند صحيح لنسبتها إليهما، ولعن الله من أراد إيقاظ الفتنة.
هاني بعل
للبحث استئناف
(الزوبعة)، بوينُس آيرس
العدد (25)، 1/8/1941