ترّهات “الهدى”
يرى القارئ إلى جانب هذا المقال مقالة لجريدة التضليل المسماة الهدى نشرتها منذ نحو ثلاث سنوات. وقد أعادت تلك الجريدة نشرها في عدد 10 يوليو/تموز الماضي إلى جانب رد الأمين الدكتور فخري معلوف على رسالة المراسل الأميركاني طام نلسن في صدد الحزب السوري القومي وزعيمه، لكي تشوش أذهان القراء وتثير الشكوك في نفوسهم.
الأمر الجديد في إعادة نشر مقالة الهدى القديمة الكلمة التي قدمتها بها التي افتتحتها بهذه الجملة “هذه الجريدة (الهدى) لا تنكر أنها مناهضة للحزب السوري القومي لاعتقادها بأنه ذو علاقة بالنازية. ويعززنا في اعتقادنا تبجح الزعيم، أنطون سعاده، بعطف الزعيم هتلر عليه يوم زار برلين في طريقه إلى أميركة الجنوبية”.
إنّ قول الكذب والمجاهرة به بوقاحة وصفاقة وجه هو من مزايا جريدة الهدى التي لا يختلف اثنان بتفوقها فيها. فلو سألت الإنس والجن أن يأتوك بعبارة واحدة من تصريح أومقال أو خطاب أو حديث للزعيم يؤيد ادعاء منشئي الهدى الكذابين أنّ الزعيم “يتبجح بعطف الزعيم هتلر عليه” لما قدروا أن يأتوا بدليل واحد من هذا القبيل. ومع ذلك فجريدة الهدى تنشر أكاذيبها وتعيد نشرها كأنها واثقة أنّ قراءها، أو أكثرهم، لا يحققون في ما يقرأون.
إنّ اهتمام الدوائر العليا في عدة دول بشأن الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس دليلاً على أنّ الزعيم “يتبجّح بعطف” رؤساء بعض الدول، بل قد يكون، والأرجح أنه، تودّد إلى الزعيم لاكتساب عطفه. يؤيد هذا الاسنتتاج الأقرب إلى القبول، لأنه أشد استناداً إلى الحقيقة التي لا مراء فيها أنّ الزعيم لم يتبجح قط بعطف أحد عليه، وأنه يرى قضيته قضية حق صريح يجب الاعتراف به لا مسألة اكتساب عطف أجنبي يعلو الزعيم عنه علوًّا كبيراً.
إنّ الذين يتبجحون بعطف برلين أو رومة عليهم لا يفرقون عن الذين يتبجحون بعطف لندن أو واشنطن أو باريس عليهم. و”انصار الديمقراطية” من السوريين لا يختلفون بطبيعتهم عن “أنصار الفاشستية والاشتركية القومية”. ومع كل اختلاف صاحب الهدى وصاحب السمير في ما يدعيه كل منهما صنوان في التزلف وربيبا النفسية المائعة الفاقدة الشخصية عينها، وأمرهما لا يختلف عن أمر أصحاب الجرائد السورية اللاقومية في الأرجنتين التي استأجرت بعضها دعاوة المحور الألماني – الايطالي وبعضها استأجرته دعاوة المحور الانكليزي – الأميركاني. وجميع الصحافيين والسياسيين السوريين الذين “ناصروا” إحدى الجبهتين المتحاربتين بالتحيّز هم معرفون بأقوالهم وكتاباتهم وما أبعدهم، جميعهم، عن الحزب السوري القومي.
ولندع الحجة المتهدمة المتقدم ذكرها ولننتقل إلى المقالة عينها التي أعادت نشرها جريدة الهدى.
تقول تلك الجريدة إنّ السيد توفيق يعقوب مفرّج الذي كان سابقاً من أعضاء الحزب السوري القومي تلفن إلى إدارتها يسألها هل تستقبل “عميدين للحزب السوري القومي في أميركانية هما السيدان فخري معلوف وراجي الضاهر”، ولسنا ندري هل كلمة “عميدين” من اختلاق الهدى أم من اختلاق السيد توفيق مفرّج. فليس للحزب السوري القومي في أميركانية غيرعميد واحد هو المنفذ العام صاحب رتبة الأمانة الشريفة الدكتور فخري معلوف، أما السيد راجي ضاهر الذي كان انضم حديثاً إلى الحركة السورية القومية الإصلاحية فلم يكن سوى رفيق مرافق للأمين معلوف.
وقالت الهدى في صدد المدعو السيد توفيق يعقوب مفرّج إنّ هذا الشخص لم يكن غير وسيط “وشاهد”، لأنه تنصّل من كل علاقة بالحزب “في الوقت الحاضر”، لأن هذا المنبوذ “قال إنه الآن يشتغل لمصلحة الحلفاء حتى يحق لهم النصر وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث”.
إنّ ظهور اسم المدعو توفيق يعقوب مفرّج مقروناً بزيارة الأمين الدكتور فخري معلوف يستلزم إيضاحاً للناس. فتوفيق يعقوب مفرّج الذي كان مهاجراً في الولايات المتحدة وزائراً الوطن في سنة 1935، انضم إلى الحزب السوري القومي في السنة المذكورة ولما عزم على تنفيذ فكرة التعاون الاقتصادي بين أعضاء الحزب، وإنشاء شركة تجارية لتوزيع منتجات القوميين، وإيجاد صندوق للأرباح يعود إلى الحزب السوري القومي لتغذية حركته ومشاريعه، إندفع توفيق مفرّج في شأن الشركة المذكورة اندفاعاً غريبًّا وصار لا همّ له غير التجول والسعي لتحصيل أموال أو منتجات من مناطق القوميين، ثم تبيّن أنّ مفرجاً المذكور بذّر قسماً غير قليل من المال الذي جمعه على موائد القمار ومعاقرة الخمرة، الأمر الذي أوجد تشويشاً في بعض الأوساط القومية. وساعد كثيراً على تنبّه جواسيس السلطة الفرنسية إلى حركة الحزب القومي الاصلاحي التي كانت لا تزال مكتومة. وقاعات فنادق عاليه المخصصة للقمار تشهد على توفيق مفرّج بما جنى.
وبلغ تهوّر ذاك الشخص حدًّا مقلقاً أثار بعض المشاكل. وبلغت مسألته مجلس العمد ومكتب الزعيم. وبينما دوائر الحزب العليا تبث العيون عليه لمراقبة حركاته وجمع المعلومات الوثيقة عن مآتيه، حصل تدخُّل السلطة الفرنسية وألقي القبض على الزعيم ورجال مجلس العمد. وبعد أيام قلائل ألقي القبض على توفيق مفرّج نفسه،
ولكنه خرج سريعاً من السجن، لأنه كان متجنساً بالجنسية الأميركانية.
وعندما أكمل الزعيم مدة ستة أشهر في السجن التي حكمت بها عليه المحكمة المختلطة، واستعاد حريته وعاد إلى قيادة الحركة القومية الاصلاحية من مكتبه الطليق، بعد أن كان يقودهها من السجن، علم من كتب المسؤولين وتقاريرهم أنّ المدعو توفيق يعقوب مفرّج غادر بيروت بعد إطلاق سراحه إلى فلسطين حيث أخذ يستغل شهرة سجنه مع رجال الحركة القومية لجمع المال. وإنه بعد أن ابتزّ كمية بهذه الطريقة سافر إلى مصر وهناك اتصل ببعض رجال الصحافة السوريين وأوهمهم أنه من عمدة الحزب السوري القومي، مستغلاًّ حادث سجنه، وأنه مفوض من قِبَل الحزب بالسفر إلى أوروبة لشرح القضية السورية القومية أمام عصابة الأمم. واطلع الزعيم على كتابات لمفرّج المذكور في إحدى الجرائد السورية في مصر، ولعلها المقطم، يؤوِّل فيها الحزب وغايته تأويلات لا تمثّل حقيقة وكمال غايته. ووجد للزعيم فيها ادعاءات للمذكور، منافية للحقيقة فأوعز الزعيم إلى الدوائر المختصة بالكتابة إلى مديري الصحف في مصر نفياً لما يدعيه مفرّج من تمثل الحزب والتعبير عن غايته وتفويضه وغير ذلك من ادعاءاته المنكرة.
حالما تبلغت الصحف السورية في مصر بلاغات الحزب في صدد مفرّج المذكور قطعت ما كانت تنشره له ظنًّا منها أنه صادق. وأخذ توفيق مفرّج يرسل الكتاب تلو الكتاب طوراً إلى الزعيم وتارة إلى الأمين نعمة ثابت أو غيره محاولأ تبرير مقاصده فلم ينل غير السكوت فأسقط في يده وحقد على الزعيم ومجلس الحزب.
بعد عده محاولات خائبة قام بها المدعو توفيق مفرّج لادعاء تمثيل الحزب السوري القومي في الولايات المتحدة انطفأت أخباره إلى أن كان قدوم الأمين فخري معلوف إلى الولايات المتحدة للتخصص في الفلسفة. فعادت أماني مفرّج إليه فتقرّب إلى الأمين معلوف وأخد يتبجح بصلاته في الأوساط السورية وبهذه المناسبة، كانت “وساطته” لإجراء مقابلة مع صاحب الهدى التي لم يشأ الأمين معلوف أن يحرمها من فرصة لإعادة النظر في إشاعاتها عن الحزب السوري القومي.
هذا هو شأن المدعو توفيق يعقوب مفرّج، الذي كان في فتوّته طالباً ناجحاً وشابًّا غيوراً على وطنه وخادماً له في العهد الفيصلي، على ما كان عليه ذاك العهد، ثم
هاجر إلى اميركانية وغرق في غمرة العيش من تجارة ولهو حتى نسي وطنه وقوميته وتجنس بالجنسية الأميركانية ثم صار سكيراً ومقامراً لا يصل إلى جيبه درهم إلا ويأخذ في التفكير أن يحسن أن يقامر به. وهذا من أرادت الهدى أن ترسم “تنصّله من كل علاقة بالحزب” لتلقي الريبة فى أذهان القراء، نذكر حقيقة أمره لكي لا ينخدع أحد بالتأويلات الفاسدة والمظاهر الخداعة.
ننتقل الآن إلى شيءآخر – إلى “القرائن التي تثبت، في مدى إدراك الهدى، علاقة الحزب السوري القومي بالنازية”. تقول الهدى في هذا الصدد إن من القرائن المذكورة “الشبه الشديد بالمبادىء والتنظيمات وتقليد الحزب السوري القومي للنازية حتى في طريقة التحية وشعار الصليب المعقوف واللباس العسكري وما كان من هذا النحو”.
هذا كلام الهدى وهو خبط يحمل كل صفات انتفاء المسؤولية والبعد عن طلب الحقيقة. فقول منشئها “الشبه الشديد بالمبادىء والتنظيمات” هو كلام مرسل بلا ضابط فهنالك تشابه أو توازٍ في بعض القضايا الإصلاحية الاجتماعية بين الحزب السوري القومي والأحزاب الاشتراكية والديموقراطية الإصلاحية والفاشستية والاشتراكية القومية في العالم. وكما يمكن القول بهذا التشابه بين الحزب السوري القومي والأحزاب التجديدية في ألمانية وإيطالية وروسية كذلك يمكن القول بوجوده بين الأحزاب الألمانية والايطالية والفرنسية والإنكليزية والأميركانية.
ولكن كما يوجد تضارب بين النزعات الروسية والألمانية والإيطالية وبين الروسية والإنكليزية، كذلك يوجد تضارب بين نظرة الحزب السوري القومي الإصلاحي إلى الحياة والأغراض الاجتماعية ونظرة الاشتراكي القومي الألماني أو الحزب الفاشستي الإيطالي. ومثل هذا التضارب موجود بين الحزب السوري القومي الإصلاحي والحزب الروسي الشيوعي والحزب البريطاني المحافظ والحزب البريطاني الحر وحزبي الولايات المتحدة الكبيرين. والتضارب في الاعتقاد والاهداف بين الحزب السوري القومي الإصلاحي والحزب الألماني الاشتراكي القومي واضح جدًّا في مسألة السلالة وغيرها من المسائل الأساسية الجوهرية، وعماوة الهدى فقط تقدر ان تجهل استقلال الفكر السوري بخططه القومية الإصلاحية عن غيره ألمانيًّا كان أم إنكليزيًّا أو غير ذلك.
أما التشابه في “التنظيمات” فلسنا ندري أي منطق جعل الهدى تضعه في صف “القرائن”. ألا يوجد تشابه لون الكشافة الانكلوسكسونية وتنظيمات الحزب “النازي”»، أو بين تنظيمات الجيش الأميركاني والجيش الألماني وجميع جيوش العالم! أليست الصبغة العسكرية هى واحدة فى جميع التنظيمات العسكرية فى العالم كله؟ فلماذا أرادت الهدى أن ترى شبهاً في هذه التنظيمارت منحصراً في الحزب السوري القومي الإصلاحي والحزب الألماني الاشتراكي القومي، ولماذا لم ترد أن ترى هذا الشبه بين تنظيمات الحزب السوري القومي وتنظيمات “السخول” الشكسلوفية أو تنظيمات “التويسكوت» الإنكليزية أو الأميركانية؟ أليس السبب في هذا التحامل منحصراً في أن الهدى مناهضة الحزب السوري القومي لأغراض خفية ليس التهويض “بالعلاقة بالنازية” سوى ستار مسدل لإخفائها؟ بلى لأنه يستحيل على المنصف النزيه عن هذه الحقائق إلى هذا الحد.
تتابع الهدى شرح ما تسميه “تقليد الحزب السوري القومي للنازية” فتقول إنّ حصر السلطة في شخص الزعيم هو من هذا القبيل. وسبب هذا القول الجهل الفاضح وحده. والحقيقة أن لا وجه للشبه بين حصر السلطة في زعيم الحزب السوري القومي إلا في الصورة الخارجية فقط. أما الأسباب فمختلفة، إذ زعيم الحزب السوري القومي معلم وشارع مصلح، أوجد الدعوة القومية الإصلاحية بنفسه لم يشاركه في ذلك أحد، وكل أتباعه هم في محل تلاميذ له، وحصر السلطة فيه هو من باب التأمين على دعوته وعمله الإصلاحي. وليس كذلك شأن زعيم الحزب الاشتراكي القومي الألماني الذي انضم إلى حزب كان قد أسسه غيره، فتولى قيادته وتوجيهه بمقدرته الشخصية. واستغل التعاليم السلالية القدسية لإيجاد تعصب دموي شديد يجمع كلمته على الحرب للاستيلاء على أرض جديدة تزيد ثروته وإمكانيات تقدمه وتوسعه، وهو ما عرف بتعبير “الزحف أو الانسياب شرقاً”، وليس في ما يدعو إليه سعاده شيء من هذه الأغراض المختصة بالأهداف الألمانية، فزعيم الحزب السوري القومي لم ينشىء حزبه للزحف شرقاً أو غرباً، ولا لمساعدة أي زحف من هذا النوع، ولا للقول بتفوق العرق الآري، بل لإيجاد قومية صحيحة في سورية توحد شعبها وتمكنه من الدفاع عن حدود أرضه، ولإيجاد نظام اجتماعي يحرر الجماعات السورية من طغيان الإقطاع وخوف الفاقة.
وجهل الهدى وسوء ظنها يجعلانها ترى في زوبعة الحزب السوري القومي الإصلاحي وصليب الحزب الاشتراكي القومي الألماني المعقوف “تقليداً” منا لغيرنا، فزوبعة الحزب السوري القومي الاصلاحي نشأت من فكرة سورية خالصة أرادت أن ترمز إلى الاتحاد الشعبي بإزالة الفوارق الدينية. وهذه الزوبعة هى للطريقة الوحيدة للجمع بين الصليب والتلال متدامجين ومتحدين اتحاداً متيناً في حركة واحدة. هذا هو رمز الزوبعة وليس تقليد الصليب المعقوف الألماني. أما أن الزوبعة جاءت تشابه في خطوطها الهندسية شكل الصليب المعقوف مشابهة تقريبية فلا يوجب ذلك كل تلك الاستنتاجات القريبة التي يوغل فيها فاقدو الثقة بأنفسهم وبأمتهم. وعلى هذه الحقيقة قس بقية “قرائن الهدى“.
آخر حجة تمسكت بها الهدى كما يتمسك الغريق بخشبة طافية ادعاؤها أنّ إطلاق قائد قوات فيشي في سورية سراح معتقلي الحزب السوري القومي، حين يئس من الاحتفاظ بالبلاد ضد هجوم الإنكليز والديغوليين هو “حجة دامغة على علاقة الحزب بالنازية وأتباعها!”.
العقم الفكري وحده يقدر أن يقبل هذا المنطق الفاسد. لولا العقم الفكري لكانت الهدى أدركت أنه لو كان الحزب السوري القومي متعلقاً “بالنازية” لكان يجب إطلاق سراح موقوفيه حالما سلّمت فرنسة سلاحها أو، على الأقل، حالما وصلت اللجنة الايطالية والبعثة الألمانية إلى سورية. وكلنا نعلم أنّ جميع جواسيس الألمان والطليان
ودعاتهم المبعدين والمسجونين استعادوا حريتهم وعادوا إلى مراكزهم في سورية بعد عقد الهدنة مع فرنسة. أما رجال الحزب السوري القومي فقد أبقتهم حكومة فيشي في سجونهم، ولم يطلب الألمان ولا الطليان فك أسرهم وظلت قوات فيشي محتفظة بهم في السجن إلى أن تقدم الهجوم البريطاني على شمال سورية، وأيقنت تلك القوات أنّ المنطقة قد خرجت من يدها فكان آخر عمل أجرته، في يأسها، أنها أطلقت سراح المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم رجال الحزب السوري القومي الاجتماعي. وكان إطلاق سراحهم في آخر ساعة حتى حسب الناس أنه جرى بأمر البريطانيين وليس بأمر رجال حكومة فيشي.
هذه هي الحقيقة أما ما استنتجته الهدى منها فلا يقدر أحد غيرها على استنتاجه إلا إذا كان مصاباً بالعقم الفكري مثلها. وماذا تقول الهدى الآن في ترخيص حكومة أميركانية وحكومة المكسيك إنشاء الفروع للحزب الصوري القومي في بلاديهما؟ ألعل ذلك أيضاً من أدلة “الاستعانة بالحزب لبث الدعاوة، للألمان واليابان في الولايات المتحدة والمكسيك؟
إنّ عقم التفكير في الهدى لا يقف عند حد، وشعوذتها لا تعجز عن أمر. فليس أبرع من الهدى في إسقاط الحق وإقامة الباطل مقامه عند السذّج، فالمجد لعقم الهدى وعلى جميع عقيمي الفكر السلام!
الزوبعة، بوينُس آيرس،
العدد 82، 4/11/1944