الأمين جورج يونان محاضراً في النّدوة الثّقافيّة المركزيّة
بحضور عميدة الثّقافة والفنون الجميلة في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ الرّفيقة فاتن المرّ وعدد من مسؤولي العُمدة والقوميّين الاجتماعيّين في الوطن وعبر الحدود، قدّم الأمين جورج يونان في السّادس من أيّار الحالي، ومن ضمن سلسلة المحاضرات الّتي تنظّمها النّدوة الثّقافيّة المركزيّة في عُمدة الثّقافة والفنون الجميلة، محاضرة بعنوان «التّجربة الرّوحيّة للإنسان في الهلال الخصيب».
افتتح رئيس النّدوة الثّقافيّة المركزيّة الأمين إدمون ملحم النّدوة بكلمة استهلّها بقول الزّعيم الخالد: «إنّ أعظمَ ما أُصبنا به هو أنّنا نَسِينا تاريخَنا، وصِرنا حائرين كاليتيمِ الّذي يَجْهَلُ أباه وأمَّه» مشيراً إلى تشديد الزّعيم على ضرورة أن نراجع، كسوريّين، تاريخنا وندرُسَه بتدقيقٍ وإمعان.
وربَط الأمين ملحم بين القاعدة الفكريّة لمسألة دراسة تاريخنا والمادّة الّتي سيتناولها الأمين يونان في إبراز الحتميّة التّاريخيّة الّتي فرضت نفسها على المجتمع السّوريّ نتيجة التّفاعلات الحضاريّة والثّقافيّة الّتي توالت على سكّان الهلال الخصيب على امتداد آلاف السّنين.
من جهته، أبرز الأمين جورج يونان في محاضرته خصائص متعدّدة للفكر «الخصيبيّ» مشيراً إلى المقوّمات الّتي استند عليها وأهمّها الخصب، الّذي اعتبره السّوريّون مرادفاً لاستمرار الحياة وتجدّدها.
كما تطرّق إلى التّطوّر في المفاهيم والتّقاليد والعادات، منذ ما قبل انتشار الكتابة والقراءة، الّذي ميّز قاطني الهلال الخصيب، فانتقلت أفاق الفكر عندهم من مجرّد انتشار الأساطير وما حاكته المخيّلات الإنسانيّة إلى حالات متطوّرة حصلت نتيجة مراقبة حركة الطّبيعة، كالشّمس والقمر وتوالي الفصول ومجاري الأنهار وغيرها.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة، رأى الأمين يونان أنّ هذا التّفاعل الطّبيعيّ بين المادّة والرّوح، بين الإنسان، بكلّ مشاعره وأفكاره، والطّبيعة، بكلّ ظواهرها وتأثيراتها البيئيّة والنّفسيّة الّتي أكسبت سكّان الهلال الخصيب خصائص معيّنة، شكّل الأساس المنطقيّ لمفهوم فلسفة المدرحيّة الّتي تكلّم عنها سعاده.
وفي ختام النّدوة أعلن الأمين إدمون ملحم عن أنّ اللّقاء التّالي في حزيران المقبل، سيتمحور حول كتاب الرّفيق عادل بشارة «سورية والسوريّون» الّذي سيتمّ تعميم مضمونه على أكبر عدد من القوميّين. وسيشارك في النّدوة، إلى جانب الرّفيق بشارة، عدد من الباحثين والمحلّلين.