رئيس الحزب : دمشق ستعود قوّة ثابتة في الإقليم

“لعن الله من أيقظ الفتنة” عبارة اعتاد ان يرددها اللبنانيون عند كل مفصل أمني يمرون به في كل مناطقهم وبين مختلف طوائفهم واحزابهم ومشاربهم. ولربما كان الاستخدام الاخير لهذه العبارة مترافقا مع الانتخابات الرئاسية السورية من لبنان، التي بدأت ملامح الفوضى التي رافقتها تظهر منذ الايام القليلة السابقة لها، وتوجت بالاشتباكات المتنقلة في مناطق لبنانية متعددة كان ابرزها اوتوستراد “نهر الكلب” حيث حضرت العصي كاداة مواجهة في يد الاطراف المتشابكة.

ولربما يكون المشهد الاكثر ازعاجا بالنسبة للمعترضين على حركة الناخبين السوريين، هو رفع صور الرئيس السوري بشار الاسد التي تنقلت في مواكب سيارة على وقع الهتافات المؤيدة والمناصرة “لسوريا الاسد”.
كادت مظاهر الفتنة تحط رحالها على الاراضي اللبنانية لاسيما في عاصمة الشمال طرابلس التي وعلى ما يبدو لن يتوقف البعض من استخدامها كصندوق بريد دائم الصلاحية.

انتصار سوريا يدفع الفريق اللبناني الخاسر الى خلق التوتر

في هذا الاطار يتحدث لـ “لبنان 24” رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور ربيع بنات، قائلا: “إن ما يحصل في لبنان مرتبط ارتباطاً جذريّاً بما يحصل في الإقليم.

أوّلاً هناك انتصار عسكري سوري كبير على الإرهاب، تلاه انتصار سياسي متمثّل بعودة الجميع إلى دمشق، وهذا الانتصار سيتمّ تتويجه بالانتخابات الرئاسية السورية، التي ستليها مرحلة جديدة من عودة سوريا لتعلب دورها كقوّة ثابتة في الإقليم بقيادة الرئيس بشار الأسد، ولتكون عامل توازن ورأس حربة في مواجهة العدوّ الإسرائيلي ومشاريع التقسيم، بالتوازي مع الحوار النووي الإيراني والحوار السعودي- الإيراني والدور الروسي المتعاظم.

وتزامن ذلك مع مشهد الانتصار التاريخي الذي سجّله شعبنا البطل في فلسطين وبدء العدّ التنازلي لنهاية الدولة اليهودية الزائلة. كلّ هذه المعطيات تجعل من الفريق الخاسر في لبنان وخارجه، يدفع نحو توتير الأجواء وافتعال الفتن في محاولة بائسة لقطع الطريق على هذه التحوّلات، لا سيّما عودة سوريا للتركيز على الملفّ اللبناني بعد سنوات من الانشغال في مواجهة العدوان”.

واضاف بنات ان “ما شاهدناه من اعتداء على الناخبين السوريين قامت به مجموعات تابعة لحزب القوات اللبنانية ،وهو سلوك نبذه اللبنانيون والمسيحيون بشكل خاص.
كما اشتركت في هذه الأعمال في مناطق البقاع الأوسط وعلى الساحل الجنوبي، بقايا مجموعات طائفية إرهابية منهزمة في المعركة السورية. وكان الأبرز من بين هؤلاء هو تحريض أحد النواب السابقين في عكار على النازحين.

أما الهدف فهو افتعال فتنة لبنانية ــ سورية ودقّ الأسافين بين أبناء الشعب الواحد، تعوّض الفريق الخاسر عن سقوط رهاناته الساقطة. فهذا الفريق راهن طويلاً على استثمار النازحين لابتزاز دمشق مشتركاً في أجندة دولية وعرقل مشاريع عودتهم إلى بيوتهم، وسعى دائماً لاستخدام النازحين في معاركه الدونكيشوتية مع قوى المقاومة، التي بات لديها اليوم سجّل ناصع من الانتصارات وقدرات عسكرية كبيرة تستطيع عبرها حسم أي معركة”.

ضغوط مورست على الناخبين السوريين لمنعهم من الاقتراع
أما عن نسب الاقبال على الانتخابات الرئاسية السورية من لبنان فيؤكد بنات “نحن ليس لدينا معلومات عن نسبة إقبال منخفضة، لكن لدينا معلومات عن ضغوط مورست على النازحين من قبل قوى طائفية في أكثر من منطقة لمنع الناخبين من التوجّه إلى السفارة.
وبلا شكّ فإن الاعتداءات أثّرت في نسبة الإقبال، خشية التعرّض للقادمين إلى اليرزة . وهنا لا بدّ من شكر الجيش وعناصر المكافحة على الأداء المهني في العمل حيث لم يسجّل أي إشكال ومن الواضح أنه تمّ الاستفادة من تجارب انتخابات العام 2014

بعض الوجوه اللبنانية تعتاش من أموال النازحين
وعن الاصوات التي طالبت بعودة كل نازح ينتخب الرئيس بشار الاسد الى سوريا فيرى بنات ” آلية العودة معروفة وهي التنسيق الكامل بين الدولة اللبنانية والدولة السورية وعبر القنوات الرسمية الفاعلة من الأمن العام إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وطبعاً المبادرة الروسية.

أما الكلام التحريضي فهدفه تخويف النازحين، ومن يطلق هذه المطالبات الهادفة إلى إيقاع شرخ بين أبناء الشعب الواحد، هم ذاتهم من منعوا النازحين من العودة إلى بيوتهم التي تركوها بسببب المجموعات الإرهابية، خدمةً لأجندات دولية عملت على مدى سنوات على شيطنة الدولة السورية. إن هذا الملف هو ملفّ حساس يجب التعامل معه من منطق الأخوة ووحدة الشعب الواحد ومصلحة لبنان ودمشق معاً، لذلك لا بدّ من التنسق الرسمي الكامل ويمكن العمل عليه من دون انتظار الحل الشامل، المهم النوايا والابتعاد عن استغلال أبناء شعبنا. والازمة الكبرى هي شبكة الفساد المنتشرة في أوساط المنظمات الدولية وبعض الوجوه اللبنانية التي تعتاش على أموال النازحين ولا تريد إنهاء هذا الملفّ، وبالقرارات الأميركية الهادفة إلى استمرار الضغط على دمشق”.

لا يهمّنا المشاركة في الحكومة
حول الملف الحكومي، يقول رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي “إن تأخير تشكيل الحكومة أسبابه داخلية وخارجية. داخلياً، لا بدّ من حسم اسم رئيس الحكومة المقبل واختيار شخصية وطنية يمكن أن تقود حكومة إنقاذ.
ونحن كحزب لا نرى أن الرئيس سعد الحريري جدير بهذه المهمّة كما أكّدت عشيّة تكليفه، على الرغم مخالفة الكتلة القومية النيابية لقرار الحزب، الذي أثبتت الأحداث صوابيته. والحكومة المقبلة لا يمكن أن تحقق أي إنقاذ إذا تحكمت بها عقليّة المحاصصة، بل عقلية المشروع الوطني الاقتصادي وليس الاستمرار بذات العقلية القديمة باقتصاد وهمي قائم على الخدمات يهمل الزراعة والصناعة ويهدر الموارد الطبيعية.
أمّا خارجياً، فهناك تحولات كبرى ستنعكس علينا، ومن المبكر التكهّن بشأنها. لذلك من الأفضل أن يتم تشكيل الحكومة بقرار محلّي ولا نتتظر تحولات الخارج لان الوقت يداهم وأبناء شعبنا يعانون الأمريّن”.
وعن حصة القومي في الحكومة المقبلة يقول بنات “نحن كحزب لا يهمّنا المشاركة في الحكومة إذا كانت حكومة محاصصة لأنها لن تكون منتجة أصلاً، ولكن إذا كان هناك حكومة إنقاذ حقيقية فلا بدّ أن نكون ممثلّين فيها لأنه لدينا الكثير من الأفكار لكي نقدّمها في سبيل إنقاذ البلد وإنقاذ شعبنا”.

حان وقت التخلص من التنفس الاصطناعي
وعن الوضع الاقتصادي الحالي يشير بنات الى ان “لبنان عاش طويلاً على التنفّس الاصطناعي وحان الوقت لبناء اقتصاد حقيقي من ضمن سوق مشرقيّة مشتركة مع عمق لبنان القومي من دمشق إلى عمان وبغداد ومنها إلى آسيا ومن لبنان إلى أوروبا وإفريقيا، بما يضمن تعاوناً كاملاً في البنى التحتية اللازمة من سكك الحديد إلى أنانيب النفط والغاز لأن هذا هو الحلّ الوحيد والزراعة والصناعة والسياحة، ولا حلول اقتصادية لأي دولة من دول الهلال الخصيب من دون التكامل مع دول الهلال الأخرى، ونقصد هنا بيروت ودمشق وبغداد وعمان”.

ويختم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي قائلا “بكل الاحوال، سيكون لدينا كلام إضافي حول هذا الأمر صباح يوم الأحد خلال إحياء حزبنا لذكرى المقاومة والتحرير في شارع الحمرا”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى