لا مفر من النجاح
في جميع أنحاء الوطن القومي الاجتماعي توجَّه إلى افراد الحزب القومي الاجتماعي أسئلة: أين أنتم؟ إنّ الشعب ينتظركم! أنتم أمل الأمة الوحيد! فقد أفلس من جميع شعوذات أصحاب لوائح العقاقير والعلماء النايورجعيين ومكتشفي الكوارث بعد وقوعها والخائنين بشرف وتشكيلات الحزبية الدينية ومعتقدي “القوميات” الدينية والإقطاعيين الذين يريدون إلغاء الإقطاع والطائفيين الذين يريدون القضاء على الطائفية. أسرعوا! أسرعوا!
إنّ الأمّة السورية بأسرها ترتقب الساعة التي تنتصر فيها الحركة القومية الاجتماعية انتصارها العظيم، وتسير جيوش الزوبعة القومية الاجتماعية الحمراء لتمحو العار الذي أنزلته الرجعة والنفسيات المريضة والقضايا اللاقومية في الجنوب في فلسطين.
إنّ الأمة بأسرها ترتقب تلك الساعة الرائعة. والذين يرتقبون بإيمان لا يلجّون كالذين كفروا بأمتهم ووطنهم، بل يقبلون ويؤيدون وينتظمون في صفوف النهوض، ويصبرون بأمل ورجاء، وليس بقنوط ويأس كما يفعل الذين لا عقيدة ولا قضية لهم. وما أكثر العائثين في شعبنا بلا عقيدة وقضية، المحبين أكل الكستناء المشوية من أيدي غيرهم! ما أكثر هؤلاء اللجوجين الملحفين الذين يظنون بناء المجد حلماً لذيذاً يستفيقون فيجدونه واقعاً أحدثته قوة خارجة عن الطبيعة!
الحركة القومية الاجتماعية ليست حركة مظاهر ولا تشكيلة مساومات وليست قضيتها حل مشكلة استياء خصوصي. إنها حركة إنشاء وبناء، وقضيتها هي قضية حياة المتحد الاجتماعي ـ حياة الأمة كلها ومصيرها.
الحركة القومية الاجتماعية ليست اعتباطية ولا مستعجلة مبتسرة. إنها لا تخشى أن تسبقها التكتلات النايورجعية والتشكيلات الاعتباطية، لأن القضية الصحيحة التي لا يمكن أن يقوم بناء قومي متين، جميل إلا على اساسها، هي قضيتها هي ـ هي القضية القومية الاجتماعية فلن يسبقها إليها مزور أو مزيف!
الحركة القومية الاجتماعية حركة حقيقية، فهي لا تطلب الأوهام ولا تشتغل في الأوهام ولا تسعى إلى سراب!
لا يوجد شيء في العالم يمكن أن يخيف الحركة القومية الاجتماعية، لأنها حركة قوة وانتصار ـ إنها حركة قوية منتصرة!
إنّ الذين اتخذوا القضايا الواسطية سلّماً يرقون عليها إلى مآربهم الخصوصية قد يصلون إلى الحكم ـ قد يصلون إلى مآربهم ولكنهم لا يتمكنون من إيصال الشعب إلى خيره، ولا من إيصال الأمة إلى مجدها، فلا يوصل الشعب إلى خيره والأمة إلى مجدها إلى حركة الشعب ونهضة الأمة ـ النهضة القومية الاجتماعية.
إنّ هذه الحركة هي حركة الشعب لأنها حركة العمال والفلاحين الكادحين الذين حررتهم القومية الاجتماعية من الخمول والذل والاستسلام لينتجوا بايديهم ومعاولهم خير شعبهم ولينالوا، بفضل جهادهم القومي الاجتماعي، حقوق حياتهم الجيدة التي لا يمكن أن يمنّ بها عليهم أحد من الإقطاعيين والمشعوذين، ولا يليق بإبائهم وعزة نفوسهم أن يقبلوها منحة وتحناناً من إقطاعي أو راسمالي أو مشعوذ، ولا يليق بشرفهم القومي الاجتماعي أن يقبلوها هبة أو وعداً بهبة من دولة أجنبية تسوقهم إلى أغراضها ومطامعها السياسية!
إنها حركة الشعب لأنها حركة أصحاب المهن الحرة والمثقفين الذين يعملون ليل نهار في الإنتاج الذي لا يدعمه راسمال ولا تحميه حكومة، والذين حررتهم الحركة القومية الاجتماعية من الفوضى ليعملوا بعقولهم وفنونهم لعهد جديد تزول به الفوضى والمخاوف والشكوك غير متسكعين ولا مستجدين!
إنها حركة المواهب القومية الاجتماعية في خدمة الأمة وحركة موارد الأمة في النظام الجديد الذي يجعل هذه الموارد موارد خير وصحة وفلاح ونعيم للمجموع القومي!
إنها الحركة التي تمكّن الأمة من الوقوف في وجه البلوتوقراطية ـ الرأسمال الأجنبي الذي لا يستعبد فئة واحدة من فئات الشعب بل يستعبد الأمة كلها ويسيطر على مواردها بواسطة ما يلقيه إلى حلفائه من فيض خيره فيتلقفونه تلقف الذليل معفِّرين الجباه ومنزلين أمتهم في مهاوي الفقر والذل والعار!
إننا حركة الشعب. إننا نثق بالشعب الذي احتقره السياسيون وتلاعب بمقدراته الإقطاعيون وخانه المثقفون في ثقافة الاستعمار والرجعة. فنحن من الشعب ونعمل في الشعب لأجل الشعب. إننا نحتقر الاستناد إلى النفوذ الأجنبي الذي يعتمده دهاقنة السياسة الرجعيون الإقطاعيون ليسخّروا الشعب للقضايا الغريبة ولا نعتز إلا بالشعب.
الحكومات تأتي وتذهب أما الشعب فيبقى!
ليست قضيتنا قضية حكومات، بل قضية شعب ـ قضية أمة ـ قضية خير وفلاح ووعز قومي اجتماعي.
إنّ لبنان التعب من التدجيل والقضايا المقلوبة بجد الإنقاذ والصيانة والعز في النهضة القومية الاجتماعية ـ هذه النهضة التي تحرره بأنوارها من المخاوف والتقلص والتلاشي وتجعله قوة فاعلة تثق بالمصير القومي الاجتماعي.
إنّ بناء النفوس في النهضة القومية الاجتماعية ينقذ لبنان من ذلك التلبنن الاستعماري الرجعي، ويقيم الحقيقة اللبنانية، ويزيل عن الأرزة اللبنانية الجليلة صبغة السخافة والانحطاط التي صبغتها بها فئات الاستسلام للأمر المفول، والعمل بالإرادات الأجنبية، ويعيد إلى اللبنانيين حقيقتهم وكرامتهم ويُنهض سورية كلها ويوجه العالم العربي نحو التعاون والخير.
لم تجابه الحركة القومية الاجتماعية معضلة في الماضي إلا وخرجت ظافرة، ولن يعجزها في المستقبل ما لم يعجزها في الماضي. إنها حركة صراع لأنها حركة حرية، وحركة انتصار لأنها حركة حق!
ألا لو شئنا أنّ ننفر من النجاح لما وجدنا منه مفراً!
الجيل الجديد، بيروت،
العدد 10، 17/4/1949