تصريح الزعيم إلى بعض الصحفيين السوريين
الزعيم سعاده في دمشق
(أدلى الزعيم أنطون سعاده لبعض الصحفيين السوريين بحديث تتجلى فيه نظرة الحزب السوري القومي الاجتماعي ببالقي الأحزاب ووضع فلسطين الراهن).
س 1: ما هو موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي الصريح من قضية فلسطين، بعد أن وصلت إلى الحد الذي بلغته الآن؟
ج: لا يوجد للحزب السوري القومي الاجتماعي موقف صريح في صدد المسألة الفلسطينية. فالحزب القومي الاجتماعي هو الحزب العام الوحيد الذي وقف من المسألة الفلسطينية موقفاً ذا نظرة جلية أعلنها بصراحة وأعاد إعلانها في تعاقب السنين ومن جملة القواعد الرئيسية التي اشتملت عليها هذه النظرة وجوب تغيير الأهداف والخطط والأساليب التي عولجت بها المسألة الفلسطينية إلى الآن، فقد أعلنت أنّ المسألة الفلسطينية هي مسألة سورية قومية يجب أن تبت بها الأمة السورية وأن تواجه مسؤوليتها فيها الأمة السورية وأعلنت أنّ أهداف الاحتكارات السياسية الخصوصية في المسألة السورية يجب أن تزول لتحلّ محلها أهداف النهضة السورية القومية الاجتماعية التي تمثّل إرادة الأمة، وقد حمّلت في رسالتي إلى القوميين الاجتماعيين والأمة السورية المؤرخة في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1947 أصحاب السياسات الخصوصية الاحتكارية والرجعية مسؤولية الكارثة القومية في فلسطين التي قادوا الأمة السورية والمسالة الفلسطينية إليها. إننا لا نزال في هذا الموقف. فنحن نرى وجوب تغيير الأهداف الخصوصية في فلسطين وأساليب السياسة الخصوصية، ودعوة الشعب السوري في جميع الدول السورية إلى ترك الرجعيين والخصوصيين وخططهم والاتجاه في نهضة سورية قومية اجتماعية صحيحة تجعل إرادة الأمة السورية نافذة وتنقذ فلسطين وتردّها إلى الوطن السوري.
س 2 ـ كيف السبيل إلى انقاذها من براثن الصهيونية؟
ج ـ إنّ عملية إنقاذ فلسطين من الورطة الهائلة التي أوصلتها إليها السياسات الخصوصية الجارحة والحزبيات الدينية المنهكة تكاد تغرق في خضم الأضاليل وطوفان الأهواء السياسية التي يمطر الأمة بها جيش لجب من أبنائها الذين يريدون أن يتمرنوا في السياسة على حساب حياتها لا يرد عنهم شعور بالمسؤولية العظيمة في هذه الظروف العصيبة ولا يزعهم وازع من اللعب واللهو بثقة هذا الشعب السوري العظيم وأمانته وإيمانه بحقيقته، فهم في كل ظرف جديد لهم أحزاب جديدة غير أحزابهم القديمة ولهم مناجم تمرينية جديدة ولهم وعود جديدة يغتر بها الشعب.
إنّ عملية إنقاذ فلسطين للأمة السورية وحياتها وخيرها هي عملية وعي هذه الأمة لقضيتها الصحيحة، لترك حزبياتها الدينية العمياء وتكتلاتها في المصالح الخصوصية التي تجزّىء مصلحة الأمة وقضيتها، وتبعثر مجهود عناصر الشعب الحية. إنها عملية شاقة، إنها عملية النهوض بإيمان قومي جديد وبناء قوي لقومية متينة. إنها عملية تتناول حالة قومية فاسدة في صميمها أو أمراً مفعولاً عظيم الخطر لا يمكن أن يزال خطره بأية قوة غير قوة الأمة السورية نفسها.
لو كانت لنا قيادة جميع القوى والقوات السورية لأرينا بالفعل كيف يكون مجد القوى القومية وكيف يكون الإنقاذ. لا يمكننا أن نجعل من لا يرى لأهدافنا وخططنا منفذاً لهذه الأهداف والخطط. والموقف في راينا هو موقف صراع لا موقف إبداء آراء لتسلية الناس أو لخداعهم.
س 3 ـ ما هو موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي من بقية الأحزاب في سورية.
ج ـ إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يرى مانعاً من التعاون مع الأحزاب القومية أو الوطنية التي لها نزعة قومية أو وطنية صحيحة وترغب في التعاون مع الحركة القومية الاجتماعية في القضايا الخطرة. وقد اغتنم الحزب القومي الاجتماعي مناسبات عدة خصوصاً دنو خطر إنشاء الدولة اليهودية في فلسطين فوجّه نداءات إلى الأحزاب في جميع المناطق السورية لتوحيد العمل والجهود تجاه الخطر المقبل، والحزب القومي الاجتماعي يأسف لأن الأحزاب الأخرى لم تجد الضرورة تقضي بمثل هذه الخطوة.
إننا نقدّر ونحترم القائمين بأحزاب وطنية وقومية صحيحة ونريد لهذه الأمة حرية فكر وحرية التعبير عن إرادتها.
س 4 ما هو رأي الحزب القومي الاجتماعي في العلاقات بين سورية ولبنان؟
ج ـ إنّ رأي الحزب القومي في العلاقات بين الشام ولبنان هو راي مشهور، وهو أنه يرى وجوب الإبقاء على العلاقات الاقتصادية والسياسية وعلى الرابطة القومية وتقوية هذه العلاقات وتوطيد هذه الرابطة التي ستحتاج إليها الجمهوريتان وبقية الدول السورية في الأوقات العصيبة المقبلة. فإذا وقع الانفصال الذي هو أحد احتمالات الساعة بعامل التشرع وعدم الحزم من قبل المتفاوضين فإن الحزب القومي الاجتماعي بعقيدته وبفروعه المنتشرة في جميع سورية الطبيعية سيبقى رابطة قومية متينة تنقذ الموقف وتكون عامل تفاهم ووئام بين الجمهوريتين.
الاتحاد اللبناني، بيروت،
العدد 3381، 2/12/1948