قرار رقم 62 – بتعطيل جريدة “النهضة” في بيروت


“إنّ المفوض السامي للجمهورية الفرنسية
استناداً لمراسيم رئيس الجمهورية الفرنسية في 23 نوفمبر: تشرين الثاني 1920 و 16 يوليو/ تموز 1933
واستناداً إلى قرار المفوض السامي رقم 2630 في 27 مايو/ أيار 1924 المتعلق بالجرائم الصحفية
واستناداً إلى أنّ جريدة النهضة في بيروت قد نشرت تحت عنوان “إبن سعود والإمبراطورية العثمانية” سلسلة مقالات من شأنها أن تمسّ العلاقات الإنترناسيونية
وبعد سماع ذي العلاقة
يقرر:
المادة الأولى ـ عطلت جريدة النهضة في بيروت لمدة ثمانية أيام ابتداء من 12 فبراير/ شباط 1938.
المادة الثانية ـ السكرتير العام مكلف تنفيذ هذا القرار.
بيروت في 12 فبراير/ شباط 1938
المفوض السامي السكرتير العام
الإمضاء: د. دي مارتيل الإمضاء: ميريه
المبلغون رسمياً:
المفوض السامي. السكرتير العام. الجنرال القائد الأعلى. المستشار التشريعي.
الغرفة السياسية (المطبوعات). دائرة العلاقات الخارجية. الأمن العام. الجمارك. البريد والبرق. المندوبون ـ دمشق، بيروت، السويدا، اللاذقية، الإسكندرونة. المندوبون المعاونون ـ حلب، حمص، دير الزور. المستشارون الإداريون ـ صيدا، طرابلس. وزارة الخارجية (االشرق). جريدة النهضة ـ بيروت”.
“انتهى”
النهضة. بينما هذه الجريدة القومية تقوم بواجبها بتنوير الرأي العام عن أهم القضايا والمسائل التي لها علاقة بحياة الأمة ومصالحها الداخلية والخارجية، إذا بها تفاجأ بالقرار المتقدم الصادر من المفوض السامي القاضي بتعطيل النهضة، لأنها نشرت سلسلة مقالات تحت عنوان “ابن سعود والإمبراطورية العثمانية” من شأنها أن تصدع العلاقات الإنترناسيونية.
أما المقالات المشار إليها فليست مقالات قصد منها الحملة على بعض العلاقات الإنترناسيونية، وليست هي مقالات إنشائية، بل مذكرات لأشخاص معروفين معززة بوثائق وتعرض بالأكثر لأمور جرت على عهد السلطنة العثمانية. وقد نشرتها النهضة تنويراً للرأي العام السوري ليكون على بصيرة من مجرى بعض الشؤون الخارجية السياسية.
والظاهر أنّ حكومة جلالة الملك ابن السعود قد رأت في نشر مثل هذه المعلومات ما يقضي على بعض الشهرة القائمة وراءها أعمال دعاوة واسعة النطاق في سورية. فخابرت واعترضت وإلى هذه المخابرة تشير ملاحظة القرار الصادر من فخامة المفوض “وبعد سماع ذي العلاقة”.
وأما أن تغضب الحكومة العربية فذلك من شأنها. وأما أن يسري غضبها علينا ليقيّد صحافتنا حتى في صدد المعلومات التاريخية فأمر يمسّ كرامتنا القومية ويعطل حقوقنا. فنحن نحتج على هذا التدخل ونحتج على تعطيل العمل الصحافي خصوصاً في الحالات الاعتيادية.
لقد ندر جداً أن تتعطل صحيفة لسبب إنترناسيوني. ولعل تعطيل النهضة لهذا السبب هو أول تعطيل من نوعه في السنوات الأخيرة على الأقل. وإننا ننتهز هذه الفرصة لنقول إنه يجب إعادة النظر في الأحكام التي تعطل بموجبها الصحف وإنّ الأسباب الإنترناسيونية من هذه الأحكام فيها تطاول على حقوقنا. فنحن أحرار أن نقول رأينا في الشؤون الخارجية وأن ننير أذهان شعبنا بجميع المعلومات المفيدة.
وإننا نأمل أن يكون تعطيل النهضة آخر تعطيل صحفي سواء أكانت الأسباب خارجية أو داخلية. ونحن نريد أن تبقى كرامتنا محفوظة في وطننا.

أنطون سعاده

النهضة، بيروت،
العدد 100، 20 و
21/2/1938

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى