ملحق رقم 2 خطاب الزعيم في بشامون 3/10/1948
أيها القوميون الاجتماعيون،
قد أمَمْنا اليوم بشامون لأن بشامون كانت ليس فقط رمزاً لمبدأ وعقيدة، وقوة، بل لأنها كانت قوة عظيمة على صغرها، جبارة على قله عددها من قوى نهضة قومية اجتماعية تمثّل فيها حياة أمة عظيمة.
قد أممنا بشامون… في زيارة أولى مني إليها بعد زيارتي الأولى التي قمت بها في ليل داج، في غفلة مما تسببت به الأحداث الخطيرة. قد أممناها في هذه الزيارة الأولى بعد تلك، إظهاراً منا لعظمة ما في بشامون وما ثبت في بشامون عام 1943.
عُرفت بشامون ولا تزال معرفتها معرفة ناقصة جداً. إنّ بشامون الحقيقة هي بشامون التي وقفت [هي] نفسها، التي وضع شبابها أرواحهم على أكفهم وقابلوا الموت. إنّ بشامون هذه هي بشامون معقل الحركة القومية الاجتماعية. لقد نهضت بشامون في ذلك، ونهضت معها عين عنوب. ليس باسم الاستعباد. لم تنهضا باسم الذل والانقياد. وباسم غضبة الحرية والعدالة. نهضتنا للدفاع عن نقطة كان يجب أن تبقى حرة باسم الحركة التي يجب أن تسير لحماية أمة تألّب عليها الأعداء ليخضعوها أبد الدهر.
في تلك الوقفة سمت بشامون التي نجتمع فيها مع بشامون كل قلب، قلب من أحبنا وقلب من أحب لنا السوء.
في تلك الوقفة التي فعلت، وقفت النهضة السورية كلها. انتصرت هذه النهضة العظيمة انتصارها الأول، وحققت فعلاً هاماً جداً، وإن يكن قد بقي ناقصاً. حققت انتصاراً في نزاع حياة أو موت. حققت تنفيذ سيادة الشعب.
تلك كانت وقفة أولى. ليس بشامون فقط. بل النهضة السورية القومية الاجتماعية في بشامون. وفي المرة الثانية، في تلك المرة حين زرتها في دجى ليل وفي غفلة من الناس، وقفت بشامون مرة أخرى، وقفت بشامون هذه المرة لتكمل ما بقي ناقصاً في الوقفة الأولى لتجعل من علم الاستقلال في هذه الأرض، ليس بيارق زينة… بل أفياء حرية حقيقية لكل من يعيش تحت هذه السماء.
في هذه المرة أيضاً وقف القوميون الاجتماعيون لا في بشامون وفي عين عنوب، وفي هذه المرة أيضاً وقفت معهم النهضة السورية القومية بأسرها، لأن النهضة، لأن القوميين الاجتماعيين في كل البلاد السورية وقفوا معهم وآزروا هذه الوقفة التي وقفها القوميون الاجتماعيون في بشامون.
وكما في المرة الأولى انتصرت إرادة الحياة الحرة على إرادة الاحتيالات على سيادة الأمة وحقها في الحياة..
في هذه المرة أيضاً انتصرت هذه القوة الصغيرة بعددها الصغير، بإيمانها بفعاليتها. انتصرت النهضة السورية القومية الاجتماعية على رجعية كانت ولم تزل أدهى من احتلال أجنبي كان يسيطر في البلاد.
في هذه الوقفة حققت النهضة القومية الاجتماعية في بشامون مبدأ يجب أن يبقى واضحاً في ذهن كل حي: إنّ الحياة كلها وقفة عز فقط.
إنّ الإنسان عندما يتجرّد من العز ينحط إلى أدنى من دركه الحيوان، لأن الحيوان يرفض أن يعيش إلا بالعز.
في ذلك الصراع وحيث تقدمت إلينا مساومات لكي يسلّم الزعيم ولو تسليماً رمزياً لمدة لا تزيد ساعات شرط أن تؤمن سلامة الزعيم أجبتهم إنّ سلامتي في نظري تعني لي هذه التكة ـ (وفقش أصابعه).
أجل إنّ سلامتي لم تكن ولا تعني لي إلا تكة (إصبعين). إنّ ما يعني لي شيئاً يمكن أن أتمسك به بكل قواي فهو مبادىء النهضة السورية القومية الاجتماعية. وزدت في جوابي قائلاً: ـ في الأخير إنّ مسألة الصراع الحاضر ليست مسألة سلامة الزعيم، إنها مسالة سلامتي وسلامة الذين يهاجمونني… أما سلامتي فقد عرضتها من زمان فيبقى أن تسالوا الذين يريدون أن يهاجموني إذا كانوا يريدون أن يعرضوا سلامتهم.
قلت ذلك مؤمناً بكم أنتم… أنتم الذين أصبحتم جيش نهضة حقيقية. وباستحقاقكم أن تكونوا جيش النهضة استحققتم أن تكونوا أمة حية ناهضة… قلت ذلك مؤمناً بأن هؤلاء الرجال والنساء الذين جعلوا مبادىء النهضة السورية القومية الاجتماعية تعبيراً صافياً صادقاً عن وجودهم وعن جمال نفوسهم، وعن حقيقة كيانهم هم جماعة لا يبيعون الشرف بالسلامة ولا العز بتجنب الأخطار.
وفي الأخير انتصرت النهضة السورية وانتصر مبدأ العز. وبهذا الانتصار نجتمع اليوم أحراراً أعزاء كما اجتمعنا في الماضي باسم نهضتنا. وهذه الانتصارات ليست لنا وحدنا، بل لأبناء شعبنا جميعهم الذين يعطوننا لجهلهم، أما نحن فنحررهم بحملنا ومعرفتنا.
أيها القوميون…
إنّ طريقنا، طريق طويلة لأننا حياة لن تزول، إنها طويلة لأنها طريق الحياة. والحياة هي جوهر فاعل مستمر وهي قيمة الوجود. فما دامت الحياة تسير فعملنا لا ينقطع. عملنا يستمر لأن مشاكل الحياة الحرة لا تنقطع.
إننا حاربنا الاحتلال الفرنسي سنوات عديدة. حاربنا ذلك الاحتلال غير معتمدين إلا على قوانا وجهودنا فقط.
وعندما ارتمي الاحتلال الفرنسي في البحر، كنا نحن المنتصرين الحقيقيين، الذين عملوا باستقلال حقيقي عن كل إرادة أجنبية. أما الأحزاب التي جسدت الحزبيات الدينية في هذا الموطن فكان ما تضمنته تعلن فيه دون حياء أو خجل أنها موجودة للتعاون مع الأجنبي المحتل. فبالصداقة والتعاون مع الأجنبي تظاهرت بالأخير، وبعد أن انقلب ذلك أو أوشك أن ينقلب ولم يعد شك بأنه سينقلب، خرجت تلك الأحزاب تمشي في ساحات بيروت مدعية أنها هي كانت تحارب الاحتلال.
إنّ أزكى الشهادات في الحياة هي شهادة الدم، والدم الوحيد الذي سفك في الحرب الأخيرة هو دم سوري قومي اجتماعي.. مع ذلك أيها الرفقاء إنّ مهمتنا لم تكن فقط محاربة الانتداب الفرنسي أو الاحتلال.
في رسالتي (من السجن) إلى محام تبرّع في الدفاع عن الحزب في ذلك الحين لأنه كان مستاء من الانتداب ـ انقلب على الحزب عندما رضي عنه الانتداب ـ في رسالة مني إليه قلت: ـ إنّ الانتداب لم يكن الدافع الوحيد.
