الاستشهادي مالك وهبي
أنا من هذه الأرض.. من هذا الشَّعب.. أُضحّي بنفسي من أجل هذا الشّعب العظيم. الإستشهاديّ الرّفيق مالك وهبي
وُلِد الشّهيد مالك وهبي في بلدة النّبي عثمان في البقاع، لأسرة مكوّنة من الوالد (عبدالله وهبي) والوالدة (فاطمة نزها) وأخوته علي، عباس، أحمد، غالب، وأخواته: سهام، غادة، زينب. تعلّم في مدارسها النّظاميّة، معانقًا روح النّهضة وتعاليمها لوقفات العِزّ.
وتنفيذًا للعهد الذي قطعته عروس الجّنوب، الشّهيدة سناء محيدلي، بأنّها ليست الأخيرة ممن سيرفدون تراب الجنوب بأرواحهم، قام نسر البقاع الشّهيد البطل الرّفيق مالك وهبي، في السّاعة السّادسة والرّبع من مساء يوم السّبت في 20 نيسان 1985، بعمليّة بطوليّة، حيث انطلق بشاحنته كالسَّهم النّاريّ، يقتحم بواسطتها رتلًا طويلًا من آليّات العدوّ عند المدخل الشّرقيّ لجسر القاسميّة، وفي اللّحظة المناسبة، ضغط مالك على القابس، ليُحيل ذلك الرّتل كتلًا ناريّة، ما أدّى إلى مقتل وجرح جميع أفراد الدّوريّة الّذين قُدّر عددهم بـ120 عنصرًا، وإحراق وتدمير أربع ملّالات مُجنزرة، وأربع شاحنات ناقلة للجنود، وسيّارتَي جيب. فارتفع نسرًا محلّقًا في سماء الجنوب.
وقد تعمّد كيان الاحتلال التّعتيم على العمليّة الاستشهاديّة في البدء، لكنّه اعترف في ما بعد بالعمليّة، وقال إنّ منفّذها “ينتمي إلى الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ”، وأنّ “العمليّة أدّت إلى تدمير سيّارة نقل سافاري تقلّ 24 عنصرًا”. وقال شهود عيان في المنطقة، إنّ الانفجار سُمع في المنطقة كلّها، وإنّ طائرات الـ”هيليوكوبتر” بدأت بالعمل ليل نهار لإخلاء القتلى والجرحى.