الرسَــالة 14 – ادويك


حبيبتي !
لم يردْني أمس كتاب منك وكنت في شوق زائد إلى رسالة تأتيني فتنعشني وتخفف عن نفسي. لم أتمكن في الأسبوع الماضي من إرسال كتابي إليك بالبريد الجوي لتأخري عن موعده فأرسلته بالبريد البرِّي فعسى ألا يكون قد بقي في الطريق كما حدث لكتاب سابق.
يظهر أني قد أضطر لتأخير سفري إلى أواسط مارس،لأن الحزب يحتاج إلى تثبيت مؤسساته والأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم في غيابي الطويل.
صحتي تتحسَّن ببطء وأعصابي قد ارتاحت نوعاً، وأُقدّر أني أستعيد نشاطي كله في خلال الشهر القادم، وهكذا أصبح مستعداً للرحلة ومشاق السفر.
ليس في مجرى الأمور شيء غير عادي سوى حادث الكاتبة الكبيرة “مي” التي زرتها منذ ثلاثة أيام في مستشفى ربيز. وترين قضيتها في “النهضة”. وقد اهتممت لأمر هذه الأديبة التعسة وبذلت المساعي في دوائر القضاء وفي المفوضية الفرنسية وأودّ أن تنجح هذه المساعي وتنقذ الأديبة.
سأكتب إليك مطوّلاً عاجلاً. وأودُّ ألا تقف الرسائل بسبب بعض الـتأخر الاضطراري من قبلي.
أتمنى أن تكوني بصحة جيدة نشيطة، قوية، كما وعدتني.

سلامي للجميع. ولكِ حبي وقبلة شوقي

(التوقيع)
في 21 يناير 1938

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى