أبولودوروس الدّمشقيّ، أصل العمارة الرّومانية
البانثيّون، الميدان التّرجانيّ، دار العدل الأولمبيّة، جسر تراجانوس، كلّها معالم أثريّة رومانيّة بارزة، نقلت فنّ العمارة نقلةً نوعيّة خلال القرن الثّاني ميلاديّ، ابتكرها وصمّمها المعماريّ ومخطّط المدن السّوريّ، أبولودوروس أو أبولودور الدّمشقيّ.
مع بداية القرن الثّاني ميلاديّ كانت دمشق، المدينة الّتي وُلد فيها أبولودوروس، قد أصبحت ضمن الإمبراطوريّة الرّومانيّة، الّتي استمدّت من دمشق ومن سائر المدن السّوريّة ليس فقط العقول المبدعة بل وأساليب العمارة والزّخرفة والتّصميم.
تعرّف أبولودوروس على تراجان وكانا صديقين قبل أن يصبح الأخير إمبرطورًا على روما بين أعوام 98 و117 ميلاديّ، فترة بتاريخ الإمبراطوريّة تعتبر مليئة بالإنجازات، خاصّةً بسبب ازدهار العمارة والبناء، الأمر الّذي رعاه تراجان، ولكن الفضل الأكبر به يعود إلى رؤية وموهبة وإصرار أبولودوروس.
خلال أعمال إصلاح معبد جوبيتير (المسجد الأمويّ) في دمشق، تمّ اكتشاف أحد الأعمدة المنهارة الّتي تحمل اسم أبولودوروس، مما يشير إلى أنّه قد يكون ساهم في إنشاء المعبد.
لكنّ معظم معالم روما البارزة والّتي إستندت على أسسها الهندسيّة الحضارات المتعاقبة، كانت من رؤية وتنفيذ أبولودوروس، أبرزها البانثيّون الّذي درسه الكثيرون وصمّموا انطلاقًا منه الكثير من الأبنية، وجسر تراجانوس (نسبة للإمبراطور تراجان) العابر لنهر الدّانوب، إضافةً إلى الكثير من المشاريع كقوس النّصر في مدينة أنكونا وتصاميم لجسور ومكتبات لعبت دورًا بارزًا في إظهار قوّة روما.