المجلس الأعلى يرجئ المؤتمر العامّ: لا تسوية على إرادة القوميّين
قرّر المجلس الأعلى في الحزب السّوري القوميّ الإجتماعيّ تأجيل عقد مؤتمره العامّ إلى النّصف الثّاني من آب 2021، بعدما كان محدّدًا في أيّار المقبل.
وقد استند المجلس الأعلى (السّلطة التّشريعيّة في الحزب)، إلى المُرتكزات الأساسيّة التّالية:
- أوّلًا، الرسائل الرسميّة التي تلقّتها القيادة من الوحدات الحزبيّة خارج الوطن، والّتي أكّد فيها المعنيّون صعوبة السّفر إلى الوطن ومشاركتهم في المؤتمر بسبب انتشار جائحة كورونا عالميًّا، مُطالبين الإدارة الحزبيّة بتأجيله لكي يتسنّى لهم ممارسة واجبهم الدّستوريّ.
- ثانيًا، توصية دائرة الأطبّاء في الحزب بعدم عقد المؤتمر الذي من المفترض أن يحضره حوالي ألف مشارك، وتعريض القوميين والمجتمع للخطر في ظلّ الجائحة.
- ثالثًا، إستشارة وزارة الصحّة العامّة في لبنان حيث سينعقد المؤتمر، التي أكّدت لقيادة الحزب بعد مراجعتها، أنّ حصول المؤتمر في أيّار المقبل في ظلّ التفشّي الكبير للجائحة، يشكّل خطرًا على السّلامة العامّة.
بناءً على ما تقدّم، يستغرب الحزب ما صدر عن رئيس مكتب المؤتمر الأمين حنّا النّاشف، وما أسماه «دعوةً لانعقاد المؤتمر مبنيّةً على موافقة حصل عليها من قيادة الحزب». إذ أنّ رئيس المؤتمر، وبحسب المادّة الرّابعة من القانون رقم 17 من الدّستور، ليس الجهة المخوّلة الدّعوة لانعقاد المؤتمر. وتنصّ المادّة على ما يلي: «ينعقد المؤتمر العام، في الموعد والمكان اللّذين يحدّدهما المجلس الأعلى، ويستهل أعماله، بعد افتتاحه من قبل رئيس الحزب بانتخاب مكتب مؤلّف من رئيس ونائب رئيس وثلاثة نواميس، بالإقتراع السّرّي». وبالتّالي، فإنّ صفة النّاشف كرئيس لمكتب المؤتمر، تنتهي لحظة إفتتاح المؤتمر.
أمّا في ما خصّ اللقاء الذي عُقِدَ بين قيادة الحزب والنّاشف، فإنّ الأمين حنّا الناشف لم يملك إجابات عن أسئلة تفصيليّة طرحها عليه حضرة رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، كما لم تتمُّ الموافقة من قبل قيادة الحزب على اللجنة التّحضيريّة الّتي اقترحها النّاشف، والّتي أتت على شكل اقتراح هشّ وفق منطقٍ «تسوويّ» لا دستوريّ، علمًا أنّ عددًا كبيرًا من الرّفقاء الواردة أسماؤهم كأعضاء في اللّجنة لا علم لهم بهذه اللّجنة أساسًا وقد تمَّ إدراجُ أسمائهم دون أخذ موافقتهم.
وإذ يشوب طرح النّاشف خلل آخر يتعلّق بتمويل عقد المؤتمر الّذي لم يمرّ عبر الأُطر النّظامية، نُذكّر أنّ النّاشف شنَّ حملةً على الإدارة الحزبيّة السّابقة بسبب إصرارها على عقد المؤتمر في أيلول المنصرم، نظرًا للظروف الصحيّة، بينما يدعو للمؤتمر الآن بسبب «تسوية ما»، في ظل الظروف الصحيّة ذاتها. علمًا بأن النّاشف اعترف بشرعيّة انتخابات أيلول 2020، قبل أن يتراجع اليوم عن هذا الاعتراف، وينخرط في تحضير تسوية تضرب المؤسسات تحت ستار المؤتمر العام.
إنّ الإدارة الحزبيّة الّتي ائتمنها القوميّون على قيادة الحزب، بعقليّة لا تقبل التّسويات والمساومات على إرادتهم، لم ولن توافق على أيّ طرح غير شرعيّ يضعُ شروطًا على المؤسّسة الحزبيّة المنتخبة من القومييّن.