منفّذيّة الكورة تقيم مهرجانًا حاشدًا في أميون بذكرى استشهاد سعاده

في الذّكرى ال 72 ليوم الفداء، ذكرى استشهاد أنطون سعاده، أقامت منفّذيّة الكورة في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ مهرجانًا حاشدًا في أميون حضره نائب رئيس الحزب رئيس مجلس العمد الأمين ربيع زين الدّين، عميد الدّاخليّة الأمين إسكندر كبّاس، رئيس المكتب السّياسيّ في الحزب الأمين حسّان صقر، منفّذ عامّ البترون الأمين وهيب نصّار، منفّذ عامّ الكورة الرّفيق هنيبعل كرم، هيئة منفّذيّتي الكورة والبترون، مديرو مديريّات منفّذيّة الكورة، ممثّل اللّجنة الدّوليّة لحقوق الإنسان أديب أسعد، رؤساء البلديّات والمخاتير وحشد من الرّفقاء والمواطنين، حيث وضع إكليل من الورد على ضريح شهداء الحزب في الكورة.

وألقى نائب رئيس الحزب رئيس المجلس العمد كلمة المركز، ومنفّذ عامّ الكورة كلمة المنفّذيّة هذا نصّهما:

ها نحنُ نجتمعُ اليوم في ذكرى الثامنِ من تموز،  يومُ الفداءِ، اليوم الذي ظنَّ فيه الجلادُ أن رصاصاتَه تُطفِيءُ نورَ الشمسِ،  بدلاً من أن تطفئها، توقدت شمساً للفداءِ، وأصبحت الشهادةُ قُدوةً ومنارةً للحياةِ.

ظنوا في ذلك اليوم، انهم اذا إغتالوا سعاده يغتالون القضية، لم يعلموا أن تَآمُرَهم من أجلِ إغتيالِه يُثبِت صِحَةَ القضيةِ، وأن إستشهادَه كان مُتمِماً لرسالتِه، فهو الذي علْمَنا بأن الدماءَ التي تجري في عروقِنا، عينُها ليست ملكاً لنا، بل هي وديعةُ الأمةِ فينا متى طلبتها وجدتها.  

هي المؤامرةُ، كانت ومازالت، تعصفُ بأُمتِنا، بعناوينٍ وأشكالٍ مُتعددة، منها الأطماعُ الخارجيةُ بأرضِنا وثرواتِها، ومنها المشاريعُ التقسيميةُ الطائفيةُ والإقطاعيةُ، ومنها الفسادُ والنزعةُ الفردية التي إعتبرها سعاده “أشدُ خطراً من الإحتلال الأجنبي”، فبَنَت مصالِحَها، على حسابِ الأمةِ والوطنِ.

هذه المؤامرةُ، المتعددةُ الرؤوسِ، هي التي إغتالت سعاده في الماضي، وهي اليوم، تغتالُ شَعبَنا، وليس أمامنا سوى أن نصارِعَ هذا التنين، ونُنقذُ مجتمَعَنا ووَطنَنا من براثِنِه. 

ايها القوميون الإجتماعيون،

اليومُ هو يومُكم، تقفون في صفوفٍ بديعة النظامِ، وتناضلون على كل الجبهات، لتحموا أُمتَنا ووطَنَنا، وتقفون سداً منيعاً في وجهِ المشاريعِ التقسيميةِ، وتعملون على بناءِ وحدةِ المجتمعِ والنهوضِ به. واننا إذ نحذرُ أصحابَ المشاريعِ التقسيميةِ من زعزعةِ الإستقرارِ والعبثِ بأمنِ البلادِ، نقولُ لهم إن أمنَ الوطنِ هو خطٌ أحمرٌ، أوقفوا تحريضَكم الطائفي، وإتعظوا من الماضي الذي ذهبَ ضحيتَه الكثيرُ من أهلنا، ونُحذركم من ركوبِ أمواجِ المشاريعِ الخارجيةِ، التي سعت، وتسعى دائماً الى تحقيقِ مصالحِها على حسابِ مجتمعِنا ووطنِنا. 

إن ما نعانيه اليوم، من أزمةٍ إقتصاديةٍ، هو نتيجة هذا النظام الطائفي والمحاصصة الطائفية، وإحتماءِ الفاسدين في جلبابِ طوائِفهم، هؤلاء الفاسدين الذين أوصلوا البلادَ الى ما نحن عليه،

 كما أن ما نعانيه اليوم، هو نتيجةُ الحصارِ الأميركي الإقتصادي والسياسي، وهم يحاولون أن يحققوا بهذا الحصار ما لم يستطيعوا تحقيقَه في حروبِهم التكفيريةِ والكونيةِ على وطنِنا. هذا ونقول للأميركي، أن حصارَكم وإحتلالَكم العسكري لبلادنا يخالف كل المواثيق والقوانين الدولية، ويخالف كل شعارات حماية الحريات وإحترام إرادة الشعوب التي ناديتم بها لعقود مضت.

إن ما جرى في 17 تشرين كان مُحقاً، لولا محاولة بعضِ الجهاتِ المشبوهةِ، والأجنداتِ الخارجيةِ، تحويلِ وجهة هذا الحراكِ من المناداةِ بحقوقِ الناسِ الى المناداة بشعارات مشبوهة، تطالُ منعةَ وقوةَ البلادِ،  وتحرفُ الحِراكَ عن مسارهِ الصحيحِ.

نحن كحزب، كنا قد حذْرنا مراراً وتكراراً من الإستهتارِ بمصيرِ ومستقبلِ ولقمةِ عيشِ وكرامةِ شعبِنا، وكما حذْرنا من إستغلال الحراك الشعبي لتمرير الأجندات الخارجية،  ولم نلقَ آذاناً صاغية، لذا على شعبِنا أن ينبذَ كل الشعاراتِ المشبوهةِ، كي نعمل معاً، من خلال التحرك الشعبي، لإسقاط الفاسدين وإسترداد أموال الدولة والشعب، وبناءِ الدولة الوطنية المدنية، دولةِ المواطنة.

أيها القوميون الإجتماعيون،

كما تنكبنا في الماضي أعباءَ حمايةِ شعِبنا ووطنِنا، ها نحن اليوم نتنكبُ هذه المهمة المؤيدة بصحة العقيدة، لذا إستعدوا للمواجهة، فالطريقُ شاقٌ وطويلٌ، وعزيمتُنا لن تهون حتى إحقاق الحق.

سعاده، انت قدوتُنا، انت لم تطلب يوماً شيئا لنفسك، وكنت تقطنُ عرزالاً بَنَيتَه من أغصانِ الوزالِ والسنديانِ والصنوبرِ، اليوم، وأصبح العرزالُ يا زعيمُنا رمزاً للقضية، صدق القضية. 

سعاده، أنظر إليهم، بعد تسعين عاماً، مازال الإيمانُ يتولدُ ويتجددُ في أجيالٍ جديدةٍ. أجيالٌ إستنارت بفكرٍ ووعيٍ قومي، يرفضُ الطائفية والإقطاع والفاسدين، أينما وجدوا. إنه قانون تطور الحياة وترقيتها، ومن أراد أن يعيش في الماضي متمسكاً برجعياته، سيندثر مع مرور الزمن. رهاننا مبني على الجيل الجديد، الإنسان الجديد، الذي أراده سعاده، “الإنسان-المجتمع”.

دمتم للحق وللجهاد

كلمة منفّذ عام الكورة الرفيق هنيبعل كرم:

الثامن من تموز سنة 1949 يوم الجريمة الكبرى، جريمة ارتكبها هذا النظام الذي نعيش ويلاته اليوم، والذي كان لسعاده الجرأة ليقف ويعلن صراحة أنه نظام طائفي إقطاعي يحتقر الانسان ولا يليق بالأحرار أبناءِ الأمة، وأنه باسم هؤلاء يعلنه نظاما مجرما.

لقد أُعدِمَ سعاده لأنّ له نظرةً جديدةً إلى الإنسانِ والحياةِ والكونِ والفنّ.. لا تليق بالعبيد.

أعدِمَ سعاده لأنّه نادى بإلغاءِ تسلُّطِ الطوائفِ وليسَ الدين على الحياةِ السياسيّةِ والحقوقيّةِ والإجتماعيّةِ.

أعدم سعاده لأنّ تحديدَه للعدوّ والصديقِ لم يعجبِ العدوَّ في الخارجِ ولم يرضِ المنتفعينَ من العدوّ في الداخلِ. أليس لأجل هذه المنفعة الوضيعة وعدَ رياض الصلح الوكالة اليهودية بأنه سيخنق كلّ الحركات الوطنية والتحررية؟!

