منفّذيّة المتن الشّماليّ تقيم ندوةً حول كتاب المدرحيّة – فلسفة النّظام الجديد للأمين أسامة سمعان
نظّمت منفّذيّة المتن الشّماليّ في الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ ندوة لتوقيع كتاب الأمين أسامة سمعان “المدرحيّة – فلسفة النّظام الجديد” في أرض العرزال في ضهور الشّوير، بحضور عميد الإذاعة الرّفيق تمّوز قنيزح الّذي أدار النّدوة، الّتي شارك فيها الأمين فاروق أبو جودة، الأمين الدكتور زهير فيّاض والدّكتور معين حدّاد. ثم عقّب عليهم الكاتب الأمين الدكتور أسامة سمعان.
حضر النّدوة الأمناء: أليسار سعاده، ناديا حجل، مفيد القنطار وكوكب معلوف، رئيسة مؤسّسة سعاده للثقافة الرّفيقة الدّكتورة ضياء حسان منفّذون عامّون، مسؤولو الوحدات الحزبيّة وحشد من الرّفقاء والمواطنين.
بداية، رحّبت ناظرة الإذاعة الرّفيقة أميّة درغام بالحضور وثمّنت الاهتمام بفلسفة سعاده وشكرت جميع الذين ساهموا بإنجاح نشاطات المنفذية الصّيفيّة.
ولفت عميد الإذاعة أنّ “دافع الأمين أسامة سمعان لوضع الكتاب هو الحاجة لشرح المدرحيّة بطريقة سهلة يستطيع غير المتخصّص بالفلسفة فهمها”، وأضاف: “لقد ذكر وذكّر الكاتب في تمهيد كتابه بإسهامات الّذين سبقوه في دراسة فلسفة سعاده”، مشيرًا إلى أنّ متن الكتاب يتألّف من فصلين: الأوّل تحت عنوان “مرتكزات سياسيّة”، والثّاني تحت عنوان “قيم اجتماعيّة”.
وأكّد أنّ الكتاب يُبرز فلسفة سعاده من خلال عدّة أمور أهمّها: تَمَحوُر فكره الفلسفيّ حول مسألة واحدة هي الأمّة ونهضتها، تقديمه قيمًا جديدة، بحثه مسألة الأخلاق التّي عبرها تتحقّق القيم وطرقه باب المعرفة كونه السّبيل الوحيد الّذي يعطي الأمّة القوّة القادرة على بعث نهضتها.
وتابع عميد الإذاعة قائلًا: “استعرض الكاتب في المقدّمة ثلاث اتجاهات فلسفيّة سياسيّة معاصرة هي: اللّيبراليّة الأوروبيّة، اللّيبراليّة البراغماتيّة الأميركانيّة والماركسيّة – المادّيّة”، مؤكّدًا أنّ الفلسفة المادّيّة – الرّوحيّة تبحث في الإنسان، والقيم الإنسانيّة، وتتّخذ من الإنسان – المجتمع أساسًا لها، وليس الإنسان الفرد الّذي ليس له وجودٌ حقيقيّ مستقلّ لديها، انطلاقًا من أنّ القيمَ الإنسانيّة هي قيمٌ اجتماعيّة لا فرديّة.
وتطرّق قنيزح إلى المبدأ الأساسيّ السّابع القائل بأن “تستمدّ النّهضة السّوريّة القوميّة الاجتماعيّة روحها من مواهب الأمّة السّوريّة وتاريخها الثّقافيّ السّياسيّ القوميّ”، مستذكرًا شرح سعاده في المحاضرة السادسة لهذا المبدأ “إذا لم تقوَ النّفسيّة السّوريّة وتُنَزَّه عن العوامل الخارجيّة وسيطرة النّفسيّات الغريبة فإنّ سورية تبقى فاقدة عنصر الاستقلال الحقيقيّ، وفاقدة المثل العليا لحياتها”.
وشدّد على أهمّيّة استكمال ما بدأه سعاده، فهمًا وشرحًا وتطبيقًا وتوسيعًا، وقال: “سعاده قد رسم لنا خريطة الطّريق، وما علينا سوى أن نفعّل النّدوة الثّقافيّة ونؤسّس مراكز الأبحاث ونطوّر الرّصد والتّحليل. وقد أتى هذا الكتاب مدماكًا في البناء الفكريّ القوميّ الاجتماعيّ”.
وتحدّث الأمين فاروق أبو جودة عن قيمة فلسفة المدرحيّة الّتي تمايز بها أنطون سعاده عن الفلاسفة، والّتي أغنت الفكر السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ بدفق معرفيّ وأساس عقديّ بنيويّ هادر.
وأشار الأمين زهير فيّاض إلى إنّ الكاتب قد شدّد على أنّ “الفلسفة المدرحيّة لا تبحث في منشأ الكون بل في الانسان والقيم الانسانيّة وتتّخذ من الإنسان المجتمع أساسًا لها، وهي فلسفة التّفاعل الاجتماعيّ بكلّ أبعاده يقودها العقل”.
وفي مداخلته، أثنى الدّكتور معين حدّاد على الكتاب في منطلق اضاءته على ما قصده سعاده فكريًّا بتأسيس الحزب وفكره الوحدويّ قائلاً: “هذا الكتاب الّذي يذكرنا بمساعي كتاب كبار في الحزب شاؤوا الإضافة على تفسير سعاده للمدرحيّة”.
وقبل توقيع الكتاب، عقّب المؤلّف الأمين أسامه سمعان على المداخلات، وركّز على تبيان حسنات وسيئات كل من الفلسفة اللّيبراليّة والفلسفة الاشتراكيّة بحيث “أنّ اللّيبراليّة تحقّق الحرّيّة السياسيّة دون الحرّيّة الاجتماعيّة فيما تحقّق الفلسفة الاشتراكيّة الحرّيّة الاجتماعيّة دون السياسيّة”، مشيرًا إلى أنّ فلسفة المدرحيّة تدعو وحدها إلى تحقيق التّلازم بين الحرّيّة الاجتماعيّة والسّياسيّة بذلك تكون فلسفة المستقبل ليس لسورية وحسب بل للعالم كلّه.