إنّ نفوساً بدون هذا الإيمان، بدون هذه الثقة، إنّ نفوساً تمكّن منها الوجل (أو عدم الخجل)، فقدت كل معنى للحياة… نحن منذ البداية لنا كل ثقة بالنفس وبالحياة.
ورغم المخاوف التي تجسمت (أو تضخمت) في الأوساط اللبنانية… نحن نقول للبنانيين: ـ نحن لا ننزعج ولا نزعج الكيان اللبناني.
نحن نؤمّن للشعب حياة حرة من الآن وإلى المستقبل. نحن ننظر إلى أن يكون انتصاره بنا نهائياً. نحن ننظر إلى تلك الساعة ليتقدم الذين حاربنا لهم بدون خوف ويطلبوا هم المجد الذي نريده لهم.
هذه نقطة من نقاط عملنا وهنالك آخر في الاجتماع والاقتصاد إلخ…
الشعب، يكاد يزهق من فقدان المواسم ومن خراب اقتصاده (حيث) يقوم دجالون في الاقتصاد والأزمة، يوهمون الشعب أنّ هذه الأزمة تزول بتدبير أخرق… يعللون الناس كما كانت تعلل المرأة أطفالها بالحصى أن تنضج… والحصى لا تنضج.
“طبخة بحص”.
في صفوف كل فئة ماذا تجد؟ هل حققت هذه إصلاحاً واحداً يبرز إلى الوجود، حقيقة إصلاحية واحدة. إنّ برهانها من عملها… نحن برهاننا من عملنا، نبرز ما عملنا وليأتوا هم بما عملوا.
باسم مبادىء الحركة، نحن كنا أول اللبنانيين وأحسنّا العمل في توحيد الشعب في لبنان. ونعمل إلى أن نوحّد سورية كلها. وماذا يحدث للبنان؟ يكون لبنان في ذراها…
نحن وحّدنا سورية قومياً أما سياسياً فهذا متروك لأهل السياسة. ولا تزال هنالك أسباب عائقة للتوحيد السياسي “قياساً على مفهوم السياسة”… إننا لم نمس منه شيئاً وليطمئن السياسيون في ذلك.
إنّ هناك مخاوف تعشش في أدمغة بعض الناس. وهؤلاء الناس حريصون أن يكونوا… في الخوف. ينشرون الخوف شمالاً ويميناً ويقنعون الناس بأن الخوف أفضل طريق للحياة.
نحن ندرك أنّ مخاوف عششت في أنفس تعودت الجبانة ولم تقف في حياتها وقفة عز قط. نحن نعرف ذلك ونعرف أنها تبني الخوف تنشره شمالاً ويميناً، ونعرف أنها لا تقدر أن تصمد…
قد آزرنا حباً لا تزلّفاً إلى صداقة ولا إلى أي خير شخصي. ونحن نعمل لإصلاح الشعب. وقد برهنا، ليس بالمقالات الطويلة في الجرائد ولا بالخطب تلقى بأدوات مستأجرة ولا بأي شكل من الزخرف السطحي، بل بالأفعال والحقائق…
… إننا نهضة إصلاح لأحوال هذه الأمة. وبرهنّا بالأرقام والأعداد. برهنّا لا باحتجاجات…
… سرنا نحقق الإصلاح الحقيقي نجمع الشعب… أمة واحدة بإرادة واحدة بقيادة واحدة نحو المجد والعز.
قد حققنا بالفعل ما عجز عن تحقيقه جماعات ادّعت أنها جماعات إصلاح. والحقيقة… لم تكن إلا جماعات طلاح تنادي بالإصلاح على أسس فاسدة، وكيف يبنى على الفاسد صحيح؟
تنادي فئة أنها للبنان وأنّ اللبناني وحده متفوق. لا يضم إلى لبنان إلا طائفتين ـ فئتين فئة تعلن أنها للعرب. وأنّ العرب تعدّ سبعين مليوناً وتضم قارات بلا رابطة جغرافية ولا تحقق إلا نجاحاً طائفياً. وحزبية أخرى وهي التي تحاول أن تخترع قومية…
كانت تلك الحرب طبيعية ضد كل إرادة يمكنها أن تجدي بإلغاء سيادة الشعب، إذلال الشعب، تحوّل حريته إلى استعباد يطل فيه حراس وطنيون… أما وراء الستار سادة… لذلك لا تزال حربنا طويلة.
