لا للتّطبيع
كتبَ الأمين وليد زيتوني
قد تكون ال”لا” كلمة غير محبّبة أو مرغوبة في بداية أيّ نص، غير أنّنا كفرنا بال “نَعم” التي أفقدتنا النِعَم. نِعَم الحياة ومتفرّعاتها، نِعم العزّة والكرامة، نِعم السّيادة على أرضنا وثرواتنا.
لا للتّطبيع.
كلمةٌ بائسة إذا ما جُرّدت من الفعل. والعدوّ في هذا السّياق لا يؤخذ بالقول بل بالفعل الجاد والسيف الحاد.
لا للتّطبيع.
كلمة حقّ في مواجهة الباطل، نعمل على تجسيدها نضالاً واعياً مستمرّاً حتّى إحقاق الحق وإزهاق الباطل. لا يكفي أن تحارب الباطل بل أن تعمل الى جانب الحق، لأنّ الباطل يتبدّى بأوجه مختلفة. منها الوجه الثّقافي الحضاريّ، حيث ينشط هذا الباطل في إقامة المؤتمرات المشبوهة والندوات المشبوهة والحوارات المشبوهة المغلّفة بالأمان والسّلام والتّقارب الثّقافي لتمرير غاياته وأغراضه وجعلها سهلة المنال. ولعلّ “الإتّحاد الإبراهيمي” أحد أشكالها الحديثة. ومنها الوجه الإقتصادي. فالتّبادل التّجاريّ والشّراكة في إنتاج وإستجرار الطاقة، والتسويق لصناعاته في المعارض المُقامة أصلاً لغاية في نفس يعقوب. ومنها الوجه السّياسي بالوفود وإقامة العلاقات السّياسيّة، والحوارات المباشرة وغير المباشرة على الشّاشات وفي وسائل التواصل الإجتماعي ليس لها أيّة أهداف سوى تليين الأفراد والجّماعات وتدجينها وجعلها قابلة للإختراق، وتطويعها فيما بعد لتصبح أداة في يد العدو ومشاريعه.
نحن في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ، ندرك تماماً سياسة التّطبيع عند العدوّ ومن وراءها ومن معها، وندرك أنّها فنّ الممكن الوحيد المتاح أمامه. ونمتلك الفكر الواضح والإرادة القويّة لجعل هذا الممكن مستحيلاً.
في معركة الوجود ليس هناك مكان للمساومة والتّراخي والتمييع، فنحن حركة هجوميّة للدفاع عن مصلحة الأمّة فكراً وعملاً وسياسة وقتال.
ونحن في الحزب السّوري القومي الاجتماعي، نعرف تمام المعرفة موقع هذا العدوّ في منظومة النّهب الدّوليّ وعلى رأسها الولايات المتحدة الّتي سقطت أخلاقيّاً وإنسانيّاً. ونعرف أيضاً أدوات عملها وشبكات كمائنها العنكبوتيّة المزروعة في جسد منظّمة الأمم المنتصرة في الحرب. ونعي خطورة ومصير أمّتنا إذا ما وقعت فريسة شبكات التّقييد والتّكبيل والأسر.
نحن في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ لا يمكن أن نكون مع مسألة وضدّها في الوقت نفسه. ليست السّياسة عندنا هدف أساس، بل وسيلة للوصول إلى الغايات المبدئيّة الكبرى. السّياسة لا ولن تحرفنا ما دمنا نمتلك البوصلة الصحيحة، والرؤية الصحيحة، والإرادة الكاملة، والإيمان الواعي، والعمل المجدي تحت طبقة بل طبقات الثّرثرة المضيّعة للوقت، والجعجعة التي لا تنتج طحينًا.
لا يمكن مثلاً، أن نعمل لصالح شعبنا ونغطّي بنفس الوقت حكومة عنوانها سرقة الشّعب وهدفها إخضاعه ودفعه لقمة سائغة في أفواه الأعداء.
لا يمكن أن تكون مع الشعب وتتبنّى توصيات البنك الدّوليّ الآيلة إلى إفقاره وتجويعه وسلبه مقدّرات الحياة الكريمة.
لا يمكن مثلاً أن تكون ضدّ التطبيع وأنت تشارك في سلطة تتبنّى مسار التطبيع، وتوافق على مجرياته الضّمنيّة والعلنيّة.
لا يمكن أن تكون مع محور المقاومة وتسكت عن الهيمنة الأميركانيّة على الدّولة ومؤسّساتها وبناها الإقتصاديّة والسياسيّة والقضائيّة.
لا يمكن أن تكون مع فصل الدّين عن الدّولة وأنت تتلقّف الإجتماعات الطائفيّة والمذهبيّة وترسم لنفسك دوراً فيها ومن ضمنها.
لا يمكن أن تكون مع العدالة الوطنيّة وتقبل بمحاكمة بطل من أبطالنا قضى على رأس الأفعى الإسرائيليّة.
نحن في الحزب السّوريّ القوميّ الإجتماعيّ نفضنا غبار الماضي لنتلقّف الشّمس المحيية.
نعدكم سنبقى على خطى المعلّم. سائرون إلى الجّهاد لتحقيق الغايات الّتي تساوي وجودنا.