الحزب السوري القومي الاجتماعي إيمان يقوى وحركة تعظم  – أخبار الوطن الأولى الخطيرة

في بعض خطب الزعيم وفي مقالات رئيسية سابقة صدرت في هذه الجريدة من قلم الإنشاء ومن قلم المنفذ العام للحزب السوري القومي في أميركانية عضو المجلس الأعلى الأمين الدكتور فخري معلوف، وردت تقديرات لأهمية حركة الحزب بعد الحرب. وفي كتاب الزعيم الأخير الصراع الفكري في الأدب السوري لفت الأنظار إلى الإنتاج القومي الأدبي الذي ينتظر حصوله نتيجة للنضج الفكري بعوامل العقيدة السورية القومية الاجتماعية الفاعلة في أدمغة ألوف من الجيل السوري الجديد الذي احتضنته مبادىء الحياة السورية الجديدة.

جميع الذين سمعوا أو قرأوا أقوال الزعيم من أبناء النفسية المستهزئة بالمبادىء والتعاليم السامية، العديمة الشعور بالمسؤلية، قد يكونون ظنوا أنّ كلام الزعيم المذكور. وخصوصاً ما اختص منه بمستقبل سورية القومية وحركة الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد الحرب، ليس سوى خطرات مبالغة خطابية. داخلية نفوس كثيرة ظلت جامدة، باردة تجاه الخطب والمقالات المبشرة بعهد جديد. كل تنبؤ وكل تبشير بحياة جديدة وتحقيق مؤمّل عظيم لم يقدر على تحريك عامل واحد أو إحداث اختلاجة واحدة في تلك النفوس. كل دعوة إلى عمل وإقدام وجهاد لم تجد فيها غير رجع الصدى أو سخرية بالقيم التي ليس في تلك النفوس ما يوازيها من احساس أو مطمح شريف!

وجميع المنضمين في المغترب حديثاً إلى الحركة السورية القومية السورية الاجتماعية بغير وعي للحقيقة الكبرى الفاعلة فيها، وبلا تقدير صحيح لقيمة هذه الحقيقة وما تعنيه في حياة الامة وفي حياة كل فرد من أفرادها، ولم يتح لهم أن يشهدوا نهضة البعث في الوطن وروعة حوادثها وعظمة مآتيها، وقفوا عند المرامي الخطيرة الواردة في خطب الزعيم ورسالاته كمن قد بوغتوا بأحاجي وألغاز لا يعرفون من أين يبدأون بها ولا أين ينتهون منها!

لكن أبناء النهضة السورية القومية الاجتماعية، خصوصاً أولئك الأمناء والرفقاء الذين حملوا مبادئها بوعي وإيمان وحاربوا حربها بشده عزم وثبات جنان، لم يتوانوا ساعة ولا دقيقة عن العمل لتحقيق غايتها السامية. فما لاح في الأفق أجل هذه الحرب العالمية الثانية. وزال الاستبداد الفرنسي في وطننا بعض الزوال، وتقدمت الحالة السياسية هناك بعض التقدم حتى رأينا الحزب السوري القومي الاجتماعي يثبت وجوده في المشاريع السياسية الكبرى في جميع أجزاء سورية وفي العالم العربي. وظهر الحزب في الرجال الذين هيّأهم ودخلوا المجلس النيابي الشامي وفي الترخيص الرسمي الذي حازه في لبنان وأحدث خوفاً فى أحزاب الرجعة تردد صداه في صحفها.

وقد حمل إلينا البريد الجوي أول نشرات الحزب السوري القومي الاجتماعي فإذا هي الموجات الأولى من ذلك البحر الزاخر التي تصل إلى شواطىء الغرب الأقصى.

جميع الرجال الذين اختارهم الزعيم أمناء للحركة القومية ومبادئها ونظامها يطلّون من هذه النشرات الصغيرة بوجوههم الثابتة عينها وإيمانهم القوي وعزائمهم الشديدة وإخلاصهم المثالي الذي صهرته السجون والمحن وبعظمة نفوسهم التي لم تزدها الشدائد إلا سناء وسموًّا.

في هذه المنشورات القليلة التي وصلت إلى أيدينا، تتجلى حقيقة قول الزعيم في الصراع الفكري في الأدب السوري: “والذين أدركوا خطورة هذه النهضة وشعروا بعظم حقيقتها وهم في بدء دروسهم النهائية أو قبل بلوغها ظهرت فاعلية مبادئ النهضة في دراستهم. وجميع هؤلاء والذين صقلت التعاليم القومية الاجتماعية ثقافتهم وجلت وعيهم وأيقظت مواهبهم هم الآن قوى روحية كبيرة في هذه الحركة الباعثة أمة عظيمة من مرقدها” (أنظر ج6 ص 338 أعلاه).

في المنشورات المذكورة تظهر شخصية القومي الاجتماعي الكبير والسياسي الخطير الأمين نعمة ثابت، ورئيس المجلس الأعلى للحزب السوري القومي في خطابه الهامّ في صدد رخصة الحكومة اللبنانية للحزب القومي الذي ألقاه في اجتماع منفذية بيروت العام في 7 مايو/أيار سنة 1944. وهو خطاب يثبت للملأ أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يخرج من محنه المتكررة ومن شدائد الحرب خالصاً من كل نائبة، محافظاً على تقاليده التي التي أكسبته المنزلة الرفيعة لتي يتمتع بها، متمسكاً بموقفه المعبّر عن قضية الأمة.

