إيضاح
كان يجب أن يصدر هذا العدد في الخامس عشر من يناير/كانون الثاني. ونظراً للتأخير في الأعداد السابقة رأت الإدارة تأخيره إلى أول فبراير/شباط الحاضر.
ولكن حدث ما أوجب توقيف العمل.
وذلك أنّ القائم بالعمل في مطبعة «الزمان»، حيث كانت تطبع الزوبعة مؤخراً، أبدى عجزه عن متابعة العمل لأسباب صحية.
ثم علمنا أنّ أصحاب «الزمان» باعوا المطبعة لأحد المواطنين من الداخلية.
في هذه الأثناء كان الزعيم قد أعدّ رحلته إلى مدينة خونين تلبية لدعوة الرفقاء هناك، وإلى كوردبة تلبية لدعوة صديق الزعيم والزوبعة السيد عبود سعاده وولده الرفيق خليل سعاده.
والدعوتان وجّهتا إلى الزعيم الواحدة بعد الأخرى بقصد تقديم أسباب الراحة والتنزّه للزعيم وعائلته.
أخيراً تمكن الرفيق المكلف في بيونس آيرس بدرس إمكان إصدار هذا العدد ومتابعة إصدار الجريدة في المستقبل من الوصول إلى نتيجة تسمح بإصدار هذا العدد، الذي يصدر الآن بتاريخ 15 فبراير/شباط الحاضر، وغيره من الأعداد بصورة مؤقتة وغير منتظمة، إلى أن ترى الإدارة رأيها الأخير في الأمر.
ولا بدّ من القول إنّ الزعيم كان يتوقع حصول مثل هذه الأزمة الطباعية للزوبعة، وشاء تدارك الأمر قبل وقوعه، فكتب منذ نحو سنة وبضعة أشهر إلى أحد المسؤولين وأحد الرفقاء الذي تبرّع بطبع سلسلة مقالات جنون الخلود، أن يحوّل هذا التبرع إلى إنشاء مطبعة للزوبعة، وبما أنه وجد استعداداً، قليلاً أو كثيراً، عند أشخاص آخرين للتبرع بنفقة طبع الكتاب، أو ببعض النفقة، فإن تحويل هذا المبالغ وفتح اكتتاب عام بين القوميين يجعل ممكناً إنشاء مطبعة للإذاعة القومية الاجتماعية، توجد الأسباب الكافية لزيادة إصدار الزوبعة وبتوظيف بعض المنشئين القوميين الاجتماعيين فيها ولطبع أبحاث جنون الخلود وغيرها بسرعة وبطريقة مضمونة.
وبعد أن وردت الزعيم رسائل بأن المشروع لاقى قبولاً صارت الأيام تمرّ والشهور تكرّ ووردت كتب أخرى ولا إشارة فيها إلى شيء عملي حتى ولا نظري في الموضوع. وفي هذه الأثناء كانت أزمة الطباعة تقترب من الزوبعة، والزعيم يرى ذلك وليس في يده أسباب إيقافها.
ووقعت الزوبعة في ورطة الطباعة وهي جريدة غير تجارية.
هي جريدة عقائدية تعلّم وتحارب في سبيل عقيدتها ولها أعداء يتربصون بها الدوائر عليهم دائرة السوء.
لمّا بلغت الأزمة هذا الحد كلّف الزعيم الرفيق جبران مسوح الكتابة إلى من يهمهم الأمر في بعض الجهات فابتدأ الرفقاء يتحركون للتبرع.
أول تبرع حدث بقصد إنشاء مطبعة للزوبعة كان من سوري غير قومي بواسطة الرفيق يعقوب ناصيف في خوخوي وقد جرى ذلك قبل أن يكتب الرفيق مسوح إلى الجهات.
و المبلغ كان عشرين فاساً أرجنتينياً.
وبعد كتابة الرفيق مسوح تحرك رفقاء كوردية وأصدقاء القضية فيها أولاً.
وفي أول اجتماع عقد لهذه الغاية من عدد قليل بلغ مجموع التبرعات فوق ألفي فاس.
وبلغت تبرعات خونين ألفاً ومئتي فاس وستنشر قائمة التبرعات فيما بعد.
مشروع المطبعة قد ابتدأ، والحزب كله في المغترب قد وضع في الميزان، وسنرى هل ترجح كفّته أم تشيل.
والمسؤولية واقعة على جميع الفروع وجميع الرفقاء، لأن المشروع هو أحد مشاريع النهضة الهامة.
أنطون سعاده
الزوبعة، بيونس آيرس،
العدد 60، 15/2/1943