أعدِمَ سعاده لأنّه: كانت له الشجاعةُ ليقِفَ ويعلنَ صراحةً أنّ النظام الطائفيَالإقطاعيَ نظامٌ يحتقرُ الإنسانُ، وإنّه بإسمِ هؤلاءِ يعلنُه نظاماً مجرماً.

أعدمَ سعاده لأنّ روحَه روحُ مقاومةٍ وحياتَه كلّها وقفةُ عزّ.. شعارُها: إنَّ أرضاًسُلبتْ بالقوةِ والغدرِ لا تُستردُّ إلّا بقوةِ السلاحِ والشجاعةِ والإيمان.

في 8 تموز 1949 وقفَ سعاده على رملِ بيروتَ مارداً.. مواجهاً الموتَ بابتسامةٍ.. بشموخِ الأبطالِ..، هاتفاً بحياة سوريا..صرخةً أقوى من كلّالرصاصِ في الدنيا: تحيا سورية حتى الشّهادة، تحيا سورية حتى آخر حدود الأرض، تحيا سورية حتى الرمقِ الأخير..

أيّها القوميون الإجتماعيون في الكورة،

يقول سعاده: ” إنّ أزمنة من المحن والصعاب تأتي على الأمم فلا يكون لها خلاص منها إلّا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة”.

ونحن نرى أنّ هذه الأزمنة لم تغب عن الأمّة منذ ما قبل تاريخها الحديث إلى اليوم. ولكنّها تضعنا الان بالفعل أمّةً بين الحياة والموت، وفي الطريق إلى الحياة. بالنسبة لنا، طريقٌ واحد جليّ هو طريق النهضة القومية الإجتماعية؛الطريق الذي عبّده سعاده بفكره الثاقب وبدمه الزكيّ المبارك، فكانت تضحية عظيمة في سبيل أمّة ودولة عظيمتين، تضحية قلّ نظيرها بين قادة وزعماء الأمم الحديثة.

نحن نرى اليوم زماناً صعباً متعباً يأتي علينا، يحاصرنا فيه الفاسدون والمفسدون، المتاجرون بعرق الشعب وبدمه أيضاً. لقد نهبوا وينهبون، سرقوا ويسرقون، داسوا بسياسات مالية وبممارسات سياسية أبسط حقوق العيشبكرامة، جعلوا الهمَّ الاوّل والأوحد، البحثَ وبصعوبة عن لقمة العيش، عن حبّة الدواء، وعن علبة الحليب، ليحوّلوا معظم اللّبنانيين إلى فقراء أو محتاجين.

ونحن نعرف أيضاً أنّ هذا مسؤول عنه من تعاقبوا على إدارة البلد والحكومات منذ ثلاثين عاماً إلى اليوم، و أنّ إدارة شؤون الشعب والدولة كانت لسنوات طويلة إدارة فاشلة فضاعت أتعابنا بين المحاصصات الطائفية وبين فساد النفوس وارتهانها الخطير، ونعرف أيضاً أنّ وراء الإدارات الحاكمة وبعض الفئات السياسية لطالما كانت دولٌ ومصالحٌ خارجيةٌ وللأسف “اسرائيلية” الهوى أيضاً.

نحن نرى ذلك، فنحن من الناس أيضاً، يصيبنا ما يصيب أيَّ لبنانيّ، في معاشه وأحوال حياته، ولسنا نهلّل أو نطبّل لأية شخصيّة في هذا النظام البائس شاركت في نهب وإفقار اللبنانيين وتضييع جنى أعمارهم. هؤلاء مجرمون بحق الشعب، وتقتضي محاسبتهم كما يحاسب المجرمون. نحن مع الثورة التي وضع أسسها ومبادئها وغايتها أنطون سعاده ودعا إليها منذ منتصف القرن الماضي. نحن مع ثورة شعبية واعية مبادؤها هي المبادئ الإصلاحية التي خطها سعاده، والتي هي بلا مكابرة ورقة إصلاحية علمية حقيقية. راجعوها تجدوا فيها مطالب الشعب كلّها. نستغرب لماذا يغيّب المسؤولون عن إدارة البلد هذا الحلّ.

وكواحد من الأدلة على راهنية سعاده، الدعوة التي توجّه بها فخامة رئيس الجمهورية منذ فترة قصيرة إلى قيام اتحاد مشرقي.

فتعالوا إلى كلمة سواء بنينا، أبعد من هموم المقاعد على اختلافها إلى رفع الصوت والعمل على تحقيق تضامن حول مبادئ تصون حقوق الشعب وتحفظ للبنانَ المنارةِ في هذا الشرق، عزّةَ أبنائه ونجاح طموحاتهم وإبداعاتهم، وإلّا هباءٌ كلُّ ما نقولُ أو نعدُ الناس به.

إنّ لبنان كما الشام والعراق وفلسطين والأردن وغيرها من كيانات الأمّة، ليس بحاجة إلى رفع الصلوات فقط، مع احترامنا للجانب الروحي والإنساني فيها؛ فرجل الدولة مطالب بحلول تحفظ الدولة، رجل الدولة مطالب بكشوفات، بجردة حسابات، بمشاريع تخدم الشعب. بالإجابة عمّا فعل وماذا نفّذ في هذا الإطار،بغضّ النظر عن أي شيء آخر.

بعد الصلاة، طالبوا برفع الضغوطات عن لبنان، بفك الحصار عن لبنان والشام المتنفس الوحيد لكياننا الحبيب، طالبوا بوضع المتحكمين بودائع الناس في السجون، بإيقافِ حفلةِ الجنون التي تدار في لبنان لإيصاله إلى الإنهيار؟ طالبوا أيها المدافعون عن لبنان بأن يسمح لنا أن نستخرج ثرواتنا النفطية والتي هي نقطة أساسية في الأزمة داخلياً وخارجياً.

طالبوا وادعوا بأن يبقى لبنان بيئة منسجمة مع محيطها القومي لا كونتوناً أو كونتونات متناحرة أو مرتمية في أحضان العدو.

أيها القوميون الإجتماعيون في الكورة، تذكّروا أنّه مهما صعبَ الزمان ومهما لطمتنا من هنا وهناك الأعاصير؛ مهما حوصرنا بالجوع والحاجة، أنّ القوميين الإجتماعيين هم دائماً وعلى قدر الإستطاعة وفوقها، سنداً وعوناً لمحيطهم، يهبّون للمساعدة دون سؤال عن أسماء أو مذهب أو طائفة أو حتى عن انتماء سياسي. تذكّروا أنّ القوميين الاجتماعيين هم في أحلك الظروف وتحت كلّ الضغوط، كلّ واحدٍ منهم قيمة كبرى وعلامة فارقة على مستوى الوحي والمحبة والجمع لا التفريق، وعلى المستوى القومي والإنساني، إلى جانب بعضنا بعضاً، وإلى جانب إخوتنا وأحبائنا وأهلنا في قرانا ومدننا وأينما حللنا.

تذكّروا أيضاً أنّ القوميين الاجتماعيين، في أحلك الظروف، هبّوا من تحت الفقر والجوع والسجون والعوز، هبّوا من كلّ مكان، من تحت النار والبارود والغبار، عصبةً واحدة، نسوراً اسوداً أبطالاً شجعاناً لنصرة قضية الشعب والأمّة. أمّة لا الحصار سيميتها، ولا القلة ستميتها ولا أيُّ فنّ من فنون الحرب الناعمة والخشنة، وسيبقى القوميون الاجتماعيون بلحمهم الحي، إلى جانب كل المقاومين، سبّاقين إلى اكتشاف المؤامرات والتصدي لها؛ سيبقى القومييون الاجتماعيون يحيكون من وجع الصّراع، ومن خيوط الأزمات لباساً واحداً موحداً للحياة الجديدة، ويبنون من حجارة الدمار بنياناً وصروحاً مشرقة يعتز بها أنطون سعاده.

