«نسرُ البقاعِ»… الاستشهاديّ مالك وهبي
أبصر «نسر البقاع» الاستشهاديّ مالك وهبي النّور عام 1966، في بلدة النبي عثمان البقاعيّة، حيث انخرط في مدرسةٍ علّمته أنّ الحياة هي للأحرار، وأنّ الحياة كلّها وقفة عزٍّ فقط، مدرسة الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، نبراسُ الفداء والتّضحية في سبيل نهضة الأمّة.
عند تمام السّاعة السّادسة والرّبع من مساء يوم السّبت الواقع فيه 20 نيسان 1985، وقبل أن يتمكّن العدوّ من لململة آثار عمليّة الاستشهاديّ الرّفيق وجدي الصّايغ والاستشهاديّة الرّفيقة سناء محيدلي الّتي نفّذتها قبل 11 يوماً، أقدَم النّسر مالك على تنفيذ عمليّة استشهاديّة عند المدخل الشّرقي لجسر القاسميّة، حيث اقتحم بشاحنته الصغيرة المحمّلة بألف كيلوغرام من المواد المتفجّرة رتلًا كبيراً من قوّات وآليّات الدّولة اليهوديّة الزّائلة، محوّلاً إياه إلى أشلاءٍ متناثرة وحممٍ ناريّة.
أدّت هذه العمليّة إلى مقتل وجرح جميع أفراد الدّوريّة، وتدمير أربع ملّالات مُجنزرة، وأربع شاحنات ناقلة للجنود، وسيّارتَيّ دفع رباعيّ عسكريّة.
أنكرت الدّولة اليهوديّة الزّائلة العمليّة، لكن سرعان ما أُجبرت على الاعتراف بها معلنةً أنّ منفّذها ينتمي إلى صفوف الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، مما أدّى إلى إطلاق حملة واسعة داخل الكيان مطالبةً بالانسحاب من لبنان.