الحزب القومي: خطاب الأمن الذاتي مرفوض
يعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أن ما حصل ويحصل في طرابلس اللبنانية، تتحمّل مسؤوليته السلطات المتعاقبة التي لطالما تعاملت مع المدينة وغيرها من المناطق، بعقلية الإهمال المقصود والممنهج، بهدف تحويل البلاد إلى محميّات يرتبط أهلها بأنظمة الرعاية الطائفيّة وصناديق الإعاشات والحسنات، بدل تحوّلهم إلى مواطنين في دولة وطنية قادرة وعادلة.
إن حالة الانهيار الاقتصادي والصحي والفقر والعوز والبطالة التي تحكم طرابلس ولبنان بشكل عام، والإنكار الذي يمارسه سياسيّو المدينة، تجعل من التحرّكات الشعبية طريقًا وحيدًا أمام اللبنانيين للتعبير عن مطالبهم المشروعة. كما أنّها تضع الشارع في طرابلس في مواجهة مع القوى العسكرية، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا من الطرفين، تتحمّل مسؤوليته السلطة أيضًا بسوء إدارتها وتنسيقها، بالتوازي مع المماطلة المشبوهة لتشكيل الحكومة الجديدة.إن هذا السّلوك اللا مسؤول، يؤمّن مدخلًا لتسلّل المجموعات التكفيرية مجدّدًا، وأصحاب الأجندات السياسية والأمنية والطائفية، والمشاريع الإقليمية التي تُطلّ برأسها على كامل الحوض الشرقي للمتوسط، تنفيذًا لمصالح قوى الهيمنة الغربية على المرافئ وخطوط النقل البرية والبحرية وحقول النفط والغاز.وبدل البدء بالعمل الفوري لإيجاد حلولٍ اقتصادية حقيقية للمدينة وتغيير حياة المواطنين عبر تطوير المرافق الحيوية فيها كالمرفأ ومعرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي ومصفاة النفط وربطها اقتصاديًّا بعمقها #القومي نحو الداخل السوري، نرى بعض السياسيّين يهبطون إلى المفاهيم البالية كالأمن الذاتي وسلاح العصابات، في استمرار للسياسات الماضية من تذكية للاقتتال الأهلي بين أبناء الشعب الواحد وتغطية الإرهابيين وإدخال طرابلس في آتون الحرب على #سورية، وأخيرًا ترك الأبواب مفتوحة لمجموعات فوضويّة مرتبطة لتدخل على خط التحركات الشعبية، وتضرب ما تبقى من رموزٍ للدولة في طرابلس، على غرار جريمة إحراق مبنى البلدية.
يهيب الحزب السوري القومي الاجتماعي بأهالي طرابلس إلى عدم الانجرار وراء بعض المجموعات التي تنفّذ مشاريع مدمّرة والحفاظ على مؤسسات الدولة في المدينة فهي ملك للشّعب، وبالقوى الأمنية إلى التعامل بمسؤولية مع المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن استخدام القوّة وسقوط ضحايا، وإلى توقيف المعتدين على العسكريين والمراكز الرسمية ومحاسبتهم ومعرفة الجهات التي تحرّكهم وكشفها وملاحقتها.كما يهيب الحزب بسياسيّ طرابلس والقوى التي تدّعي تمثيل المدينة، إلى وقف الاستغلال الطائفي وصراعات النفوذ والعمل على إنعاش المدينة قبل فوات الأوان، وأن لا يكونوا أداةً بيد القوى الإقليمية والدولية التي تسعى إلى ضرب استقرار طرابلس وفرض مصالحها على هذه البقعة الجغرافية الهامة من بلادنا.
يدعو الحزب إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني فورًا، واختيار شخصية مسؤولة لتولّي رئاستها قادرة على إخراج لبنان من نفق الانهيار والفوضى.
عمدة الاعلام