نحن لم نعادِ لا عهداً ولا رجال عهد، ولا تدخّلنا في خصوصيات شخصية ولا حاربنا فرداً من الأفراد. بل نحن آزرنا الذين تحولوا في الأخير إلى الموقف الذي كنا نقفه… آزرنا في كل خطوة… رغم الصفعات التي وجهت إلينا… ونحن اليوم لا نزال كما كنا في…. الماضي لا نزال.. في خطتنا الأولى.
قد نتلقى صفعات… ونؤازر كل من أراد لهذه الأمة خيراً. وأول (ما يطلب منه) أن يحترم حرية الشعب. حرية الفكر… يجعل هذه الأمة قوية حرة سيدة متفوقة.
وأنا بعد في الأرجنتين، أرسلت في رسالتي التي تليت عليكم في “يوم الإصلاح” (1946) تحية إلى الذين تسلموا الحكم ليطمئنوا إلى أنّ قوة هذه النهضة… بوجوب طرد الأجنبي…
نحن رجوناهم، لا رجاء ضعفاء بل رجاء أقوياء. ورجاء القوي يزن أضعافاً، إلا ما لا نهاية له عما يزن رجاء الضعيف.
نرجوهم ونحن قد برهنّا لهم حين آزرناهم في الشدائد وفي المواقف الحرجة أن يسمحوا لنا أن نؤازرهم أيضاً… وإنّ منا من مشى إلى انقاذهم حين لا يمكن أن ينقذوا إلا بمبادىء الحركة السورية القومية الاجتماعية. بمبادىء النهضة… قد نحاربهم أحياناً. وكنا نحارب حرب الأخ لأخيه من أجل عزه وشرفه. ولكننا لم نقصد قط أن يكون الخير الذي نقصد إقامته لنا ولهم جميعاً، لم نقصد قط أن يحرم أحد منه…
إنّ أدلة كثيرة مما جرى في هذا الوطن تثبت، ليس لنا فقط، بل أيضاً للذين طال الأمد عليهم ليقتنعوا أنه لا إنقاذ للبنان ولا لأية بقعة من وطن الأمة السورية، إلا بهذه النهضة ومبادئها المحيية… المثل الأخير الذي كنا نود أن لا نكون احتجنا إليه في بحث عملية الإنقاذ، هو هذا الشاهد المرّ المحزن المفجع فلسطين الشهيدة. فقبل أن تقع الكارثة صحنا بالناس وقلنا إنّ الكارثة وشيكة… رأينا الحالة. ولم يكن هنالك قوة. وهذه النهضة تُمنع، من كتل سورية، عن السير للإنقاذ في فلسطين. وبعد دأب في إيضاح موقفنا، حمّلنا أصحاب سياسات الخصوصيات مسؤولية النتائج التي نتجت عن أعمالهم من الخراب وما سينتج بعد ذلك التاريخ..
يعللوننا بتدبير شيء من النقد النادر. اتفاقات مساومات، وكل هذه شؤون لا تمس العلة أبداً، لأن العلة في الأساس ولا يمكن أن تعمّر فوق الأساس إلا على أساس متين ولا يعمّر فوق لا أساس…
لا أساس لانفراج ضيق الناس في لبنان وفي الشام، ولا في أية بقعة من بقاع الوطن السوري إلا بمبادىء الحزب السوري القومي الاجتماعي كاملة غير منقوصة حرفاً واحداً.
إذاً نترك الذين يريدون أن يتلهوا بالقشور. تركنا لهم أن يلهوا. لم نتعرض للعبة أرادوا أن يلعبوها. لم نرمِ طاولة النرد من أمامهم. ليلعبوا… حتى كل الوقت الذي يريدون. ولقد رجوناهم مراراً. ونحن نتركهم يلعبون أن لا يعرقلوا بعض أعمال بسيطة اردنا أن نقوم بها وليس بها إلا الخير للشعب ولهم أيضاً، لأنه إن خسروا من مادة فسيعوض عليهم من المادة وفوق ذلك العز والشرف. ونحن لا نزال نرجوهم، نرجوهم أن يتركونا نستمر في بعض الأعمال البسيطة التي ابتدأناها.
لا نزعج ولا نصيح ولا نصخب لا في الصحف ولا في الشوارع. عملنا منذ البداية في الخفاء… ونفضل أن نعمل غير منظورين… نعمل بهدوء ونعمل باستمرار دون ضجيج ولا غوغاء ولا تبجح لإقامة الأسس الصحيحة التي بنيت عليها أمجاد هذه الأمة العظيمة الكريمة.
إعطاء المتهم الفرصة اللازمة للبرهان عما يفعل في سبيل الخير… ونحن… آزرنا كل فعل قام به الذين أعلنوا سينفذون… إلى أن أعلنوا الهدنة مرتين والتراجع مرات للانتهاء بكارثة لم يشهد التاريخ مثلها في هذه البلاد.
قال عدد من الساسة هنا وفي أمكنة أخرى، لماذا يقوم الناس علينا… نحن لا نزال في فلسطين. إنّ خزينا كله أننا لا نزال في هذه المهزلة. فيا ليتنا لم نكن في هذا الخزي والعار.
حين نريد أن نكون في فلسطين نريد أن نكون قضية حية، قضية حقيقية لا تخون القلوب التي تخفق من أجلها ولا تخون القلوب التي بها تخفق. وبدون قضية من هذا النوع لا تنقذ فلسطين… ولا يفتح للأمة مجال للعز والمجد.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون، إنّ الأمة السورية بأسرها، إنّ قضاياها كلها إنّ مصيرها مربوط بخفقان قلوبكم ودوران دمائكم ومتانة أخلاقكم وإيمانكم…
إنّ سورية كلها تنتظر سيركم الظافر. إنّ الساعة التي أراد أحد الخطباء أن تكون سريعة حين يعلن الزعيم أمراً بالسير نحو إنقاذ فلسطين هي ساعة يجب أن نعمل لها بإعداد قوانا. وإلى أن تأتي هذه الساعة لن نقف ساكنين البتة. إنها ساعة قوية وعظيمة لا تجر بقصيدة أو مقال… تنزل بأمنية أو شهية بل بعملكم الطويل الشاق، بصبركم، بآلامكم في بناء هذه القضية… وباستمراركم بهذا العمل الشاق تتحولوا في أعين الناس والعالم، من رأي سقيم يقول إنكم عصابة من العصابات تتحوّلون من عصابة يطاردها عدل أعوج، إلى جيش ظافر منتصر يشق لهذه الأمة طريق الحياة ونرسخ حقوقها ونقف في… في السويس إلى طوروس ومن البحر إلى زغروس والبختياري…
… إنّ الساعة تأتي نتيجة لعملنا وبنائنا. نحن نبني أنفسنا لا حزب كلام ولا حزب تبجحات شخصية بل حزب حياة وزحف، حزب قتال في سبيل قضية واحدة هي قضية أمة لا قضية أشخاص.
إنّ انتصاراتنا تشهد لنا وتشهد أننا سننتصر في المستقبل بعين الرمز الذي ثبّتنا حقيقته مرتين في بشامون ومرات في عماطور وبكفيا وايام سابقة وستأتي في أيام لاحقة ولتحيى أمتنا ويح