منفذية المتن الشمالي تحيي الذكرى ال48 لشهداء مجزرة عينطورة
أحيت منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذكرى ال48 لشهداء مجزرة عينطورة، باحتفال أقامته في كنيسة السيدة في البلدة، حضره رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، عميد الدفاع الأمين زياد معلوف، عميد التنمية المحلية الرفيق عباس حمية، رئيس المكتب السياسي الأمين محمود أبو خليل، عدد من أعضاء المجلس الأعلى والأمناء والمنفذين العامين والمسؤولين الإداريين، مسؤول قطاع المتن في حزب الله الحاج علي الموسوي، الحاج عصام قطايا، ممثل داخلية المتن في الحزب التقدمي الاشتراكي السيد جميل زرعوني، السيد ريدان هاني، رئيس بلدية عينطورة السيد جان خليل عازار ، وعدد من المخاتير والفاعليات الاجتماعية والبلدية، وحشد من القوميين الاجتماعيين وأبناء البلدة والجوار.
عرّفت الاحتفال ناظرة الإذاعة الرفيقة أليسا صليبا.
ألقى رئيس الحزب الأمين ربيع بنات كلمة، قال فيها: نلتقي اليوم بعد مضي 48 عاماً على مجزرة عينطورة، نلتقي في ذكرى شهداء تلك المجزرة البشعة التي ذهب ضحيتها واحد وعشرون قومياً إجتماعياً من خيرة الرفقاء وأنقاهم وأكثرهم تفانياً، هؤلاء الشهداء مارسوا إيمانهم ورسخوا بدمائهم وجود الحزب ومنطق أنطون سعاده في المتن الشمالي عامة وفي عينطورة على وجه الخصوص، على حائطِ هذه الكنيسةِ، لا يزالُ وقعُ المجزرةِ أليمًا وموجعًا لنا، نحنُ الذين فقدْنا رفقاءً أحبّاءً على يدِ من فقدوا أخلاقياتِهِم وتجرَّدوا من إنسانيّتِهِم، لقد أرادوا محو الحزب من المنطقة و إلغاء القوميين الاجتماعيين، وأرادوا أن تنحني راية الزوبعة، وأن تنكسر كل يد ترتفع زاوية قائمة، وإسكات كل فمّ يهتف بحياة سورية، و لكن إرادتكم كانت أكبر، وعزيمتكم أشد، وحزبكم أكبر من أن يلغيه شذاذ الآفاق والمجرمين، وحناجركم ما زالت تصدح حتى الآن بحياة سورية وحياة الزعيم، لقد طبعت تلك المجزرة تاريخ حزبهم وتاريخَهُم، ولم يقوَ حاضرُهم بعدُ على محوِها، ولن يقوى، ونسمعُهم اليومَ يقولون : لا نريدُ الحربَ لأنَّنا لا نريدُ الموتَ، وبأنّهُم أصحابُ ثقافةِ الحياة، ومَن يقاومُ العدوَّ اليهوديَّ هو صاحبُ ثقافةِ الموت، هل مَن ارتكبَ مجزرةَ عينطورة هو صاحبُ ثقافةِ حياةٍ؟ إن أصحابُ ثقافةِ الحياةِ هم رفقاءُ شهداءِ عينطورة ورفقاءُ حبيب الشرتوني، أصحابُ ثقافةِ الحياةِ هم من يفضّلونَ الموتَ كي يحيا أبناءُ شعبِهِم، فهل سمعتُم يومًا عن مجزرةٍ ارتكبَتْها الأحزاب المقاوِمة؟
وتابع بنات: للمجازرِ هويةٌ واحدةٌ، اليهودُ وأتباعُهم حيث ما وُجدوا، إنّ شهداءُ عينطورة، مثلُ رفقائِهِم شهداءُ مجزرةٍ حلبا، همُ الواقعُ الذي يقولُ أنَّ الحزبَ السوريَّ القوميَّ الاجتماعيَّ هو الحزبُ الوحيدُ الذي سحبَ من الحربِ الأهليّةِ هويّتَها الطائفيةَ، وحمى بوجودِهِ لبنانَ كله بتنوّعِهِ وهويتِّهِ ووحدتِه، وكما في السابق، يعمل الحزب اليوم على حماية لبنان من العدو، وها هو يرسل المقاتلين من كل لبنان، وطبعا من المتن الشمالي إلى حدودِ فلسطينَ دفاعًا عن الأرضِ المحرّرة، وسعيًا لتحريرِ المحتلِّ منها، كل ذلك يؤكد أنَّ مشروعَ مجزرةِ عينطورة هُزِمَ وما انتصرَ هو مشروعُ الحياةِ لمختلفِ أبناءِ شعبِنا، اليومَ ومن عينطورة نقولُ لبعض أبناء شعبنا، راجِعوا التاريخَ واقرَأوا الحاضرَ، نقولُ لكم: عدوُّنا واحدٌ والمخاطرُ واحدةٌ، ولا حياةَ لنا جميعًا سوى بالارتقاءِ نحوَ ثقافة الوحدة، ابتعدوا عن الانعزالِ وابتعدوا عن التقسيمِ وابتعدوا عن التفكيكِ، فكلّما اقتربتُم من هذه المشاريعِ فاحَتْ رائحةُ الدماءِ أكثرَ، وفاحَتْ رائحةُ الموتِ في بلادِنا أكثرَ، وكلّما اقترَبْتُم من مشروعِ الحزبِ السوريِّ القوميِّ الاجتماعيِّ اقترَبْتُم أكثرَ من الأمنِ والأمانِ والاطمئنانِ لمستقبلِكُم ومستقبلِ أولادِكُم في هذه البلاد، لستُم أعداءَنا ولكنّكُم أيضًا لستم ملزمينَ ومجبرينَ على السيرِ بمشروعِ أعدائِنا، ومن عينطورة، نؤكد أنّ المقاومةَ، ونحنُ جزءٌ لا يتجزّأُ منها، تمكّنَتْ بالفعلِ من تسجيلِ انتصارٍ على العدوِّ في غزّةَ وفي جنوبِ لبنانَ، هو الذي لَمْ يستطِعْ تسجيلَ سوى أعدادِ الشهداءِ ونِسَبِ الدمارِ، بينما حقّقتِ المقاومةُ في غزّةَ في السابعِ من تشرين / أكتوبر، وفي جنوبِ لبنانَ ومن العراقِ واليمنِ أهدافًا رسمَتها بدقّة، وأدارَتْ تنفيذَها ببرودةِ أعصابٍ استراتيجيّةٍ أصابَتِ العدوَّ في مقتل، اليومَ المقاومةُ حافظت على أسراها ومنعَتِ العدوِّ منَ القضاءِ على بينتِها العسكريّةِ، ومنعَتْهُ من شنِّ حربٍ شاملةٍ في لبنانَ، ومنعَتْه من تدميرِ لبنانَ، ولذلِكَ هي حقّقَتِ الانتصارَ عليه، وفي هذا الإطارِ نعلنُ أنّنا غيرُ مستعدّين للموافقةِ على أيٍّ مِنَ الإملاءاتِ التي يسعى البعض لفرضِها علينا، وأنّ الإنجازَ العسكريَّ الّذي حقّقتْهُ المقاومةُ لا يمكنُ التراجعُ عنهُ في السياسةِ أبدًا، وهذا هو عنوانُ المرحلةِ المقبلةِ ونحنُ حاضرونَ لإسقاطِ أيِّ مشروعٍ سياسيٍّ يحاولُ البعضُ فرضَهُ علينا في الداخلِ أو الخارجِ.