ولا بدّ من النتويه هنا، أنّه، وطيلة الأشهر الخمسة التي مضت، منذ تسلّمنا شؤون المنفذية، وبالرغم من كلّ ما نمرّ به على مختلف الصعد، قد برهنالقوميون الاجتماعيون في الكورة، مدراءَ ومفوضين ومسؤولين في مختلف المجالات الحزبية، ورفقاء عاملين بجهد وصمت، برهنوا من أداء متمييز في التنفيذ وعن لحمة متينة والتفاف حول الحزب، فكان الواحد منهم ينسى جراحه وآلامه ومشاكله الخاصة و”القيل والقال” ليكون إلى جانب رفيقٍ أو صديق، فلقد جمعتم من القلة التي في جيوبكم ما حفظ حتى الآن كرامة كثيرين. ساعدتم بلا منّه، بل كنا نرى كثيرين منكم يتسابقون إلى المبادرة فكانت الحصاة تسند الخابية. أنتم تقولون هذا جزء من واجب أو واجب في قسمٍ، ولكن لا بدّ أن أشكر بإسم قيادة الحزب في الكورة كلّ واحد منكم، أيّها الرفقاء النبلاء الأحباء، كلّ واحد حاضر هنا وكثراً من الغائبين؛ نشكركم على كرم أخلاقكم وكرم نفوسكم وكرم ايمانكم الذي تربيتم عليه في مدرسة  سعاده وهذا شيمة من شيم القوميين الاجتماعيين. نحن نراهن على هذا للإستمرار إلى جانب أحبائنا وأهلنا للمرحلة القادمة.

ولا بدّ أيضاً من التنويه بتقدم العمل الحزبي ونموّه الملحوظ في أكثر متحداتكم، أنتم الذين كنتم في كلّ اللّقاءات والإجتماعات التي جمعتنا خلال الأشهر الماضية، لا همّ لكم إلّا الحزب ونشر عقيدته والحفاظ عليه. وكنّا نسمع رغم النقاشات حول أمور إدارية، هي متعبة دائماً، كنّا نسمع صوت سعاده فيكم ونرى رغم الظروف القاهرة عزم القومي الاجتماعي وصورة سعاده المشرّفة في نفوسكم وأعمالكم، وهذا الإصرارالعجيب والإقدام الجميل والرؤية الواضحة. لكم أيّها القوميون الاجتماعيون، في هذه المناسبة العظيمة، بإسم قيادة الحزب في الكورة، ننحني، لهذا العطاء، وهذا الاندفاع، وقد شارف بعضكم على التسعين ولم تزلوا الخميرة التي بها نسعد ونعتزّ. أنتم، بما تملكون، مطالبون أكثر برفع مستوى العمل الحزبي في وحداتكم لأنّه ضمانة أكيدة للوحدة والعون والصحةالنفسية والوطنية أيضاً.

ولا بدّ أخيراً من التنويه بعمل النظّار وأجهزة النظارات ونواميسها على الجهد الكبير المبذول، كلٌّ في مجال اختصاصه. ونحن نتطلّع إلى أداء أكبر وأفعل يستحقه الحزب وتستحقه الكورة. كلنا يخطىء ويصيب؛ فإن أصبنا فهذا واجب لا نفاخر به، وإن أخطأنا فنحن، كلّنا، تحت النظام ولا استكبار على ذلك.

في الثامن من تموز، نعاهد الزعيم من الكورة بالثبات، كورة الحزب السوري القومي الاجتماي، كورة الأمين عبدالله سعاده، ونقول: نحن ليس لنا في الدنيا قدوة أعزّ منك، أنت الذي لم يبغِ من الدنيا لا مالاً ولا جاهاً ولا منصباً ولا سلطاناً ولا كرسيّاً هنا أو هناك، إلّا سلطان بلاده ومجدَها وعزّها. 

أنت من علّمنا الوفاء للأرض، لإنسانها، لترابها، لجمالها، 

أنت من وقف الوقفة المجلجلة والموقف الخطير الذي يعلّم كثيرا. بين المقاومة والمساومة، بين الجبين المرفوع والخضوع والركوع، بين قطع اليد الممدودة إلى عدوّ مجرم غاصب مغتصب، وبين الانبطاح على أحذية قادة هذا العدو، بين مصلحة الشعب العليا والوقوف إلى جانب شؤونه وشجونه، وبين المصالح النفعية الأنانيّة الفرديّة المريضة الوضيعة؛ ابتسمت بعزّ ابتسامة الرجولة والبطولة، وقلت للرصاص “خذني”، أنا أنطون سعاده اقف نفسي وحياتي على مصلحة أمّتي سورية، لا الرّصاص أهاب، ولا الحراب أهاب..

قلت: ” هذه اللّيلةَ سيعدمونني، أمّا أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاما لموتي”.

لتحي سورية وليحيى سعاده

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى