منفذية السويداء تحيي ذكرى الثامن من تموز عند ضريح الرفيق فضل الله أبو منصور
أحيت منفذية السويداء في الحزب السوري القومي الإجتماعي، ذكرى الثامن من تموز، عند ضريح الرفيق البطل فضل الله أبو منصور، بحضور حضرة المنفذ العام الرفيق معين مزهر، الأمين نجيب الأطرش، أعضاء هيئة المنفذية، و مدير مديرية صلخد، مدير مديرية الغارية، حفيد الرفيق أبو منصور وعدد من أقاربه، وحشد من الرفيقات والرفقاء والطلبة والأشبال.
تم وضع إكليل من الورد بإسم رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، على الضريح، وألقى المنفذ العام كلمة المنفذية، تحدث فيها عن معاني المناسبة قائلاً : هذه الليلة سيعدمونني، أما أبناء عقيدتي فسينتصرون، وسيجىء انتصارهم انتقاماً لموتي، ها نحن اليوم نقف عند ضريح عظيمٍ قدَّس أمته، وأعطاها كل ما يملك، في ذكرى زعيمنا المغدور نستذكر قيم النهضة وأركان العز والشموخ التي تجسدت في فكر سعاده ونتاجه الأدبي والإنساني، هذه القيم ترسَّخت في نفوس السوريين جميعًا، حتى أورقت أزاهير تضحية وعطاء، ليست ذكرى اغتيال رجلٍ اعتنقنا فكره فقط، بل هي ملحمة بطولة سطرها بدمه وروحه، لكي يثبت للخونة والعملاء أن الإيمان المطلق بحرية إنسان الأمة السورية وحقه فيها يستحق التضحية، دون ترددٍ أو وجل، فكانت رصاصاتهم حياة لنا، وكانت خيانتهم تجربة كشفت أقنعة الغادرين، ولكن كما أرادنا كنَّا، وعلى طريقه سرنا، تسابق أرواحنا قذائف العدوان لتنفجر براكين غضب، وتذيب قيود الذل والهوان، هنا حيث نقف يرقد في أمان وسلام من أعاد لنا حقنا المسلوب في أروقة محكمة الخيانة، فجر الثامن من تموز 1949، ارتفع سعاده شهيداً في أروع نضال ختمه بدمه، وفي أبشع مؤامرة نسجها يهود الخارج والداخل بحق أمتنا.
ثم تكلم مزهر عن الدور الذي قام به البطل فضل الله ابو منصور بالإنقلاب على الخائن حسني الزعيم بعد 37 يوماً على اغتيال سعاده، فقال أنه في فجر 14 آب 1949، كان حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي يُساقان إلى حيث تمّ إنزال حكم الإعدام بهما، ليدفعا ثمن جريمتهما بحق زعيم هذه الأمة، وهذا ما رواه الرفيق البطل الملازم أول فضل الله أبو منصور في كتابة “اعاصير دمشق”، عن لحظة تنفيذ حكم الإعدام بمن غدر بسعاده ناكثاً بشرفه وقسمه، يروي أبو منصور كيف عُقد اجتماع في الساعة الحادية عشرة ليل 13 آب 1949، لعدد من الضباط الأبطال في الجيش الشامي تقرر فيه القيام بالإنقلاب على هذا الخائن، حيث أخذ أبو منصور المهمة الأصعب، وهي احتلال قصر الرئاسة واعتقال الخائن حسني، وقال : ” هذه مهمتي، والله لو أخذها غيري لما رضيت”، وقد نفذ المهمة و اعتقل الخائن حسني الذي كان يرتجف ويتمتم صاغراً، فتقدم منه وصفعه على وجهه، فأجابه حسني محتجاً : “لا تضربني أنا عسكري”، فأجابه بقسوة : “أنا أول من يحترم الكرامة العسكرية، لأني أشعر بها وأقدّسها، وأبذل دمي في سبيلها، أما من كان مثلك فلا كرامة ولا شرف له، أما أقسمت لأنطون سعاده يمين الولاء، وقدمت له مسدسك عربوناً لتلك اليمين، ثم خنته وأرسلته الى الموت حانثاً بقسمك، ناكثاً بعهدك؟ حين اغتلتم سعاده لم يرتجف ولم يخف، أما أنتم فجبناء ولا تستحقون الحياة، وأطلق مع رفقائه في الفكر والسلاح، طلقات الإنتقام المستحق ليعيد للسوريين القوميين الاجتماعيين بهجتهم بعد حزنٍ مرير عاشوه.
أضاف مزهر أننا لسنا طلَّاب قتلٍ وخراب، نحن ندافع عن حقنا في الحياة لأننا أبناء الحياة، نؤمن بأن الوطن هو الأب والأم، ولأجله تُبذل الأرواح، رافعين مقولة زعيمنا على أكتافنا غارسينها في نفوسنا “كل ما فينا هو من الأمة وكل مافينا هو للأمة، حتى الدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكًا لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها”، وتابع إن اغتيال سعاده لم يكن للتنافس على منصب كان يرنو إليه، ولا على جاهٍ كان يملكه، فهو لم يكن يملك سوى فكر أخافهم، ونهضة قضَّت مضاجعهم، وكان مشروعه لإنهاء التقسيم والإحتلال وبعث نهضة هذه الأمة، ينمو ويزدهر، وكانت خطواته سريعة ثابتة، لكنهم تنبهوا لما يريد، وحاكوا له قيود المؤامرة والتزوير، ليقضوا على مشروعه النهضوي العظيم، متناسين أن رجلًا يملك هذا الفكر، من المحال أن يموت، بل سيبقى ويكبر في نفوس أبناء أمته، ليكون عمره أطول من عمر قاتليه، وهكذا انطفأت شمعة سعاده الجسدية مع قرقعة الرفوش التي كانت تهيل التراب الطاهر على جسده المسجى، وأضاءت شمعته الفكرية منارة للأبد لن تزول.
وختم قائلاً أننا سنبقى دائماً وأبداً، بجانب جيشنا السوري البطل، وأبناء أمتنا الشرفاء، و الرحمة والخلود لشهداء أمتنا
و سنبقى ثابتين دائماً على العهد، ننشر الفكر بين أبناء أمتنا، ونحارب الخونة مهما علا شأنهم، متمسكين بمؤسساتنا الحزبية، وبإرادة التغيير، ولن نرجع إلى الخلف، وسنطارد الفاسدين أينما وُجدوا، رافعين مقولة زعيمنا “أن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجة التاريخ وأنها لفاعلة”، وسيبقى هتافنا دائماً وأبداً لتحيا سورية و ليحيا سعاده.
كما ألقى حفيد البطل أبو منصور كلمة شكر فيها الحزب على هذه الزيارة، مقدراً الدور الذي يقوم به في محاربة الإرهاب والفساد.