وختم: نحنُ في الحزبِ السوريِّ القوميِّ الاجتماعيِّ ماضونَ في مشروعِنا السياسيِّ الواضحِ وهو مشروعُ دولةِ المواطَنةِ المقاوِمة، وهو مشروعٌ يقومُ على صونِ المقاومِة من جهة، والحفاظِ على الكرامةِ الوطنيّةِ بالفعلِ من جهةٍ ثانيةٍ، وهذا الأمرُ نعتقدُ أنّهُ المخرجُ الطبيعيُّ والوحيدُ والجذريُّ لما تعاني منهُ بلادُنا من أزماتٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ في الظاهرِ وبنيويّةٍ في عمقِها، وهو مشروعٌ يأخذُ في الحسبانِ أهميّةَ المعركةِ الداخليّةِ على الفسادِ، وهو يدركُ أيضًا تمامًا أهميّةَ المقاومةِ كعنوانٍ أساسيٍّ لصونِ البلادِ وتحريرِها وتحريرِ الأراضي المحتلّةِ فيها، وإنّ هذا المشروعَ، الذي يقومُ بأساسِهِ على نبذِ الطائفيّةِ كمدخلٍ للحلِّ، يتماهى تمامًا مع مبادئِ الحزبِ السوريِّ القوميِّ الاجتماعيِّ، التي حرصْنا منذُ الثالثِ عشر من أيلول وحتّى يومِنا هذا أن نتماهى معَها في كلِّ خطوةٍ من الخطواتِ التي قُمْنا بها سياسيًّا وثقافيًّا وتربويًّا وعمليًّا وإعلاميًّا ودفاعيًّا، وذلك من خلالِ العودةِ إلى ساحِ الجهادِ في كلِّ الميادينِ وعلى كلِّ المستوَيات.
ألقت روى الحاج كلمة أسر الشهداء، شرحت فيها تفاصيل ما حصل قبل وخلال المجزرة، وأكدّت أن الكتائبيين استغلوا الظرف وقتها، بعد أن وردَتْهم الأوامر من أمين الجميل الذي كان رئيس إقليم المتن الكتائبي في ذلك الوقت، ومن المسؤول في المكتب السياسي فارس الحاج المعروف بفارس الخوري، وفي صباح 28اذار 1976 ارتكب مسلحو الكتائب المجزرة أمام كنيسة السيدة، وتمت تصفية رفقائنا وأقربائنا بشكل وحشي لم يسبق له مثيل.
وأضافت الحاج في ذكرى الوفاء لشهدائنا، نعلن أن وقفات العز هي هي، وأننا نشهد هذه الأيام مجازر مروّعة جديدة ترتكبها الدولة اليهودية الزائلة بحق شعبنا في غزة والضفة والقدس، مشهد عينطورة تكرر في بيروت والعراق والشام بأدوات الصهيونية التي تتبدل أسماء عملائها، ولكن يبقى المشغلُ واحداً، فمن يقف خلف الإرهاب والمجازر والفتن هو العدو الصهيوني، وهو المخطط الذي يجنّد المجرمين لتنفيذ المجازر.
كلمة مديرية عينطورة ألقاها جورج عازار، قال فيها: تشاء الأقدار أن نحيي هذه الذكرى العظيمة، في ظروف حالكة تمر بها أمتنا، فآلة القتل والدمار اليهودي تمعن في جنوبنا الحبيب، قتلاً ومجازر ودمار، فها هم أبناء الجنوب، وجنوب الجنوب يدفعون ضريبة الدم في سبيل الأمة جمعاء، وأضاف: سقط شهداؤنا في عينطورة، وفي مشغرة، وفي حلبا، وفي كل بقعة أرض من أجل أمتنا العظيمة، من أجل شعبنا وحريته وكرامته، لقد روى شهداؤنا بدمائهم أرض هذه الأمة، لينيروا درب شعبنا نحو الإرتقاء، في سبيل فلسطين وكل بقعة أرض سليبة من سورية.
وتابع عازار: لقد راهن البعض، أنه بارتكاب هذه المجزرة البشعة قد تمكن من القضاء على جذوة الفكر القومي في عينطورة، وها هي عينطورة تثبت للجميع أنها سوف تبقى منارة للفكر القومي، ووفية لدماء شهدائها الأبطال، وأكّد أن شهداء النهضة القومية الاجتماعية أينما كانوا وفي أي مكان سقطوا، كان من أجل الدفاع عن الحق والنور والحياة، وختم: نحن لا نحمل في أنفسنا حقداً ولا مكيدة لأي فئة من شعبنا، فقيم الحق والخير والجمال انتصرت في داخل كل نفس فينا، فالنفوس العظيمة لا تحمل أحقاد، ولا تكيد المكائد، أما النفوس الدنيئة وحدها القادرة على الغدر والخيانة.
وألقى الشاعر القومي الرفيق وائل ملاعب قصائد، من وحي الذكرى، وعن الشهادة، وبطولات المقاومة والشعب.