مذبحة «دير ياسين»… امتدادٌ تاريخيّ لوحشيّة العدوّ
دير ياسين قرية فلسطينيّة ذات موقعٍ استراتيجيّ، تطلّ على الضّواحي الغربيّة لمدينة القُدس الّتي قضم غالبيّتها الاستيطان اليهوديّ، كما تبعد حوالي كيلومترين شمالاً عن الطّريق الرّئيسي للقدس.
بعد صدور قرار تقسيم فلسطين، شرعت القيادة الصّهيونيّة والعصابات اليهوديّة الإرهابيّة تنفيذ الخطّة «د» القائمة على أساس التّطهير العرقيّ، والّتي بدأت فعليّاً في الرّابع من نيسان 1948، وفي 19 نيسان 1948 بدأ إرهابيّو منظّمتي «إرغون» و«شتيرن» وبضوءٍ أخضرٍ من عصابة «هاغاناه»، عمليّة إبادة جماعيّة استهدَفت أهالي قرية دير ياسين حيث لم يسلم منهم إلّا قلّة قليلة حيث هاجمت العصابات اليهوديّة القرية فجراً من جميع الجهات، لكنّها ووجِهت بمقاومة شرسة من قبل أبناء القرية، فقامت باستخدام مدافع الهاون وأُمطِرت القرية بحمم الموت حتى سهل احتلالها.
وفي هذا السّياق، يصف أحد مرتكبي المجزرة في إطار تصوير فيلم وثائقيّ للمخرجة الصّهيونيّة «نيتع شوشاني» آليّة الهجوم الّتي اعتمدوها قائلاً: «لم نكن هناك بقفّازات من حرير، بل دخلنا منزلاً إثر منزل، نلقي مادة مُتفجّرة والسّكّان يهربون، تفجير يتلوه آخر، وفي غضون بضع ساعات لم يعد نصف القرية موجوداً».
وبحسب شهادات عديدة، قتل الإرهابيّون في هذه المذبحة «كلّ متحرّك»، ثم اقتادوا الأسرى وطافوا بهم شوارع القدس بظروفٍ مهينة، كما عملوا على التّنكيل بجثث الشّهداء.
كما تختلف الرّوايات حول عدد الضّحايا، فبعضها يحصي ما بين 250 و300 شهيد بينما يؤكّد مؤرّخون فلسطينيّون أنّ الإحصائيّات اليهوديّة عملت على تضخيم الحدَث لبثِّ الرّعب في نفوس الفلسطينيّن وتهجريهم من دون قتال في القرى الأخرى في إطار الحرب النّفسيّة.
وقد حاولت العصابات اليهوديّة إخفاء الجريمة الإنسانيّة الّتي ارتكبتها عن عيون العالم في البداية، ثمّ عادت وتفاخرت بسقوط «دير ياسين» فأقامت بعد حوالي عامٍ من تاريخ المجزرة احتفالاً على أنقاض القرية المنكوبة لتكريس احتلالها.
أمّا اليوم، فتعود الذّكرى الـ 74 لمذبحةِ «دير ياسين» لتذكّر شعوب العالم بنهج الهمجيّة الصّهيونيّة وتكشف زيف الادّعاءات الغربيّة الحقوقيّة والسّياسيّة الّتي تحمي الاحتلال وتغطّي جرائمه اليوميّة ومجازره بحقّ شعبنا وأرضنا وحقّنا في الحياة والحريّة.