فصائل “نسور الزّوبعة” تضعُ أكاليلَ من الورد على ضريحَيّ الشّهيدين أدونيس نصر ومحمد عوّاد
أدّت فصائل من نسور الزّوبعة التّحيّة الحزبيّة على ضريح الشّهيد القائد الرّفيق أدونيس نصر في الشّويفات، حيث وُضعت أكاليلٌ من الورد باسم رئيس الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ الأمين ربيع بنات.
ألقى منفّذ عام منفّذيّة الغرب الرّفيق وائل ملاعب كلمة مركز الحزب الّتي جاء فيها: “في حضرة الشّهداء يُختصر الكلام، فإذا كانت الكلمات والخطب والقصائد وكلّ أشكال الفنّ من رسمٍ وحفرٍ وتصويرٍ وإنشاءٍ، هي وسائل تعبيرٍ من مكوّنات الذّات وأسلحةٌ في ميادين المعارك، فإنّ الشّهادة هي أمضى الوسائل، واختصار السّبل وخلاصة التّعبير”.
وتابع: “على بعد أيّامٍ من ذكراه السّادسة نقف على ضريح شهيدٍ قائدٍ، جمع في بنيانه النّفسيّ كلّ عناصر القيادة، وتلائمت في مشهديّة ارتقائه تقاطعات الزّمان والمكان ليكون حدث استشهاده حدثاً عظيماً، وقوّةً فاعلةّ تغيّر وجه التّاريخ وترسم مسار المستقبل”. وأضاف: “فأدونيس نصر، هو واحدٌ من ثُلّةٍ، لا يميّز مقبليها بين شهيدٍ وشهيد، هو زهرةٌ في باقةٍ شكّلها خالد غزال وأدونيس الخوري وعبد الرّحيم طه وجمال كمال”.
وأردف قائلاً: “أهميّة تلازم الزّمان والمكان في استشهاد أدونيس أيّها الرّفقاء، يتجسّد في ثلاثيّةٍ ستوشم على صدور الأجيال القادمة وشمًا من يقين. أوّلها، إنّ الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ في عام 2016 أيّ بعد 84 عامًا على تأسيسه، لم تدجّن وظيفته الجهاديّة كما أراد الّذين اتّخذوا منه مطيّة المقاومة على طاولات السّلطة ومقاعد الطّوائف وسياسة الثّعلبة. ما زال يقدّم الشّهداء فوق كامل التّراب، فلا غرابة إن تزامن استشهاد أدونيس في اللّاذقيّة مع اليوم الّذي استشهد فيه إبن اللّاذقيّة فوق تراب بيروت عام 1957 ليكون هذا اليوم جامعًا لشهادة يفصل بينها 59 عاماً من الجهاد بين الشّهيد القائد غسان جديد والشّهيد القائد أدونيس نصر”.
تابع: “إنّ الدّم لا يُغدر، إنّ الدّم لا يُخان، إنّ الدّم لا يُباع. فكان استشهاد أدونيس صرخة في وجه تجّار المواقف. يا أيّها المحرجون من الشّهادة، يا أيّها المبهورون من النّور، إنّ محمد عوّاد لم يكن في الشّام زائراً، بل غائراً ثائراً، مقاتلاً مستشهداً، وهذا دمي ليس في حمص بل في ما بعد حمص، وعلى ما أقول شهيد”.
أضاف: “لم يخرج استشهاد أدونيس نصر عن المسار البيانيّ التّاريخيّ للحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، هذا الحزب الذّي أرسَى مفاهيماً جديدةً في هذا الشّرق، رغم كلّ طعنات الدّاخل والخارج، ليكون زعيمه ومؤسّسه أوّل قائدٍ شهيدٍ في صفوفه، رافعاً معايير القيادة والشّهادة إلى مكانةٍ لا يصلها المتحصّنون بقصورٍ عاجيّةٍ وأبراجٍ مشيّدةٍ. كما لم يخرج الشّهيد أدونيس عن المسار البيانيّ التّاريخيّ لمنفّذيّة الغرب، القلعة المنيعة الموجعة والملاذ الأوّل، والينبوع القوميّ المتدفّق الهادر الّذي يلفظ على ضفافه لوثة المشاريع الهدّامة، ويسيل هادراً غير مكترثٍ لنقيق الضّفاضع. كما لم يخرج استشهاد أدونيس، عن المسار البيانيّ التّاريخيّ لمديريّة الشّويفات، هذه العروس السّاحليّة الّتي لاقت الزّعيم في بداية البدايات، وقدّمت قبل أدونيس باقةً من مرجها على مذبح النّهضة القّوميّة الاجتماعيّة، شهداءً يُذكرون كما أدونيس ومعه”.
