عمدة العمل والشّؤون الاجتماعيّة في الأوّل من أيار: النهوض يتحقّق بتنسيق طاقات الانتاج
في الأول من أيار، يوم عيد العمل
أيها العاملون على نهوض بلادكم ورقيّ أمتكم وصون كرامتكم،
تطل علينا المناسبة كما لم تكن مرّةً من قبل.
أبها المخلصون للوطن
منذ فجر التاريخ و الأوطان تُبنى على أكتافكم أنتم وعلى تفانيكم وتحمّلكم العذابات والمشقات.
عطاؤكم المكلّل بالجهد والصبر، المليء بالقوة والعزيمة، تُنازِلون القلة وتغالبون الخسائر.
فحيث لا إنتاج، هناك تبعيّةٌ حتماً، وانتقاصٌ للسيادة وارتهان للأقوى.
أيها المُنتجون عِلماً وفكراً، غلالاً وصناعةً…
إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي قد وعى باكراً ومنذ تأسيسه مكامن الوجع و المعاناة في جهادكم. لذلك أطلق سعاده، في الأول من أيّار عام 1949، نداءه للأمة في عيدكم. حدّد فيه العلل التي تَحُول دون إنصافكم، وهو قد حثّكم على فهم جوهر عقيدة الحزب التي تكفل حقوقكم و تصون مطالبكم.
إنّ معركتكم هي معركة الحياة. بنضالكم في ميادين الصناعة والزراعة والبناء والتجارة والوظيفة، كنتم أنتم أوردة العطاء و البنيان و شرايين الغذاء الداعمة لجسد الأمة الحيّ.
لقد سمعتم مَن قال مؤخّراً أنّ لا حياة لنا ههنا. فهذي بلاد تسحقها النكبات. و نحن نقول إنّ الإرادات الأجنبية الطامعة ببلادكم، هي سبب كل البلاء.
أيها العمال الشرفاء..
أنتم من عوامل صمود هذه الأمّة وأنتم أحد عناوين إنقاذها.
ايها العمال و الفلاحون ..
ايها المنتجون من مَعين مواهبكم،
ما أعظم صبركم و أنتم تعملون ليلاً نهاراً، تُبدِعون تخطيطاً وإنتاجاً بالرغم من قسوة الظروف عليكم.
إنّ يومَكم هذا هو يومُنا جميعاً، وعلينا استخلاص العِبَر من واقعنا الأليم. بعد أن تعطّلت اقتصاداتٌ كثيرة وبارت أسواقٌ كبيرة وضعفت مؤثّراتٌ حيوية.
ضمن مبادئ حزبنا مبدأٌ إصلاحيٌّ يقوم على إلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل والعمال وصيانة مصالحنا العليا، حيث أنّ كل عضو في المجتمع يجب أن يكون مُنتِجاً بطريقة من الطرق، وهذا ما يوصل الى مفهوم تكامل الدورة الاقتصادية الطبيعية لدول الهلال الخصيب.
أيها العمال،
إنّ أمّتنا الغنية بمواهبها وثرواتها، ينقصها تحصين حقوق العامل في العمل وصيانة مبدأ العدالة بتوزيع الثروة. بهذا نؤمّن منعة الأمة ونرسّخ ثقة المنتجين ونقوّي رابطة الإنتماء الوطني. لذلك فإن نهوض الأمة وفرض سيادتها على نفسها وثرواتها لا يتحقّقان سوى بالعمل المنسق المتكامل بين جميع كياناتها وتسخير كافة طاقات ومواهب الأمة في العملية الإنتاجية. حينئذ تستطيع أن تحتل مكانتها التي تليق بها بين الأمم المتقدمة وتصون حقوقها بوجه الأطماع الأجنبية التي تستهدف تجويعها وإبادتها.