جلسة للأعمال التّحضيريّة للمؤتمر القومي العام رئيس الحزب: لتحقيق شعار المؤتمر «حزب واحد نحو ساح الجهاد»
عقد الحزب السوري القومي الاجتماعي الجلسة الأولى من الأعمال التحضيرية للمؤتمر القومي العام تحت عنوان «حزب واحد نحو ساح الجهاد»، يوم السبت الماضي في مسرح المدينة في بيروت، بحضور قيادة الحزب والأمناء والمندوبين أعضاء المجلس القومي وعدد من المتخصصين الحزبيين، ومشاركة من المندوبين والأمناء في الوحدات الحزبية في المغترب عبر شبكة الانترنت.
افتتح رئيس الحزب الأمين ربيع بنات أعمال الجلسة الأولى، حيث استعرض تاريخ الحزب وتعرضّه للتجارب والظروف القاسية، ودور الحزب في تشكيل جبهة المواجهة في الأمّة والتأسيس للمقاومة منذ 1936 وحتى اليوم في لبنان وفلسطين والشام. وعدّد الرئيس جملة من المخاطر المحدقة بالأمة السورية، أولّها الخطر اليهودي وسعيه للسيطرة على الموارد في البر والبحر والتوسّع الاستيطاني في فلسطين وتهويد القدس والجولان، ودور الاحتلال التركي التوسّعي ومشاريعه للسيطرة على الأراضي الشمالية في الشام والعراق، وخطر الفوضى والانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان ويهدّد الشام ومحاولات إحداث الفتن في العراق.
وأعلن الرئيس بناءً على هذه المعطيات، دور الحزب في العمل النضالي العسكري كجزء من منظومة حلف المقاومة في لبنان والشام وفلسطين، إلى جانب قوى المقاومة والجيش السوري، والدور السياسي الإصلاحي في ظلّ الفساد المستشري في دول كيانات الأمة، والدور الاجتماعي الاقتصادي إلى جانب شعبنا لمساعدته على تجاوز الأزمة الحالية.
كذلك أضاء على الظروف الحزبية الداخلية، والظروف الخارجية المتراكمة، التي أدت إلى نتائج سلبية في الواقع الحزبي العام وصولاً إلى الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان، لا سيّما ما رافق مشاركة الحزب في الحكومات اللبنانية بعد اتفاق الطائف، وتحكّم النزعة الفردية في قيادات الحزب، وتفشّي مرض الطائفية في المجتمع.
وأكد أن الحزب تراجع دوره، عندما تراجع عن عمله الجهادي المباشر في المقاومة المسلّحة ضد الكيان اليهودي الزائل، مشيراً إلى عنوان المؤتمر «حزب واحد نحو ساح الجهاد»، حيث أن «الوحدة الحقيقية ووحدة الروح والاتجاه تعبر عنها مؤسسات الحزب الدستورية، ولا تكون إلا مع المؤمنين بالجهاد لا مع من يريد أن يكون الحزب سياسياً على الطريقة اللبنانية، وتكون بأن يلتحق القوميون بالمديريات والوحدات الحزبية…»، معدداً مجموعة من الأفكار في تطوير العمل الإداري.
وتوجّه الرئيس للمجتمعين، بضرورة عمل اللجان على النواحي السياسية والثقافية والإدارية والتنظيمية والدستورية وعملية، للوصول إلى خلاصات ترفد المؤتمر العام وتؤمن توصيات مهمّة للإدارة الحزبية للعمل على تطبيق شعار المؤتمر «حزب واحد نحو ساح الجهاد».
من جهته، أكّد رئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التلّ أن «الحربَ على الأمّة السورية تزدادُ ضَراوةً وشراسةً. وهي تستهدفُ وجودَها برمّته. هي تريد سرقةَ كلّ خيراتِها من نفطٍ وغاز، ونهبَ كلّ ما في باطنِ الأرضِ وكل ما على وجهها». وأضاف «أمام هذه الحرب الحاقدة، مَن غير فكر وعقيدة المعلّم قادرٌ أن يجمعَ شعبنا ويُصيغَ له مشروعاً قومياً ينهض به؟ فبالرغم من مرور 90 عاماً على تأسيس الحزب، ما زالت مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي الحيّة هي المنقذة للوطن السوري من هذه الويلات التي تجتاح». حول أوضاع الحزب الداخلية، أمّا فيما يختصُّ بأوضاع الحزب الداخلية، توجّه للمجتمعين بالقول إن من «ينقذُ الحزب من مشاكله هو عقولكم المبدعة وعزيمتكم الصلبة، وعلينا أن نتعاطى مع هذا الاستحقاق اليوم بكل جدّية ومسؤولية».
ودعا إلى «ابتكار الأساليب الثقافية والإذاعية البسيطة، من أجل نشر فكر سعاده وشرحه لتكوين مزاج ثقافي شعبي ولرفع مستوى اليقظة القومية ولتشكيل الوعي العام بين أبناء شعبنا، وإيلاء الإعلام الاهتمام الخاص. والتركيز على الوسائل الحديثة الذكية وعلى الموضوعات والعناوين التي تؤدّي إلى نشر الوعي، لصدّ التضليل الإعلامي المُعادي، وصياغة الأفكار المبتكرة في العمل الشعبي بالمتّحدات، تكون دليلاً للمنفذيات والمديريات، وإعداد الدراسات العلمية المعمّقة والاختصاصية الحديثة، لمخاطبة وجذب العناصر الشبابية».
أما رئيس المؤتمر الأمين وليد زيتوني، فقدّم عرضاً للتطورات الدولية والمخاطر التي تعصف بالأمة والفرص التي أمامها، مؤكّداً أن «القوميينَ الاجتماعيينَ في الوطنِ، وعلى امتدادِ الأمةِ، وعبرَ الحدودِ، لن يستكينوا لهذا الواقعِ، ولن يرضوا بجعلِ العقيدةِ صنماً من ذهبٍ في نواويسِ فرعونَ، ولن يرضوا بأن يكونَ الحزبَ فصيلاً في تنظيمِ، ولا جهازاً في دولةٍ. فنحن كنا وسنبقى دولةَ الأمةِ السوريةِ المصغرةِ، بل نطمحُ كما مبادئُنا إلى تحقيقِ دولةِ الامةِ السوريةِ العظمى، وهي غايتُنا السامية». وحول الأوضاع الحزبية، قال زيتوني إن «ما يعيقُ تجذيرَ المؤسساتِ (الحزبية) وتطويرِها هو دخولُ التكتيكِ السياسيِّ إلى داخلِ الحزبِ وبينَ أفرادِه، بحيثُ أصبحتِ السياسةُ هي وسيلةُ التعاملِ بينَ أعضائِه نهجاً رغمَ تحذيرِ سعاده المتكررِ من خطرِها. إنّ السياسةَ هي من مهماتِ القيادةِ للتعاملِ مع الخارجِ، أما الداخلُ فيحكمُه النظام»، وأنه «ليسَ كلُّ منْ قالَ الوحدةَ، الوحدةَ، يدخلُ ملكوتَ النضالِ. بل منْ انتظمَ في المؤسساتِ وعملَ جاهداً في سبيلِ النّهضةِ وتقدمِها وارتقائِها دونَ منة».
وعدّد مهماتِ المؤتمرِ، منها «وضعَ التوجهاتِ اللازمةِ للتعديلاتِ المتعلقةِ بالمحكمةِ، وهي قوانينٌ عاديةٌ ليصارَ إلى تقويةِ هذه السلطةِ وتعزيزِ مكانتِها. فالمطلوبُ من المحكمةِ الحزبيةِ القادمةِ، وهي قادمةٌ حكماً، إحقاقُ الحقِّ والضربُ بسيفِ القانونِ العادلِ ليستقيمَ النظامُ وتستقيمَ المؤسساتُ. ولا شكَّ في أنّ من مهماتِ المؤتمرِ ايضاً، وضعَ تصورٍ لتَذهينِ القوميين، قيادةً وقاعدةً، على عمليةِ النقدِ الذاتيِّ بغيةَ تحسينِ الأداءِ وتصحيحِ المساراتِ متى كان واجباً، لا أن يتحولَ النقدُ الى نقضٍ وتدميرٍ لبنيةِ الحزبِ، وعليه تكونُ عمليةُ النقدِ واجبةٌ ودائمةٌ ومواكِبةٌ، وليستْ حدثاً مرحلياً عابراً».
وقدّم أيضاً الأمناء نضال الأشقر، شارل أيوب وفهد الباشا مداخلات تتضمن اقتراحات للنقاش، ثم توزّع المجتمعون على 5 لجان هي اللجنة الدستورية، اللجنة السياسية، اللجنة الاقتصادية ـ المالية، اللجنة الثقافية ـ التربوية ـ الإذاعية ـ الإعلامية ولجنة النقد الذاتي، اجتمعت وأعدت تقارير المناقشات والاقتراحات لرفعها لمكتب المؤتمر، على أن إعلان لاحقٌ عن خلاصات الجلسة التحضيرية الأولى للمؤتمر العام.