وتوجّه بالكلام لأدونيس قائلاً: “يا أدونيس، على ضريحك اليوم تقف صفوفاً من طلبة الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، من الّذين أحببتهم وعايشتهم، وآمنت بهم نقطة ارتكازٍ في العمل القوميّ. جاؤوا بأفكارهم المتدفّقة وحداثتهم المحضة وآفاقهم المتمكّنة الرّاسخة، ليقولوا لك يا رفيقي الشّهيد، نم قرير العين، فالحزب الّذي حملت همّه حتّى الشّهادة، عاد لينتشق الهواء من جديد. وهو اليوم أكثر صلابةً وفعاليّةً من الأمس”.
وكان قد حضر الاحتفال عميد التّنميّة الإداريّة الرّفيق سامر عبد الباقي، منفّذ عام منفّذيّة الطّلبة الجامعيّين في بيروت الرّفيق أمير العريضي، وعددٌ من الرّفقاء والمواطنين.
كما أدّت فصائل “نسور الزّوبعة” التّحيّة الحزبيّة على ضريح الشّهيد القائد الرّفيق محمد عوّاد في جبيل، حيث وُضع إكليلٌ من الورد باسم رئيس الحزب أيضاً، وذلك بحضور ناموس عمدة الدّفاع الرّفيق طلال زين الدّين وحشدٌ من الرّفقاء والمواطنين.
ألقى ناموس عمدة الإعلام الرّفيق حسن الخنسا كلمة مركز الحزب وقال فيها: “في زحمة الشّهداء كلُّ شيءٍ يهدأ وحدها الزّوابع لا تستكين… فكيف إذا كان الشّهيد القائد عوّاد البطولة، صنديد حمص، وما بعد بعد حمص لجهة الجنوب وجنوب الجنوب، الفؤادُ جريحٌ في محضرِ هواكَ، يستجمعُ ما تسرّبَ إليه من ضوءِ عبورِك، يستذكرُ ما عُرف من قصصِ الحربِ والحبّ كي يجيدَ الهوى، كي يصلَ أعتابَ مخاطبتك… أو يحاول. لن نحصي السّنين، فلا غيابك أزمنةٌ تُعدّ، ولا حضورك يتيح تعداد الغياب. يا الرّوح، يا عوّادَها وسماءَها وهواها وقمحها واللّيل في مسراها…”.
وتابع: “اسمحوا لي يا رفقائي أن أنحني لأحيّي مجدَ نفسٍ في جلبابِ العوّاد تحتمي، اسمحوا لي أن أستذكر بعض مواقف العزّ في حضرته، لأقول لكم إنّ حزبَكم لم يخضع لواقع الكيانيّة المفروض بقوّة الاستعمار وفعل المتآمرين وتخاذل المؤتمنين. فأنت يا عوّاد لستَ رمزاً أو صاحب ذكرى، فبأمثالك ذخيرتنا في القتال، ذخيرتنا في الرّؤية، ذخيرتنا في إدراك الحقيقة دائماً، ذخيرة الحقّ المنتصر حتماً”.
وأضاف: “في هذا اليوم، نقف أمام التّاريخ، نرمي بنواظرنا إلى أقصى القوم، ونعاهدكم أن لن نهدأ ولن نستكين حتى تحرير كامل تراب الوطن من العدوّ اليهوديّ والمحتلّ التركيّ، ونسير دروبكم شهداءً أو ظافرين. نمّ قرير العين عوّاد، إنّ حزبك الّذي أحببته حتى الشّهادة، عاد لينتشق الهواء من جديد”.
وتوجّه إلى الحاضرين قائلاً: “حزبكم اليوم في مرحلة تشييد خطوط المستقبل، قوامه روح عوّاد وأدونيس وأيهم وثائر ورعد وفارس، قوامه مشروعٌ نهضويٌّ وقوميّون جادّون جذريّون غير آبهين، يحضّرون ليومٍ وهو ليس ببعيد يشهد فيه العالم منظراً جديداً وحادثاً خطيراً رجالاً متمنطقين بمناطق سوداء على لباسٍ رصاصيّ، تلمع فوق رؤوسهم حرابٌ مسنونة، يمشون وراء رايات الزّوبعة الحمراء، يحملها جبابرة من الجيش، فتزحف غابات الأسنة صفوفاً بديعةُ النظام، فتكون إرادةٌ للأمّةِ السّوريّة لا تردّ، لأنّ هذا هو القضاء والقدر”.