خطاب الزعيم في القلمون;28/1/1948
(تجمهر القوميون الاجتماعيون والأهلون، والمتقاطرون من قُرى الكورة القريبة، في بلدة القلمون للاحتفاء بالزعيم واستقباله، مما كان له شديد الأثر في نفس حضرة الزعيم وما جعله يأمر بوقف الموكب، لتحية قوميي هذه البلدة الميامين الذين كان لهم قسط وافر من تحمّل التضحيات والمصاعب والثبات فيها وعليها. فجرى له استقبال شعبي صاخب كان لمديرية القلمون في تنظيمها، ولحماس الرفاق القوميين الاجتماعيين جميعاً، واغتباطهم بمشاهدة الزعيم، كل الأثر وكل الروعة. وقد تكلم الرفيق إحسان محمد ملص باسم قوميي القلمون الاجتماعيين كلمة صادرة عن القلب وعن العقل كان لها وقع شديد حسن في الحضور.
ووقف حضرة الزعيم على الأثر وارتجل كلمة وجيزة هي هذه):
كلمة الزعيم
في خطابي الرسمي الأول لأول اجتماع حزبي عام قلت: “قد رأى أجدادنا الفاتحين ومشوا على بقاياهم أما نحن فسنضع حداً للفتوحات”.
وما عنيت بذلك هو أننا نضع حداً للفتوحات التي تحاول المجيء من الخارج، لا الفتوحات التي نقوم بها نحن لنقضي على ما يقف في وجهنا من عراقيل (تصفيق).
إننا نسير بنهضة قومية اجتماعية فاتحة، كم حاولت الإرادات الأجنبية أن تصدها وأن تمنعها من التقدم في نضال استغرق نحو خمس عشرة سنة. كم رأينا من صعوبات وعراقيل، وكم تصدت لنا قوات أجنبية وقوى رجعية. وهنا نحن نقف الآن مرة أخرى، أقف في هذا البلد الناهض بالمبادىء القومية الاجتماعية في القلمون، أقف هذه المرة معكم. وقد مشينا (على آثار) الأجنبي المحتل، نقف مرة أخرى في مرحلة من مراحل السير إلى الانتصار الأخير الذي يجعل من هذه الأمة جيشاً عظيماً ناهضاً زاحفاً مسلحاً بالحق، مؤسساً على القوة (هتاف وتصفيق حادان).
في كتابي من السجن عام 1985 قلت: إنّ النزاع بين القوميين والانتداب هو أمر من طبيعة القومية وطبيعة الانتداب، وقد استمر هذا النواع بين النهضة والانتداب، أي الاحتلال الأجنبي إلى أن صرعت النهضة الاحتلال الأجنبي (تصفيق).
فأهنئكم أيها القوميون الاجتماعيون في هذه المنطقة بإيمانكم بقوّتكم، بعملكم، بنضالكم.
ولتحيى سورية
(تصفيق وهتاف متواصلان).
[1] ألقي أثناء زيارة الزعيم التفقدية لفروع الحزب في شمال لبنان.
النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، بيروت، المجلد 1، العدد 6، 15/2/1948