فقرات من خطاب الزعيم في رأس بيروت بمناسبة أول مارس
(فيما يلي بعض فقرات من الخطاب الذي ارتجله زعيم الحزب القومي الاجتماعي في رأس بيروت).
ايها القوميوون الاجتماعيون،
من يوم ولدت هذه النهضة القومية الاجتماعية، نشأنا شعباً جديداً حراً، ومعنى وجودنا هو هذه القواعد الأربع: الحرية والنظام والواجب والقوة!
على هذه القواعد الأربع، نهضنا أمة حية قوية، لا تتراجع عن النزاع، ولا تقبل ما هو أقل من الانتصار!
نشأنا نبحث عن القتال، ولا يبحث عنا القتال أبداً. نشأنا، وفي نشأتنا عزّ هو كل معنى وجودنا ولسنا بمتنازلين عن معنى وجودنا لشيء في العالم!
إنّ أعظم مغزى وأسمى معنى للحياة القومية الاجتماعية هو العز. وإنّ أرذل وأحقر معنى هو الذل الذي يريد السيطرة وإذلال الشعب.
إننا جنود يرتفعون بقوة عظيمة، هي قوة الحق الذي فيهم! إننا جنود نهضة تحارب في جميع الجهات، لأنّ حربها هي حرب عزّ لهذه الأمة، حرب انتصار الأمة على الغايات الأجنبية والغايات الداخلية التي تعمل على إذلال الأمة التي تأبى الذل!
وهذا العزّ الذي ننهض به، هو عزّ نوزعه حتى على الذين يسعون ليل نهار لإذلال هذه النهضة التي لن تذل والتي سترفعهم إلى العز هم أيضاً غصباً عنهم!
نحن القوميين الاجتماعيين، نحن الذين حاربنا الاستعمار والاحتلال الأجنبي، يوم كانت جموع وجموع تعمل متحالفة مع الأجنبي لتحكيم الأجنبي في هذا الوطن، لقاء منحة أو منفعة خصوصية يمنحها إياها الأجنبي، على حساب الشعب ومصلحة الأمة.
نحن حاربنا ونحارب الاستعباد الداخلي الذي يتخذ من الإقطاعية والرأسمالية والتكالب على المصالح والمنافع واسطة وشكلاً، الاستعباد الداخلي الذي كان أعظم حليف للاستعباد الخارجي، والذي لولاه لما فقدنا كيليكية والإسكندرونة وفلسطين!
إنها حرب مميتة، بين نهضة العز، وبين نهضة الذلّ.. إنها حرب مميتة، نسير فيها إلى نهايتها، فإما عزّ لهذه الأمة، وإما ذلّ لها!
وصفوف العز قد أصبحت معروفة واضحة، وصفوف الذل قد أصبحت معروفة واضحة. فالوجهان يتقابلان، والنتيجة الأخيرة آتية حتماً!.. إنّ مرجل النهضة يغلي، وإنّ هذه النهضة تزمجر، والويل ثم الويل لمن يحاول الوقوف في طريقها!..
إنّ أمرَّ حرب هي الحرب الداخلية، الحرب التي يثيرها علينا الذين يدعوهم الشرف القومي إلى المحاربة معنا فلا يحاربون إلا علينا.
إنّ رفقاء من الجنود مكلفون الإتيان إلى هذا المكان لمنع حركة تولد الأخوّة في الشعب من توليد هذه الأخّوة! بأية حكمة وبأي منطق، لسنا ندري!
كأن هذا الشعب قطيع من البشر لا يقدّر ولا يعي ولا يريد!
إن زمن القطعان قد انتهى، وابتدأ زمن الجماعة المدركة الحرة!
إننا نحيا في عهد النهضة القومية الاجتماعية. إننا نحيا في العز والقوة. إننا لم نتعدّ على أحد، ولم نهاجم أحداً، ولكننا لسنا نعاجاً إذا هوجمنا بل أسوداً.
إنّ حق الاستقلال هو حق الشعب، لا حق أفراد من الشعب، هذا هو حق الاستقلال الذي يجمع بيننا وبين جنود الحكومة، وبيننا وبين الحكومة، فإذا انكسر هذا الحق فلا جامع بيننا وبينهم!
ليست قوّتنا في الفئة القليلة المجتمعة ضمن هذه الجدران، بل نحن شعب عظيم جبار، نحن أمة قاهرة!
إننا احترمنا دائماً السلطة، لا خشية ولا رهبة، بل تعلقاً بالنظام. ولكننا قد أقمنا نظاماً أساسه الحق، ونرفض كل نظام أساسه الظلم والباطل.
إننا قد احترمنا الإدارة الحكومية، ونريد أن تحترمنا الإدارة الحكومية التي مرجعها الشعب، لا اية ناحية من أي مكان كان!..
في ساعة الشدّة، في ساعة الصراع الفاصل مع الاحتلال الأجنبي، كانت الحكومة تجد في هذه الحركة فقط مستندها. والرفقاء الذين سفكوا دماءهم في بشامون وعين عنوب هم الذين ذادوا عن الحكومة ضد الحملات الفرنسية ونكّلوا بها!
إننا لم نرد إلا أن نرفع هذا الشعب. إنّ قضيتنا هي قضية الشعب فأية جريمة وأي اجتراح في أن نعمل لإنهاض الشعب، ولعزّ الشعب ولخير الشعب؟!
كل شيء، بيروت،
العدد 102، 121/3/1949