كلمــة أخيــرة – ادويك
ويخطو القدر الساخر، في الزمن المغلق، خطوات وساعاً مثقلة بالأحداث الدولية والمحلية. وفي آذار عام 1947، عاد أنطون سعاده إلى لبنان، فنُظِّم له استقبال جماهيري لم تشهد بيروت في حجمه ومستواه، عبر تاريخها القديم والحديث. وأنها لصدفة غريبة حقاً، أن يسكن قريباً من بيتي، حيث كنت مع طفليَّ، أناضل في سبيل العيش الكريم، بعد فقد أبيهما عام 1944.
ويسأل عني صديقتنا المشتركة فايزة معلوف أنتيبا، وتسارع تحمل لي رغبته في زيارتي، فتنشب حربٌ ضارية بين إرادتي وعاطفتي: إنه محبٌّ عنيد، وله زوجة وطفلتان، وأنا امرأة عزلاء أعيش على ذكرى حبيب غاب. وكلانا بشرٌ، وعرضة للحظة ضعف… ماذا، لو انتفض حبنا، مطالباً بحقه في الحياة؟ واعتذرت لصديقتي.
لا! إنَّ لكل إنسان حياة ً واحدة، ومعطياتٍ إنسانية لها حُرُمات!
وفي 8 تموز 1949 كنت أتصفَّح الجريدة، وارتطمت عيناي بصورة استشهاده، فغشيتهما غيمة بنفسجية.
…. أما الآن، وفي العدّ العكسيّ المضني لسنوات عمري، فكلما استعدت تلك المرحلة المشرقة من فجر صباي، شعرت بنشوة العزّ والانتصار… لقد كان لكيوبيد، حتماً، سياسته الحكيمة، غداة ختم بالشمع الأحمر، قصة ذلك الحب الكبير، وجعلها متكاملة الفصول، لتبقى، على الزمن، نسمة من دنيا الأساطير!
…. بفرح وصفاءِ وجدان، أدفع إلى النشر، رسائل حبه، كما وردت، وبخطِّ يده، ليشعر القارئ أن في حوزته الأصول الأصول، لا نسخاً عنها وحسب.
إدفيك جرَيديني شيبُوبْ
1 شباط 1981