تكذيب وتسفيه
وصلت ورقة تصدر في سانتياغو تشيلي مطبوعة إحدى صفحاتها باللغة العربية، وأسماها مصدروها النشرة العربية وجاء فى أحد مقالاتها، إنّ من جملة (أحرار العرب…) الذين (خرجوا..؟) من الحزب السوري القومي الاجتماعي. يوجد السادة خليل الشيخ، واسكندر مسوح، وصبري عبدالخليل، وحالما اطّلع هؤلاء الرفقاء على هذه النشرة. أبلغوا إدارة جريدة الزوبعة استنكارهم لهذه الأكاذيب ورجونا ضحدها علانية لتسفيه السفهاء وردّ كيد الكذَبَة المنافقين إلى نحرهم.
فجريدة الزوبعة تثني على قومية الرفقاء خليل الشيخ وصبري عبدالخليل وإسكندر مسوح، وأكبر دليل على ثباتهم في القومية السورية الاجتماعية وإيمانهم بانتصارها وقداستها وقوف الرفيقين الشيخ وعبدالخليل، خطيبين في المأدبة الفخمة التي أقامها السوريون القوميون الاجتماعيون على شرف معالي الزعيم بمناسبة وجوده في العاصمة قادماً من توكومان، وما تكلما به فى التظاهرة المذكورة دلالة على ثباتهم وتعلقهم بمبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي، وزعيمه المفدى.
وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا الهزء بعقلية مصدّري تلك الورقة، ومن هم على شاكلتهم، ممن يظنون أن خروج واحد أو أكثر من الحزب السوري القومي الاجتماعي، أكان خروجاً طوعيًّا أم طرداً، مما يعرقل سير القضية وإفهاماً لهؤلاء السفهاء نقول إنه لا يؤلمنا خروج فريق مهما كان عدده، بأكثر مما يضحكنا اعتقاد بعضهم أنّ انضمام واحد أو أكثر، أم خروج واحد أو أكثر، دلالة على صواب قضية ما أو بطلانها. فإدارة الحزب السوري القومي لا يهمها عدد المنضمين ولا المنفصلين، بل كل ما يهمها مبلغ الشعور بالحاجة إلى قضية ومقدار فهمها والقلوب الكبيرة التي تعتنقها والضمائر الحية التي تعتقد بصلاحيتها. فكثيرون هم الذين ينضمون إلى القضية، ولكن قلائل هم الذين يعرفون قدسية التضحية بالأنانية وحب الذات في سبيل انتصار هذه القضية التى يتوقف عليها حياة أمة بأسرها.
نكتفي الآن بهذا الإيضاح الوجيز على أن نأتي فى العدد القادم على بحث أوفى لهذه القضية.
الزوبعة، بوينُس آيرس،
العدد 80، 4/9/1944