مناقشة رواية “قناع بلون السماء للأسير باسم خندقجي”
أقام نادي الكتاب في دار فكر جلسة حوارية حول رواية الأسير الفلسطيني باسم خندقجي المرشحة على القائمة القصيرة لجائزة بوكرز العالمية.
وقد استضاف النادي حضورياً الباحث والناقد الأستاذ سليمان بختي وعبر الزوم الروائي الدكتور منير الحايك، ومن فلسطين الأستاذ يوسف خندفجي، شقيق الأسير ومحرر الرواية. كما حضر اللقاء الأسير اللبناني المحرر الأستاذ أنور ياسين الذي أغنى اللقاء بحضوره ومداخلته.
افتتح اللقاء بكلمة لعميدة الثقافة الدكتورة فاتن المر رحبت فيها بالحضور وتحدثت عن “قيمة الرواية الأدبية واحترافها التقنيات السردية وما يسمى بالتوتر السردي الذي يتمكن، بوساطة تقنيات تعمل على إثارة حشرية القارئ وتحضر له المفاجآت، من محاصرته، فلا يضع الرواية من يده قبل أن يصل إلى نهايتها، مشبهة إياها بالدمية الروسية، إذ تحتوي على عدة مستويات من القصص المتداخلة.
أما الأستاذ سليمان بختي، فتوجه في كلمته الى الكاتب، الذي وصل الى العالم بقلمه وهو خلف قضبان سجنه، بالقول: “إنزع قيودك و الأغلال، لست انت بالأسير وإنما نحن.”
وتحدث عن قضية الرواية التي هي الصراع بين الأصيل والمارق وبين القناع والحقيقة التي تختبئ وراءه، فينتهي بانتصار الحق على الباطل والحرية على الظلم، كما أشار الى ان اللافت في الرواية هو أن الكاتب تخلى عن سرد تجربة أسره وتحدث عن الوطن الأسير، فتخلى بذلك عن الجزء ليتحدث عن الكل. وفي نهاية كلمته دعا الاستاذ بختي الى تحرك واسع للسعي إلى الإفراج عن الأسير خندقجي المحكوم بثلاثة مؤبدات.
بعدها قدم الدكتور منير الحايك قراءة تفصيلية نقدية حول الرواية متوقفا عند اهم الرموز التي استخدمها الكاتب ودلالاتها والرسائل التي تحملها قائلا أن البدء بقراءة هذه الرواية لم يشبه النصوص الروائية التي يبدأ عادة بصفحاتها الأولى، فالقارئ عادة يقبل على الرواية وفي باله فكرة مسيطرة، فباسم خندفجي الروائي المبدع قدم لنا من داخل أسره نصا اختار كاتبه ان يكون بطله كاتبا روائيا ايضا فيزول التعاطف مع الكاتب لنبدا بتناول نص من الطراز الرفيع. أما الأستاذ يوسف خندقجي الذي شارك من فلسطين المحتلة فتحدث عن ظروف أسر باسم داخل معتقل عوفر حيث تعرض للعزل بسبب وصول روايته الى نهائيات جائزة البوكرز، متوقفا عند تداعيات أحداث عملية طوفان الأقصى على ظروف الإعتقال قائلاً: “إن باسل الآن هو معتقل مجهول المصير”.
كما لخص الاستاذ خندقجي مسيرة باسم مع الكتابة والأدب في الاسر ومراحل كتابة “قناع بلون السماء” وتهريب مقاطعها وما تعرضت له من ملاحقات وتلف وعقبات واجهت جمع العمل و تحريريه علىى مدى ثلالثة أعوام.
كما تحدث الاستاذ يوسف عن بروز نوع جديد من الاشتباك مع العدو وهو الاشتبك الثقافي وهذا الأمر يخيف العدو ويستفزه ويدفعه الى تضييق الخناق على الأسرى فيمنع عنهم الكتب ويحاصر نتاجهم الفكري.
وفي نهاية اللقاء كان تشديد من الحاضرين على بذل كل الجهد لمساندة الأسرى والدفع بقضيتهم الى الواجهة دعماً للعدالة والحرية في وجه آلة القهر والطغيان.