وفيها تظهر شخصية القومي الاجتماعي الكبير والسياسي العملي النشيط، الأمين مأمون أياس ناموس المجلس الأعلى ومدير “دار النهضة” العامل بجد لتحقيق مشاريع الحزب وتقوية إذاعته وتوثيق نظامه، وفي إعداد وسائل ظهور النشرات التي نحن في صددها وفي حركاته الحزبية المتعددة.

وفيها تطل شخصية القومي الاجتماعي الصادق والحقوقي والأديب اللامع، الأمين عبدالله قبرصي، عضو المجلس الأعلى في إشارة إلى قصيدة ألقاها في بعض الاجتماعات وإلى ديوانه الشعري الذي عنوانه وحي الظلام وفي مصرع السُّمنة.

وفيها تظهر شخصية جديدة كانت لا تزال في عهد دراستها هي شخصية الرفيق الدكتور كريم عزقول الذي أعدته مؤهلاته لتولي عمدة الإذاعة.

وشخصية الرفيق أسد الأشقر، الذي رافق الزعيم في البرازيل وَقدِمَ مرافقاً له إلى الأرجنتين ثم عاد إلى أفريقية الغربية ومنها إلى الوطن حيث انضم إلى فئة المضطلعين مسؤوليات الحزب وأسندت إليه رئاسة مجلس العمد.

وشخصية رفيق لامع ظهرت طلائع إنتاجه الفكري، وهو بعد في نحو السادسة عشرة من عمره، طالباً في الدائرة العلمية فى الجامعة الأميركانية، وعملاً بإرشاد الزعيم وجّه دراسته العلمية إلى التخصص في العلوم السياسية. هو الرفيق فايز صايغ المشرف على نشرة “الدراسات الثقافية” وصاحب درس “الهدف” الذي هو

باكورة منشوراتها.

وفي هذه “الدراسات الثقافية” تطل الشخصيات الآتية التي تكوّن ملاك المستشارين للدراسات المذكورة وهي:

شخصية الدكتور شارل مالك، أستاذ الفلسفة في الجامعة الأميركانية، ومستشار الشؤون الفلسفية في “الدراسات الثقافية”.

شخصية الدكتور كريم عزقول، عميد الإذاعة ومستشار الشؤون الاجتماعية في “الدراسات” المذكورة.

شخصيات الفنانين المشهورين عمر الانسي وألكسي بطرس وقيصر الجميّل مستشاري الشؤون الفنية في “الدراسات” المذكورة.

شخصية إدوار حنين وشخصية رشدي معلوف، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الأميركانية‎ وشقيق الأمين، عضو المجلس الأعلى الدكتور فخري معلوف، وهما مستشاران للشؤون الأدبية في “الدراسات” المشار إليها.

شخصية ألبرت بدر أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركانية ومستشار الشؤون التربوية في “الدراسات الثقافية”.

شخصية الرفيق الحقوقي الأستاذ زكريا لبابيدي المفتش في الحزب ومدير شؤون “الدراسات الثقافية”.

وتأتي شخصيات أخرى قوية في المسؤوليات الثانوية وكلها شخصيات جديدة من الناشئة المترعرعة في أحضان النهضة الاجتماعية ومبادئها تظهر في “باب القرارات” من العدد الأول من النشرة الحزبية الشهرية الصادر في أول أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي القرارات الأخيرة المختصة بلبنان من قرارات المجلس الأعلى.

وهنالك شخصيات أخرى معروفة لم ترد أسماؤها في هذه النشرات الأولى، كشخصية الأمين جورج عبدالمسيح والرفيق جمال باشا الغزي وغيره، لا بد أن تظهر.

ولا بد لنا من ذكر شخصية نسائية جديدة هي شخصية الرفيقة الآنسة أليس معلوف من حدث بعلبك صاحبة مقال “فتاتنا العصرية” الصادر فى عدد النشرة الحزبية المشار إليه.

نمسك القلم عند هذا الحد، لننقل إلى القراء جميع ما ورد فى النشرة الحزبية في عدد أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتصل إلى قلوبهم وعقولهم أقوال رجال الحركة القومية في الوطن وتنتعش نفوسهم ويدركون أن النهضة السورية القومية الاجتماعية منتصرة الانتصار الأخير، وأنه لا يوجد قوة تستيطع أن توقف عملها وتمنع سيرها لأن قوتها هي مستمدة من الحق الأعلى. وحرفا الحق عينه يدلان، بالاختصار، على الحزب القومي.

وختاماً نقول أهلاً بهذه النشرات الصغيرة والأخبار الخطيرة التي تزيد بهجتنا بعيدنا القومي وتشدد إيمان الضعفاء، وتجف لها قلوب أهل النفاق والشقاق وعمال الفوضى والرجعة!

 الزوبعة، بوينُس أيرس،
العدد 85، 10/8/1945

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى