الاستشهاديّ محمد قناعة
أسقطت عملية الثامن من تموز، التي نفّذها الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، حدود التجزئة الاستعماريّة، وأكّدت قوميّة المعركة ضدّ العدوّ الصهيونيّ في أروع صورة لالتحام الدّم اللبنانيّ والشاميّ والفلسطينيّ في عمليّة استشهاديّة قتاليّة داخل فلسطين المحتلّة.
وهذه العمليّة البطوليّة الّتي جرت في 10 تموز 1986، واستشهد فيها الرفيق محمد قناعة، مواليد حلب، تمّت ضدّ أهداف عسكريّة “إسرائيليّة” وبِاعتراف العدو “الإسرائيليّ”، وكانت ردّة فعله الفوريّة بقصف أهداف مدنيّة في مخيّم عين الحلوة.
وقد اعترف العدوّ “الإسرائيلي” بالعمليّة، وأكّد متحدّث بِاسم جيش الاحتلال أنّ جنديَّين “إسرائيليَّين” قُتلا، وأُصيب تسعة آخرون بجراحٍ، اثنان منهم بحالة الخطر.
وقالت مصادر عسكريّة “إسرائيليّة” أنّ زورق دوريّة تابع للبحريّة “الإسرائيليّة” رصد الفدائيّين وهم يتّجهون في قارب مطّاطيّ صغير مليء بالأسلحة والمواد المتفجّرة إلى “إسرائيل” تحت جنح الظلام، ونشب اشتباك استمرّ ثلاث ساعات مع دوريّة “إسرائيليّة” لحرس السّواحل.
وقال الإرهابيّ أوري لوبراني، منسّق شؤون لبنان في وزارة الدفاع “الإسرائيليّة”: “لقد تمّ اعتراض القارب على الخطّ الفاصل بين المياه الإقليميّة لكلّ من “إسرائيل” ولبنان من الشاطئ. أمّا لماذا وكيف اقترب إلى هذه الدرجة، فهذا ما لا أعرفه”.
وأضاف قائلًا، إنّ قوّات من الجيش “الإسرائيليّ” أقامت حواجز في المنطقة، وقامت بتفتيشها للتأكّد من عدم هروب أيّ من الفدائيّين.
أمّا إذاعة “إسرائيل”، فقالت إنّ العملية استغرقت أربع ساعات، وكانت حصيلتها “القضاء” على الفدائيّين الأربعة ومقتل جنديّين “إسرائيليَّين”؛ أحدهما العريف منصور يوسف رحّال، وجرح جنود آخرين، جراح واحد منهم كانت بسيطة للغاية بحيث لم يستوجب الأمر إبقاءه في مستشفى نهاريا والمستشفى الحكوميّ في حيفا “رام بام”. ومن جهته، ذكر التلفزيون “الإسرائيليّ” في تعليق له على العملية، أنّ مشاركة الحزب القوميّ فيها “تُعتبر سابقة مهمّة، إذ هذه هي المرّة الأولى التي تحاول فيها ميليشيا لبنانيّة إرسال قوّة لمهاجمة أهداف إسرائيليّة داخل إسرائيل”.
وقد تمّت استعادة جثمان الاستشهاديّ الرفيق محمد قناعة، في عملية التبادل الأخيرة التي جرت بين العدو الصهيونيّ والمقاومة الإسلاميّة.